فؤاد قنة
إن الأمم والشعوب هي من تصنع الرجال والمواقف كذلك والتاريخ يعيد نفسه، والكل يرجع إلى أصله سواءً حسناً أو قبحاً أو سلباً أو إيجاباً مهما طال أمد الأغبرة والأتربة والزمان فلا بد من صفا الجو.
ومهما طال غياب الشمس فلا بد من الشروق.
ومهما طال ظلام الليل فلا بد من النهار.
والزمن جدير بإظهار كل ما طرأ على الأصل من الأتربة والأوساخ وكل ما غطى على الحقيقة، فالزمان جدير بتصفيتها نقية لا غبار عليها والزمن يصقل المواقف كالنار للذهب، فكلما اشتدت حرارة النار كلما صفى الذهب من الشوائب وبقي ذهباً خالصاً.
ولقد حاول أعداء الإسلام سلخ تركيا من المجتمع الإسلامي وإنهاء الخلافة العثمانية وحتى لا تكون أي باقية أو أثر يدل على أن تركيا دولة إسلامية وإنهاء التاريخ العثماني الناصع، ولكن الله حفظ دينه مهما تآمر المتآمرون لإطفاء نور الله ودينه، وها هي الشعلة تنطلق وتخرج من تحت الرماد وتنادي ها هو أنا المارد سأعود من جديد وأبني تاريخ الدولة العثمانية وأنهج نهج محمد الفاتح وأعيد سيرة أبطال وفاتحي الدولة العثمانية التي أنارت العالم بتقدمها وازدهارها.
وها هو الأسد المغوار يخرج من مخبئه منذ وقت ليس بقصير وهذا النور خطة "نجم الدين أربكان" صاحب الشعلة التي أيقظت روح الإسلام في تركيا وتآمر عليها أعداء الإسلام وحاولوا إخمادها بقوة الجيش والعلمانيين تصوراً منهم أنهم أنهوا هذا المشروع العظيم، ولكن الأسد الكاسر يعيد الكرة من جديد ويتململ ورأسه مرفوع في السماء ويقول: ها أنا عائد مهما تآمر المتآمرون فلا بد من البقاء.
وها هي شمس الإسلام تضيء تركيا على أيادي رجال شجعان من حزب العدالة والتنمية وعلى رأسهم "رجب طيب أردوغان" من أحفاد محمد الفاتح صاحب التاريخ المشرق المنير والتاريخ الناصع المضيء المتألق في تاريخ الأمة الإسلامية.
صانع تاريخ يضيء للأجيال درب الحرية والكرامة والعزة وطرد الإهانة والانهزامية إلى يوم القيامة، شعلة لا تنطفئ مهما حاول الأعداء إطفاءها إنها نور من الله وتستمد وقودها من الله سبحانه وتعالى، وها هو حفيد محمد الفاتح أردوغان يطل علينا برجولته وشجاعته النادرة التي تثبت أصالته في زمان غابت عنه الرجولة وتخلى عنها من يدعون أنهم رجال من العرب وانضموا إلى قافلة النساء حتى وإن بقوا على أشكال رجال، إنه أسد كاسر وحيد شامخ صامد صمود الجبال الراسية في أعماق الأرض والبحار، رافعاً رأسه إلى السماء ساجداً لله الواحد القهار لا يركع للبيت الأبيض ولا لتل أبيب، ولا يعرف لهما سبيلاً ولا طريقة، ولا يعرف النفاق والتملق إلى قلبه طريقاً، إنه أسد مكشر أنيابه أمام الصهاينة لا يخاف في الله لومة لائم.
إنك يا أردوغان أضأت لنا النور، وعبدت الطريق السوي للوقوف أمام الصهاينة، ونزعت منا الخوف والهلع من هذا العدو الذي رسخ في عقول زعمائنا المبجلين بأن هذا العدو لا يقهر ولا تكسر شوكته، وها هو أنت يا مغوار تكشف لنا الشفرة والسر في ذلك يا من أعدت لنا أمجاد الإسلام الذي طال غيابه.
وسيكتب لك التاريخ أنت وإخوانك في حزب العدالة والتنمية بأحرف من نور والذهب، ولن ننساك وستبقى في ذاكرة الأجيال والتاريخ مهما بقيت الحياة.
يا من بعثت الأمل المشرق المنير في أمة عاشت في ظلام دامس لا نور فيه البتة.
إنك يا أردوغان تربيت تربية بنيت على الأخوة والشفقة والرحمة وعلى المثل العليا، وغسل عقلك وقلبك بنور وضاء.
إنك يا أردوغان قمة الشموخ والعلو التي لا تعلوها أي قمة رائعاً أنت يا أردوغان بحبك لإخوانك في العقيدة، يا من وضعت منصبك تحت قدمك فرفعك الله مكانة عالية تليق بك وإخوانك لمواقفك البطولية النادرة، لقد دخلت التاريخ من أوسع وأشرف وأنبل أبوابه، هنيئاً لك ولإخوانك هذا الشرف والوسام العالي فمواقفك كلها منحازة للخير والاستقرار والتطور والتقدم، وهذا ليس عليكم بغريب، فلقد وقفتم مواقف في وجه أعتى دولة في العالم وهي أميركا في غزو العراق بالرغم من أنكم بحاجة إلى الموقف الأميركي في قضية الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وقضية قبرص وكذا مشكلة حزب العمال الكردستاني، ولكنكم فضلتم رغبة شعبكم وكونكم خرجتم من رحمه، فكان موقفكم يتسع مع الموقف الشعبي كونكم جئتم عبر صناديق الانتخابات النزيهة فأنتم الابن الطائع لشعبكم ولأنكم لم تأتوا على ظهور دبابات الاحتلال ولم تسرقوا إرادة شعوبكم عبر الانتخابات الزائفة والنتيجة "99%" لم تغير أو تبدل.