كروان عبد الهادي الشرجبي
انتشرت في الفترة الأخيرة مبان ضخمة للتسوق وعرفت "بالمول" وهو لفظ عصري والمول كما عرفناه هو سوق يحتوي على كل الاحتياجات للغني والفقير أيضاً من لقمة العيش الساخنة إلى أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا الحديثة عبوراً بأشكال كثيرة ومتنوعة فيما يخص متطلبات هذا المواطن المقتدر مادياً على امتلاكها أو فرجة ذلك المشاهد الفقير إلا أن ما يجمع الغني الفقير داخل أروقة المول هي ملاهي الأطفال، فالغلابة ممن لا يقدرون على مجاراة الآخرين في التماشي مع هكذا مول هم قادرون بالتمتع ولو ليوم واحد بالأسبوع وخصوصاً في الإجازات والأعياد والمناسبات التي تدفع بأقدامهم مع أسرهم للتمتع بيوم في الفرجة تحت سقف المول ويتناولون الوجبات الخفيفة غير المكلفة لأفراد الأسر فإن فكرة "المول" هي فكرة راقية ولكن لا يستطيع كل واحد منا شراء ما يحلو له منه وذلك لجنون الأسعار وارتفاعها بشكل جنوني علماً أن تلك المحلات التي فتحت بالمول هي أساساً كانت في سوق عدن وكانت أسعارها شبه معقولة ولكن عند انتقال تلك المحلات إلى "عدن مول" ارتفعت أسعارها وبشكل جنوي لا يصدقه عقل.
فمحلات الأحذية على سبيل المثال لا يبيع إلا بأسعار ما فوق "2000" ريال يمني علماً بأن تلك الأحذية تباع في محلات عادية خارج عدن مول ب "1000" ريال أو "1200" ريال لا أكثر.
ولكن لأن المكان له "شنة ورنة" زي ما يقولوا وفيه مكيفات ملازم تكون أسعارها مختلفة حتى سيارات الأجرة التي تقف أمام المول فرضت علينا فرض فهي تكسيات الراحة لا أدري أين الراحة؟ الراحة بوجود المكيفات منها أم بوجود العداد الذي يسابق الريح، فصار الواحد منا طوال الطريق يراقب العداد وهو يهرول بجنون وعندما تطلب من السائق أن يسرع تكون إجابته أنه لا يستطيع تجاوز سرعة معينة محددة له، وطبعاً هذا الكلام غير صحيح والصحيح أنه كلما أبطأ طالت المسافة وزاد جنون العداد.
فلا نعلم أين هي الراحة يا تكسي الراحة؟
KARAWAN2001@HOTMAIL. COM