محمد أمين الداهية
النظام كلمة نسمعها كثيراً، ولكن وللأسف الشديد من يعمل بهذه الكلمة قليلون جداً، وأحياناً يجبر بعض الناس أنفسهم على تعدي النظام بل الاعتداء عليه وتشويهه، وهم لا يدركون أنهم ينقلون لأنفسهم صورة سيئة أمام كل من يحب النظام ويعمل به، إن الحياة عموماً صعب تسييرها دون نظام ولا تحتاج الحياة إلى نظام إجباري تحدده لوائح وقوانين، في هذه الحالة يكون النظام قانونياً جزائياً ولكن ما يهمنا هو النظام الأخلاقي الذي يكاد أن ينعدم عند البعض ويكاد أن يتقهقر بسبب هؤلاء البعض من السيئين والذين يكونون سبباً في نشر الوباء الأخلاقي الذي يفتقد كثيراً إلى النظام ويتسبب في عملية تلطيخ للمجتمع نتيجة اقتداء الأجيال الذين يفتقدون إلى أسر واعية ومثقفة تحميهم من الإصابة بهذا الداء الأخلاقي، نلاحظ كثيراً في حياتنا العامة وجود الاختراق المباشر للتعاليم الأخلاقية الحميدة التي ربانا عليها ديننا الإسلامي الحنيف وعاداتنا وتقاليدنا العربية الأصيلة، فنجد أن الاحترام المتبادل الذي لا يشترط أن يكون مع شخصية معينة معروفة أو صديق بعيد وإنما مع أي شخص يجمعنا به الصدق فمثلاً نجد الآن الكثير من الشباب الذين أصبحوا ضحايا للإصابة بمرض الأخلاق عندما يتعاملون مع الآخرين فلا يحترمون كبيراً ولا يعطفون على صغير ولا يفرقون في تعاملهم بين شيخ كبير ذو وقار وأمثالهم من المنحطين، أنا لا أحكم من موقف شاهدته ولكن قد يكون ما شاهدته من تطاول أحد الشباب الحمقى على رجل ذو شيبة ووقار أعاد إلى ذهني النظر في هذا الداء الذي يأخذ مكانه في الانتشار بين أوساط المجتمع، فعند تأملنا في ذلك تساءلت بعض الشيء عن السبب أو المؤثر على مثل هؤلاء الشباب الذين أصبحوا بهذه الأخلاق السيئة، هل الأسرة؟ أم المدرسة؟ أم الإعلام؟ أم هذه العوامل بأكملها؟ هذا في الجانب الأخلاقي المتعمد، أم السلبيات الأخرى في الجانب الأخلاقي واختراق النظام بدون تعمد أو قد يكون الجهل وعدم مواكبة العصر فما يحدث في مؤسساتنا وشركاتنا الحكومية والخاصة وبالذات الحكومية من تهافت المعاملين وتزاحمهم في الصفوف وتسبب في ربك الموظف المختص وثم بعد ذلك ينتقدون الموظف ويسيئون إليه يخترقون النظام ويطالبون به في الوقت نفسه عقول عجيبة.
ومن جانب آخر أيضاً ما يحدث من مخالفات مرورية في الأماكن المزدحمة وإركان السيارات في أماكن غير قانونية وبطريقة عشوائية، نجد الكثير من هذا الصنف يمارس هذا الأسلوب والتصرف الخارق للنظام وبعد ذلك عندما يتحدث يطالب بالنظام ويشكو عدم وجود نظام والتزام، ألا يمكن أن نكون ما زلنا غير مؤهلين لمواكبة الدول الأخرى والتماشي معها فاذا كنا كذلك إلى متى سنظل نشكو الجهل بالنظام أو تجاهله.