;

ظاهرة حمل السلاح 1112

2009-03-07 04:22:55

إسماعيل صالح السلامي

تعد ظاهرة حمل السلاح من العادات والتقاليد اليمنية التي تهدد الأمن والسلام الاجتماعي، وهنالك مخاوف شديدة من هذه الظاهرة ذلكم أن مخاطرها عظيمة وكبيرة لجميع شرائح المجتمع وخصوصاً الشباب، فالشباب المراهق يحمل السلاح من أجل أن يثبت للدنيا رجولته معتبراً حمل السلاح حاجة أساسية وجزءً من شخصيته فيتباهى بحمل السلاح، فقد أصبحت ظاهرة حمل السلاح منتشرة وبشكل واسع لا سيما في المحافظات التي لا زال الجهل مخيماً على عقولهم كما هو الحال في محافظة مارب والضالع وغيرها مع عدم وجود الوعي باستخدام السلاح والإهمال الذي يجده المراهق من قبل أسرته وسوء التربية، وغياب التوجيه والرقابة، وتفشي العنف في المعاملة، أو التدليل الزائد، وعدم التعليم الديني وفقدان القدوة الحسنة كلها تؤثر في سلوكيات الأبناء وتصرفاتهم، بالإضافة إلى انشغال الآباء في أعمالهم وخصوصاً المغتربين وعدم تمكنهم من مراقبة أبنائهم وما يقومون به من أعمال درامية واستخدام سلبي للسلاح مما قد يؤدي إلى قتل أحب الناس إليه عن طريق المزاح الأمر الذي يؤدي بالكثير من الشباب إلى ساحة القصاص لا قدر الله.

هذا فضلاً عن إطلاق الأعيرة النارية في الأعراس وبشكل عشوائي دون رادع أو خجل من عرف مما قد يؤدي إلى إزهاق أرواح بريئة آمنة لا قدر الله وسرعان ما يتحول الفرح ذلك إلى حزن وتحول الزغاريد إلى بكاء، فانظروا معي إلى هذه الظاهرة التي عودنا عليها أبائنا دون النظر إلى عواقبها الوخيمة، فأولياء الأمور هم السبب لانتشار تلك الظاهرة لأنهم يحرصون على تسليح الأبناء، بل ويملكهم السلاح ويشجعون الأطفال على الحماقة والتطاول على الغير، وصار السلاح حتى بمتناول الطلاب في المدارس المتوسطة والثانوية الأمر الذي بات يهدد أمن المدرس ويعيق سير عملية التربية والتعليم بمسارها الصحيح؛ لأن المعلم يصير بنظرهم كعدو للطالب بدلاً من أن يكون الأب الثاني مما يعمل على تعكير مزاج المدرس وعدم قدرته على توجيه الطالب توجيهاً صحيحاً.

كما أننا كل يوم نسمع أو نرى من خلال مطالعتنا الصحف اليومية والمواقع الإخبارية بقصص مأسوية كثيرة من جرائم القتل، ونجد أن بداية القصة كانت سوء تفاهم حدث بين طرفين حول أشياء تافهة لا تستاهل الوصول إلى القتل، ولكن وجود السلاح وحضور الغضب والشيطان كل ذلك يقود أحد الأطراف إلى التهور في ارتكاب الجريمة دون قصد، ولكن سرعان ما يندم القاتل بعدها أشد الندم بعد ذهاب الشيطان عنه ويدخل نفسه وأسرته في سلسلة من المشاكل تكون نهايتها إما بالاقتصاص منه أو أخذ الثأر من أحد أقربائه ومن ثم دخول أسرة القاتل والمقتول في صراعات لا تنتهي وما يحدث حالياً عندنا في محافظة الضالع من حروب وصراعات قبلية عنيفة خير دليل على ذلك حتى صارت معظم القبائل تتسابق نحو امتلاك الأسلحة الثقيلة حتى تمكن من قهر القبيلة المنافسة وصار مشائخ القبائل يوجهون القبيلة بدخولها صراعات لا تنتهي في ظل غياب الدولة وتجاهلها عن تلك المآسي الجماعية وصرنا أبناء الضالع نجني ثمار ما بذر أبناءنا من عادات وتقاليد همجية تعمل على إزهاق الكثير من الأرواح البريئة والإخلال بأمن المواطنين واستقرارهم.

فظاهرة حمل السلاح آفة باتت تفتك بمجتمعنا وقد كان هنالك قانون تنظيم حمل السلاح الذي تفاعلت معه الجماهير فخرجت المسيرات والمظاهرات الشعبية والجماهيرية المنددة بظاهرة حمل السلاح مبدين ارتياحهم وتأييدهم للقانون الآنف الذكر حتى أن الغالبية العظمى من المواطنين تركوا حمل السلاح مع أن الكل يملكونه، وهذا يعني أن أهل اليمن لا يميلون بفطرتهم المتحضرة إلى حمل السلاح ولكن وللأسف الشديد لم يطبق ذلك القانون ولم تنفذ الدولة إجراءات منع حمل السلاح على الجميع بل وجدت استثناءات في تطبيق هذا القانون مما أثار انزعاج الكثير من المواطنين لا سيما المواطنون الذين تحكمهم في هذه الظاهرة القمار ومقارنة أنفسهم بالآخرين مما أدى إلى عدم التزام الجميع بالقانون.

من هذه الرؤية فإننا نطالب الدولة باتخاذها قوانين صارمة وإجراءات جازمة لمنع ظاهرة حمل السلاح على جميع المواطنين دون استثناء مهما كلفت تلك القوانين من تضحيات كما نطالب وسائل الإعلام بشتى أنواعها الوقوف أمام تلك الظاهرة وتجسيم تداعياتها من خلال التوعية والتثقيف بنتائج هذه الظاهرة لاعتبار المواطنين من عواقبها الوخيمة واستفادة المجتمع من التجارب الأليمة للآخرين، فهذه الظاهرة ستؤثر على مستقبل اليمن إذا لم تتم الإجراءات اللازمة للقضاء عليها لا سيما على السياحة والاستثمار كون هذه الظاهرة باتت تؤثر على سمعة اليمن في الخارج إضافة إلى ذلك استخدام السلاح في عملية اختطاف السياح للضغط على الحكومة من أجل الحصول على مطالب لقبيلتهم بصورة همجية وغير قانونية مما يؤدي إلى دخول اليمن في أزمات سياسية مع الدول المصدرة للسياح.

Esmail J alsalami @ yahoo.com

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد