عصام المطري
يعيش الوطن العربي مسغبة حقيقية في العديد من مجالات وميادين الحياة المتعددة والمتنوعة لقاء الخلافات البيئية بين الزعامات والقيادات العربية حيث أضحت تلك الخلافات جوهرية ومن الصعب تصفيتها على أنه كان ثمة مصالحة عربية بين كلٍ من السعودية وسوريا وقطر ومصر ولكنها جلسه في بضع ساعات ولم تصفي الخلافات كاملة، فتصفية الخلافات في مسيس الحاجة إلى أسابيع وشهور كي تلتئم وتعود إلى سالف عهدها، فالعلاقات العربية العربية ضعيفة وغير مفعلة، إذ لم تفعل العلاقات العربية العربية وكذلك التضامن العربي الذي صار أشر من بعد عين، فعند الحديث عن العمل العربي "المشترك" تتبلد ا لأقلام، وتتمزق الأوراق، وتقف الكلمات ويكون السكون ذلك لأن العمل العربي "المشترك" لم يطرح على الطاولة المستديرة لمناقشته في القمم العربية وكذلك مصطلح غريب غرابة عرفه، فنحن نريد العمل العربي "المشترك" الملاذ الآمن من القطيعة والتردي والانحطاط العربي، فقبل العمل العربي "المشترك" يجب أن ندشن التضامن العربي العربي ونفعله تفعيلاً كبيراً من أجل العافية السياسية ثم نشرع بدراسة إمكانية بعث وخلق العمل العربي "المشترك" بين مختلف الأقطار والأمصار العربية التي تئن تحت طائلة الفقر والمسغبة الاقتصادية الشاملة متعددة الجوانب.
إن على مختلف الفعاليات والأطر السياسية في الوطن المفترض أن تقوم تلك الفعاليات بالضغط الشديد على سلطة البلاد بغية تدشين العمل العربي "المشترك"، ومجموعة الأحزاب والتنظيمات السياسية في الوطن العربي الكبير بمقدورها أن تفعل الكثير في اتجاه الضغط على الزعامات والقيادات العربية من أجل أن يتبعوا فكرة العمل العربي "المشترك".
ولئن كان التضامن العربي العربي من مقربات الوحدة العربية الشاملة فإن العمل العربي "المشترك" مظهر من مظاهر هذه الوحدة يؤدي إلى التضامن العربي الشامل في مختلف ميادين الحياة المتعددة والمتنوعة، فالعمل العربي "المشترك" واحدة من المنطلقات الأساسية الوحدوية واستطاعت الأقطار والأمصار العربية تدشينه ذلك أنه لا تمارس ضغوط سياسية خارجية من تدشين هذا الصنيع، وإذا كانت هنالك ضغوطاً سياسية فلماذا لا نكون أكبر من تلك الضغوط ونحاول عبر النضال السلمي إلى إيجاد عمل ما على وجه هذه البسيطة.
ولأن العمل العربي "المشترك" واحدة من أعمدة النظام الرسمي "العربي" فإنه جدير بالذكر أن نولي هذا العمل القومي مزيداً من الاهتمام والعناية، فنحن أمة وسطاً كما أخبر بذلك الله سبحانه وتعالى في محكم الآيات البينات قائلاً عز من قائل: "وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا"، فنحن أمة الريادة والقيادة يجب أن تكون تصرفاتنا وأعمالنا جد مسؤولة أمام تصرفات الآخرين ونزواتهم في العيش الهادئ الآمن.
إن علينا أن نتحد مغلبين المصلحة العامة للوطن العربي الكبير على ما عداه من مصالح ومنافع أنانية ضيقة، فالوحدة العربية هي هدفنا الذي نعمل من أجله، فلماذا يا ترى لم تلقى الوحدة العربية بالاً عند الزعامات والقيادات العربية؟ ولماذا لا يجسدون حقيقة الوحدة العربية بالتنقل بين الأقطار بالبطاقة الشخصية؟ فنحن هنا نريد رسم معالم وملامح المشروع العربي النهضوي التقدمي الذي سيحقق لنا الرفاه والتقدم وسوف يمنحنا مزيداً من التطور والنهوض السياسي على وجه هذه البسيطة، فلا بد من العمل العربي "المشترك"، فالعمل العربي "المشترك" إلى أين؟!
ويأتي طرح قضية العمل العربي "المشترك" في ظروف استثنائية بالغة التعقيد تمر بها أمتنا الإسلامية والعربية من باب "اللهم بلغت. . اللهم فأشهد" ذلك أن الحال العربي الراهن لا يسر صديقاً ولا يرضي عدواً، فهو حال آمن متقوقع منكفئٍ على الذات لا يجيد استثمار الفرص ولا اللعب على للأوراق، فهو نظام سياسي رسمي عربي، لا يشجع على أدنى تواصل أو تراحم أو تضافر في ظل الأسرة العربية الواحدة التي لها أوجاعها وتئن تحت طائلة الفقر.
إننا مدينون للنظام الدولي والعالمي الجديد ذو الأحادية السياسية والقطبية تحت رعاية الولايات المتحدة الأميركية ذلك أن هذا النظام أهدى إلينا عيوبنا وهي عيوب كثيرة ومتعددة منها على سبيل المثال لا الحصر الضعف والوهن الذي دب في أوصال الأمة العربية وغياب التضامن العربي العربي الفعال، واختفاء روح التكامل العربي والعمل العربي "المشترك". . . إلخ حيث نريد قيادة مثلى تثأر للشارع العربي وتبوأ الأمة مزيداً من الأمكنة المتقدمة في العالم وحسبنا الله ونعم الوكيل.