ناصر سالم حسن
عدم الثقة بين الناس أدى إلى نتائج سلبية على المجتمع وسلوكياته وتصرفات الفرد واتجه أغلب الناس إلى عدم الوثوق بالجميع القريب والبعيد، وذلك نتيجة ما تمليه المشاهدة الواقعية أو التجارب السابقة، أو ما يسمع به الناس عن مقالب صنعها المتطفلون على ما تبقى من ذوي النوايا الطيبة من الناس، فأوجدوا في الناس حذراً مبالغ فيه، وهذا ما قد يخلف في المجتمع شيئاً من التوتر وعدم الاستقرار والنفور المتبادل فتتفسخ العلاقات وينشأ مجتمع متنافر غير واثق النفس وبالتالي يأفل نجم التفائل ويسطع نجم التشائم.
بعض نتائج عدم الثقة بدأت تترك بصماتاً على الواقع، فمثلاً إذا دخلت أحد المساجد في المدن الرئيسية تلاحظ العجب وأنت في بيت من بيوت الله، فترى كل مصلي يضع أحذيته أمامه عند مكان السجود في منظر يسيء إلى المكان والزمان، ويسيء إلى سمعتنا أمام الآخرين، على الرغم من أن الأوقاف وبعض فاعلي الخير قد تكرموا بوضع صناديق خاصة للأحذية في كل زاوية من زوايا المسجد إلا أن عدم الثقة كان سبباً لما ذكرناه.
ذلك مثل بسيط، أما في المعاملات فحدث ولا حرج، فتلاحظ أن الشخص يستميت في تثبيت ما قد يقدم عليه من شراء عقار أو سيارة.. إلخ ويحاول سد جميع الثغرات التي قد تهب منها الرياح وتضعف حجته الشرعية من توثيق وسجل عقاري ومحاكم وعقود وشهود... إلخ.
وفجأة وبعد فترة اطمئنان يأتي المحذور وتبدأ المتاعب بسبب بعض المتربصين الذين لا يسرهم سكينة الناس ولا يعيشون إلا في وحل المشاكل، فيهدر الكثير من المال والوقت وشد الأعصاب والذهاب والإياب فيتسلل اليأس ويدب الندم وكأنه ارتكب جناية يدفع ثمنها.
هكذا أصبح الواقع الذي لا يمكن لأحد إنكاره ويجب على الجميع إنكاره ومحاربته ومحاولة إعادة ابتسامة التفاؤل والثقة المفقودة ولتكن ثقتنا بالله أكبر من كل شيء وليكن لسان حالنا: أن تشغل شمعة أفضل من أن تلعن الظلام.
وشكراً لكاتبة مقال: "أشياء جميلة افتقدناها".