عبدالباسط الشميري
عندما ننتقد أداء البرلمان لا نعتقد إننا بهذا الفعل أو الخطوة نكون قد اقترفنا ذنبا أو ارتكبنا خطيئة بل أننا بهكذا فعل نكرس ونعمق الوعي المجتمعي بضرورة تمثل الديمقراطية في واقعنا المعاش بايجابياتها وسلبياتها فالأسوأ منها هو عدم وجودها ولأن البرلمان وبصورته الحالية قد تحول إلى (شاهد زور أو بالأصح شاهد ما شفش حاجه ) في الوقت الذي يفترض ان يعكس أداء هذه المؤسسة الدستورية الهامة كل الأنشطة والتفاعلات الشعبية السياسية منها والثقافية والتنموية بل نزعم ان كل ما يعتمل في واقعنا نظن إن هذا المجلس وبقوامه (301) نائبا هم مسؤولون مسؤولية كاملة عن هذا الشعب من حجة إلى المهرة ومن أقصى الشمال الشرقي إلى أقصى الجنوب الغربي ولا استثناء في ذلك ولهذا نشاهد جميعنا التربوي والصحافي والعامل المهني والموظف الحكومي وسائق الدراجة والمهندس والمزارع والقبيلي بل وكل فئات المجتمع يقفون بالمئات بل بالآلاف أمام مبنى البرلمان عند أي طارئ لا فرق عند المواطن في بلادنا بين من ينهب أرضه وبين من ينتهك حقوقه أو بين من يبحث عن رفع ظلم أو بين من يطالب بحقوق أخرى قانونية الجميع يعتقدون ان هذا المجلس هو الملاذ الآمن لكن لماذا تنصل البرلماني عن مهامه الحقيقية وبهذه الصورة ؟ لماذا يصر البعض على ترك المقعد شاغرا وطيلة سنوات وإذا ما اقترب الموسم الانتخابي تهافت الجميع للعودة وحجز الكرسي ؟ هل مهمة هذا البرلماني فقط حجز المقعد ولا غير ؟ اين الوعود الانتخابية ؟ أين الأبرز للبرلماني بمتابعة وسن هذا القانون أو ذاك وملاحقة المسؤول الذي لا يطبق هذا القانون أو ذاك و مسألته ثم ماذا بقى للمجلس إذا كان لا يقوى على ضبط ومسألة بعض المستهترين ممن ينتسبون له ؟
حقيقة الأمر أكبر بكثير من مجرد مقال ينشر هنا أو هناك إن المرحلة جد هامة وتستدعي تضافر الجهود لإحداث نقلة نوعية في الفكر في الثقافة في العقل الإنساني ..وللحديث بقية