يا نواب الشعب وزعماءكم من قادة الأحزاب ممن رضيتم بتأجيل الانتخابات والالتفاف علي ترسيخ الديمقراطية والتبادل السلمي للسلطة اعلموا بأنه سبحانه قال في قانون السماء (( وتلك الأيام يداولها بين الناس)) فبعد ما جاء من قولة عز وجل إلا تعلمون ؟ إلا يعلم زعماءكم ؟ إلا يعلم كل زعيم بيده سلطة علي قومه وأهله ؟ إلا يعلم كل ذي نفوذ علي خدامه ؟ إلا يعلم كل من يطمح ويسعي ويجتهد ويتآمر ليكون زعيما أو حاكما في هذا البلد أو ذاك؟ ألا يعلم كل حكام لدول ولشعوب في العالم قاطبة علي وجه الأرض التي باركها الله لجميع البشرية وفي كل زمان بالحاضر والمستقبل؟
* إن من أراد الحكم فالله وحده هو الحاكم المطلق
* و إن من أراد السلطة فالله وحده هو السلطان القاهر
* وإن من أراد الديمومة فالبقاء لله وحده.
* وان من أراد الحكم الأزلي فالله وحده هو الدائم الباقي.
* وان أحدا وجد في السمع والطاعة لذة فالله هو المطاع والمسخر والذي يؤتي الملك لمن يشاء وينزع الملك ممن يشاء.
* وان أحدا وجد نعيم الدنيا رغدا فالموت نهاية كل كائن حي ومنتهي كل حال (والموت حق ) ف(كل من عليها فان ويبقي وجه ربك ذو الجلال والإكرام ).
* وان احتشد حول أحدا ذوي المصالح فهم في النهاية قلة ولأحول ولا قوة لهم والي الزوال.
* وان طبق أحدا مبداء الحيطة والحذر فان ثانية من الغفلة قد تكون القاتلة ونهاية جولة المطاف
* وان ارتكز أحدا علي مناصرين واعتمد إستراتيجية التمزيق للجمع والفرق بين أهله فان العقول (يوما ما) تجمع الحس وتجتمع لأدني قضية فتتكشف الحقائق وتلتئم الجروح وتجبر الشروخ ويفضح الحال.
* وان أصاب احد مرض إدمان حكم وسلطة فان الأطباء كثر ووجدوا للاستطباب.
* وان فاق التسييس حده فان في الساسة من هم ذوي مكر وخداع لا يركن عليهم ولو لوهلة.
* وان أحدا احكم بقبضة يده قبضة حديديه علي القوة بأيدي قادة العسكر فان الفقر والجوع عند العامة ينخرون في اتجاه تجزئة القوة. وسيأتي الضعف والوهن.
* وان رأي أحدا يوما أن البدائل منعدمة ففي الشعوب الكثير من الرجال المقتدرة.
* وان حز في قلب أحدا ترك كرسي سلطة فان الله يداول الحكم بين الناس رغم أنوف خلقه من البشر
* وان رغب أبناء أحدا في الوراثة فان ذلك قد يكون الهلاك. فما أشبه بأبيه إلا الحمار
* وان أحدا خاض صراع وبقوة لأجل تتابع الحكم أو السلطة لذريته ونسله فان في كل شعب آباء ولهم أبناء يحلمون بمستقبل. والأبناء سينافسون بشراسة ولديهم طموح وأمل وان كانت اليوم متخفية بإتباع نهج التقية فسيأتي يوما تتفجر بركان.
وما نماذج التوريث التي حدثت بينكم أو عند غيركم فما ذاك إلا خطيئة قد تصحح في أي وهلة وفرصه وقد يكون التصحيح بما هو أمر واقسي من نعيم جنة حكم و لذة سلطه فها قد ذهب صدام وولداه وبنيه وشرد أهله بنات ونسوة وقبلة كثر من ذهبوا كمثله. فمن يحاول أن يتجاوز شعبه وان طال زمانه فسيأتي يوم حسابه. ومن يرتكب جرما أو ظلم أو يقوم باهانه كرامة إنسان أو هتك حريته أو هدر أمنه وأمانه سيأتي يوما اخذ القضاء ولو من ولده أو حفيده ومن يضيق به صدره ولا يتسع ولا يكون من أهل عفوا عند قوة لمن أخطاء في حقه فسيأتي ساعة غضب وحمق من غيرة فيوجعه. ومن لا يكون من أهل الود للضعفاء من شعبة سيأتي من هو أقوى منه فيؤده. ومن لا يكون للحق شاهر سيفه سيأتي له ظلم من غيره يكون اقوي منه. ومن لا يكون للعدل قائمين ويميله سيأتي من يحاكمه ويقف ضده فيكسره. ومن لا يكون للمظلوم مناصر حتى يسترد مظلمته فدنياه أو دنيا ولده أو حفيده أو ربما جميع نسله في عذاب وان طال نعيمة وستكون آخرته عند ربه مقتا وغضبا وفي جهنم معقده. وأخيرا أقول بأن ما كتبته ليس كرها لعضو من أعضاء مجلس النواب الذي مددوا لأنفسهم وجددوا العقد الاجتماعي دون تعاقد الطرف الآخر معهم وهو الشعب و ليس كرها لحاكما أو صاحب سلطة ممارس أو زعيم قوم أو قائد فرقه. أو رئيس حزب سياسي وأمينه. وليس كرها لمن سيكون غدا صاحب حكم وسلطه في هذا البلد العربي أو ذاك أو في أي بقعة من أرضا ويكون من فوقه سماء تظله وعن يمينه برا يزرعه لأولاده وعن شماله بحرا يتصيده لأرحامه وإنما رثاء لكل من يطمع في حكم و سلطة علي شعبا مغلوب في أمره ويهج بعدها خبثا و قوة فما قلته إنما دعوة لكلا أن يراجع نفسه سواء من كان اليوم في حكم وسلطة أو سيكون غدا عند وصوله والمعذرة عن أي لفظ تجاوزت فيه عن التأدب و الأدب فمن أنا أمام عضو من النواب أو حاكما علا ويجلس علي كرسي بلد. أو سلطان يحكم شعبا بأسره. وما أنا أمام من له سلطة على قوم أو قبيلة وما أنا أمام رئيس حزبا متسيس ومخضرم في السياسة أو وزير وزارة. إلا قد أكون (شئ لا يذكر). أو ربما صفرا من الأرقام لا يعد. وقد يكون قلمي ما هو إلا حبر علي ورق وما الموعظة إلا للمتعظين ولمن استوعب وفهم تابع بالعدد القادم غدا الحلقة الثالثة بعنوان (يا نواب الشعب صناديق الجباية المالية وآثارها علي الاقتصاد الوطني )
Shukri -_alzoatree@yahoo. com
