التنمية الشاملة المستدامة حلقة من حلقات التطور والإبداع، فالدول التي تعد في مصاف الدول المتقدمة تولي عناية ورعاية أكيدة بالتنمية "الشاملة" المستدامة، ذلك وأن التنمية بوابة مشرعة لتحقيق أحلام الشعب وتطلعاته وطموحه في العيش الهادئ الآمن المستقر بدون غصص أو كرب أو تحديات تجهض عملية التطوير.
إن الإنسان له ارتباط كبير بالتنمية، فقد نص أبرز تعريف وظيفي للتنمية على أن التنمية هي "تنمية الناس بالناس من أجل الناس"، وهكذا يصبح الإنسان مجال ووسيلة وغاية التنمية "الشاملة" المستدامة، قبل الولوج إلى تدشين التنمية "الشاملة" المستدامة نقوم بتنمية الإنسان عبر التنمية الإنسانية التي سنتطرق إليها لاحقاً حيث تشمل تنمية الإنسان، تنمية مهاراته وإبداعاته، وتنمية وعيه وإدراكه، وتنميته من خلال التربية والتعليم حيث ينبغي أن نخلق الإنسان التنموي الذي يهب وبسرعة فائقة إلى تدشين التنمية "الشاملة" المستدامة في مختلف النواحي والجوانب الحياتية الهامة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعلمية والتعليمية والتربوية والأمنية. . . إلخ.
لقد تمكن الإنسان في الأقطار والأمصار التي تعد في مصاف الدول المتقدمة من تحقيق التنمية "الشاملة" المستدامة في جميع الحقول واستطاع أن يوظف قدراته وإمكاناته لإسعاف حظ التنمية حيث تمكن من تحقيق النهوض التنموي الشامل في العديد من جوانب ونواحي الحياة المتعددة والمتنوعة، وهذا ما جعل للحياة زخماً طبيعياً ونكهة خاصة بعد التطور والتقدم الحضاري على وجه هذه البسيطة الدولية والعالمية الذي عانق الإبداع والتألق الحضاري.
