نبيل مصطفى الدفعي
إلى وقت قريب كان الأهل يرفضون أن تعمل ابنتهم سكرتيرة ويعتبرونها مهنة مشبوهة وكان عمل السكرتيرة هو الرد على التلفون، وأن تحافظ على نظافة مكتب المدير مع الحرص على أناقته ووضع باقة من الزهور في مزهرية الورد على مكتبه وتقديم فنجان القهوة له ولضيوفه.
الآن تغيرت الصورة، أصبحت السكرتيرة تحصل على مرتب أعلى من أي موظف وأصبح لهذا العمل مهارات توفرها معاهد وكليات ومواصفات أخرى كثيرة ووظيفة السكرتيرة الآن أصبحت أخطر وظيفة موجودة اليوم على مستوى الدولة.
فالسكرتيرة الآن لم تعد مجرد ديكور موجود في المكتب لإبهار الآخرين بجمالها أو أنها لتدون فقط ما أملي عليها وإنما أصبحت مسؤولة أكثر وأكبر خاصة إذا كانت شخصيتها قوية ويمكنها أن تترقى في عملها لتصبح في منصب أكبر مثلما هو حاصل في بعض المؤسسات والدواوين والمرافق والتي يعتمد فيها بعض المدراء على سكرتيراتهم حتى في إصدار القرارات الهامة المتعلقة بعملهم.
بعض من هؤلاء المدراء ناجحون بعملهم بسكرتيرة واحدة ولكن أصبح البعض من هؤلاء يفكر بأكثر من سكرتيرة ثلاث أو أربع لتحقيق نجاح أكبر من نظرائه ولكن ذلك ليس بقاعدة فربما تكون النتائج عكسية.
أمانة الوظيفة
اخترت لكم هذه الحكاية وأنا أتمنى أن يستفيد من حكايتها بعض من ولاة الأمر أو المعنيين باختيار بعض الناس لشغل الوظائف الهامة كالمتعلقة بالمال والحكاية تقول إن حاكماً أراد أن يختار رجلاً يستخدمه أميناً على أمواله وخزائنه، فأذاع بياناً يدعو فيه الراغبين في الوظيفة إلى الحضور إلى قصره.
وحضر طلاب كثيرون للوظيفة وكان في طريقهم إلى مجلس الحاكم ممراً طويلاً مظلماً ليس فيه أحد من الحراس فدخلوه واحد بعد الآخر، وكانت جوانب الممر مملؤه بالمجوهرات النفيسة ونصوص الماس واجتازوا الممر الطويل المظلم حتى وصلوا إلى مجلس الحاكم فلما مثلوا بين يديه قال لهم الامتحان الوحيد لشغل الوظيفة هو أن ترقصوا فغضبوا ولم يتقدم أحد منهم ليرقص باستثناء واحد منهم تقدم ورقص بكل رشاقة وحصل على الوظيفة بطبيعة الحال، أما الباقون فلم يرقصوا لأنهم كانوا قد ملئوا جيوبهم بالمجوهرات والماس وخافوا أن يكتشفوا إذا رقصوا، ولكنهم لم يعرفوا أنها كانت حيلة لاختبار أمانتهم، فلاقوا عقابهم والله من وراء القصد.