;

العلمانيون ومعارضة تطبيق الشريعة الإسلامية 642

2009-03-07 04:22:37

سراج الدين اليماني

العلمانيون كالنعامة يخفون رؤوسهم تحت الأرض وأفكارهم شاهقة في السماء تلوح بالعودة إلى الجلوس على المقاعد ورفع الرؤوس، والآن نرى رؤوسهم قد أينعت وبرزت إلى السطح وتحاول بين الفينة والأخرى أن تلدغ في جسد الأمة من خلال قيام منظمات وكيانات لهم تدعم دعماً سخياً وتعمل على نشر منهجها وتبث سمومها في جسد الأمة لتوقعه متمارضاً مضطجعاً على فراش المرض إما أن تميته أو يستسلم لما تطلبه منه.

فالعلمانية مصطلح غربي ظهر مع الثورة الفرنسية، ويعني إقصاء الدين عن الحياة وإقامة الحياة في كل مجالاتها بعيداً عن توجهات الدين في الحياة، وإقامة الحياة في كل مجالاتها بعيداً عن توجيهات الدين والإله، وقد ذكرت دائرة المعارف البريطانية العلمانية ضمن حديثها عن الإلحاد باعتبارها صورة من صور الإلحاد المعاصرة وذكرت أن للعلمانية صورتان:

1- الصورة الغير إلحادية: وهي التي لا تنكر وجود الله، ولكنها تنكر أحقيته في الحكم والتشريع.

2- الصورة الإلحادية: وهي التي تنكر الدين كله، وتنكر وجود الخالق البارئ المصور، ولا تعترف بشيء من ذلك، بل تحارب وتعادي كل من يدعو إلى مجرد الإيمان بوجود الله، ونظراً لأنها لا تمتلك ما تستند به على إلحادها، فإنها دائماً تتستر بإحدى النظريات الإلحادية المنتشرة اليوم كالشيوعية والاشتراكية والدارونية أو القومية أو الوطنية ونحوها باعتبار أن لهذه النظريات لدى أصحابها أدلة علمية تنطلق من خلالها كما زعموا.

عقائدهم الإلحادية: فإن العلمانيين كالشيوعيين والحداثيين والوجودين يعتقدون عقيدة واحدة وهي إنكار وجود الله تعالى وإنكار كل المغيبات والقول بأن المادي هي أساس كل شيء، وشعارهم "لا إله والحياة مادة" وبناء على هذه المعتقدات فقد حاربوا الأديان باعتبارها في زعمهم وسيلة لتخدير الشعوب، كما حاربوا الأخلاق وكل ما له صلة بالدين وتشريعه القوانين التي تحارب الله عدواً بغير علم.

فإن كل من شرع قانوناً يحل به حراماً أو يحرم به حلالاً أو يعطي حق التشريع لغير الله جل وعلا أياً كان فهو طاغوت يخشى عليه من الانزلاق في الكفر والعياذ بالله وذلك لأن الطواغيت قديماً وحديثاً قد نازعوا الله في حق الأمر والنهي والتشريع بغير سلطان من الله، فادعاه الأحبار والرهبان لأنفسهم فأحلوا به الحرام وحرموا به الحلال، واستطالوا به على عباد الله وصاروا بذلك أرباباً تعبد من دون الله ثم نازعهم الملوك في هذا الحق، حتى اقتسموا السلطة مع هؤلاء الأحبار تحت شعار "ما لله لله، وما لقيصر لقيصر"، فجعلوا لله سبحانه صوراً من الشعارات التعبدية واستبدوا بما عدا ذلك من شؤون الحياة".

ثم جاء العلمانيون اليوم فنزعوا الحق من هؤلاء وهؤلاء ونقلوه إلى هيئة تمثل الأمة والشعب، أطلق عليها اسم البرلمان أو مجلس النواب".

والأنظمة العلمانية التي تحكم بعض بلاد المسلمين من خلال استقرار دساتيرهم تقوم على الشرك بالله في التشريع والحكم حيث جعلت التشريع والسيادة والحاكمية المطلقة للأمة عن طريق ما يسمى بالديمقراطية والتي تعني "حكم الشعب وسيادة الشعب"، وربما جعلت شريكاً لله تعالى في بعض الأحوال، حيث جعلت شرع الله تعالى مصدراً من مصادر التشريع، وليس مصدراً لكل التشريعات وكل ذلك تمرد على حقيقة الإسلام التي توجد الانقياد والقبول لدين الله، وإفراد الله تعالى بحق التشريع وحده لا شريك له.

إن الحالة التي تواجهها مجتمعاتنا المعاصرة هي حالة الإنكار على الإسلام أن تكون له صلة بشؤون الدولة، والحجر عليه ابتداءً أن تتدخل شرائعه لتنظيم هذه الجوانب، وتقرير الحق في التشريع المطلق في كل الأمور للبرلمان والمجالس التشريعية، إننا أمام قوم يدينون بالحق في السيادة العليا والتشريع المطلق للمجالس التشريعية، فالحلال ما أحلته والحرام ما حرمته، والواجب ما أوجبته والنظام ما شرعته، فلا يحرم فعل إلا بقانون منها ولا يعاقب عليه إلا بقانون منها ولا اعتبار إلا للنصوص الصادرة منها.

هذه المحنة التي نواجهها اليوم والتي لا يصلح لدفعها ترقيع جزئي بإلغاء بعض المواد والنصوص على أخرى وإنما أن نبدأ بتقرير السيادة المطلقة والحاكمية العليا لله عز وجل وتشريعاته.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد