أبو زيد بن عبد القوي
هناك صفحات مطوية عن معاملة إيران العرب !! وعن نظرتها إليهم حتى وإن كانوا شيعة اثنى عشرية !! وهناك حقائق تاريخية يجهلها أبناء الأمة الإسلامية عن هذه القضية !! لن أتكلم بل سأنقل كلام الشيعة العراقيين العرب الاثنى عشرية في أول بحث موثق من نوعه وقد ذكرنا كلام الشاهد الأول موفق الربيعي في الحلقة الثانية وسنذكر في هذه الحلقة كلام الشاهد الثاني والثالث وكلام الصحفي الشيعي كما جاء في صحيفة الحياة في عددها رقم 14055 الصادر بتاريخ 20/ جماد الآخر 1422ه الموافق 8/9/2001م فإلى التفاصيل :
ثانياً / العلامة حسين الصدر
يقول العلامة الشيعي العراقي حسين الصدر : [ لقد طرحت موضوع اللاجئين العراقيين في إيران على المسئولين الإيرانيين أكثر من مرة في زيارتي إلى إيران. وقد التقيت بالكثير من هؤلاء اللاجئين، واستوعبت مشكلاتهم، وعند لقائي مع السيد محمد خاتمي رئيس الجمهورية في ولايته الأولى، طرحت عليه معاناة العراقيين والإجراءات التي تتخذ في إيران للتضييق عليهم، وقد نقلت إليه صورة الواقع المؤلم لهؤلاء اللاجئين. وطلبت أن ترفع القيود عنهم وأن يحصلوا على حقوقهم وبعد ذلك قال لي خاتمي : هل هذا رأيك ؟ قلت : نعم، قال : الأفضل أن يكون هناك رأي جماعي لعلماء الدين العراقيين الشيعة وأن يرفع إلينا بصورة رسمية، نحن لا نستطيع أن نتجاهل ذلك. وفعلاً ما إن عدت إلى لندن حتى قدمنا مذكرة وقعها علماء الدين يطالبون فيها بإعطاء الحقوق للاجئين العراقيين. مضت السنوات وها نحن نعود من جديد لنواجه المشكلة نفسها التي لم تحل، ومن جديد نقدم مذكرة أخرى باسم العلماء والشخصيات العراقية المعروفة، والآن نحن في انتظار ما سيقوم به الجانب الإيراني )). وكان الجواب على رسائل العلماء طردهم بصورة مزرية !! وبأمر من مجلس الشورى الإسلامي !! ويا سلامي سلامي على هذا المجلس الإسلامي !!
ثالثاً / شيعي عراقي يتحدث عن مأساته !!
أطلب من القارئ الكريم أن يقرأ قصة هذا الشيعي العراقي ويتأملها ليعرف حقيقة الجمهورية الإيرانية !!ويعرف صدق الشعارات المرفوعة من كذبها !!حيث وقد تحدث هذا الشيعي لصحيفة الحياة العدد المذكور سابقاً وفيها ما نصه : [ يقول أحد العراقيين الذين لا يريد الكشف عن اسمه : ( عشت نحو عشر سنوات في إيران وغادرت إلى لندن مضطراً بعد أن تركت هناك زوجتي الإيرانية وأطفالي، إن حياة العراقيين هناك مأساوية، كل شيء ممنوع عليهم. تزوجت بصورة سرية لأن المحاكم الإيرانية لا تسمح بزواج الإيرانية من العراقي. وأتممت عقد الزواج عند عالم دين، وبقيت مشرداً فأنا مدرس، زاولت مهنة التدريس في العراق لسنوات، ولكنني في إيران التي هربت إليها بعد إطلاق سراحي من السجن حاولت أن أعمل لأعيل عائلتي بالحد الأدنى من المعيشة، وأينما أذهب كنت أواجه بالرد المباشر، ممنوع، وأخيراً قررت أن أبدا طريقة أخرى، فتحولت إلى بائع متجول أدور في الطرقات والأزقة، ومع ذلك فإن رجال الأمن يطاردوني ولم يتركوا لي أي فرصة للمعيشة، وحين لملمت نفسي للسفر مع عائلتي احتجزوا أطفالي وزوجتي وتركوني وحدي أغادر ودمغوا جواز سفري بأن لا أعود إلى إيران مرة أخرى وها أنا ذا في انتظار عائلتي على مدى عشر سنوات مضت منذ وصولي إلى بريطانيا ابني أصبح عمره الآن عشرين عاماً ولم أره منذ ذلك الحين كل من يحاول أن يمارس حياته الطبيعية يواجه بإجراءات اقل ما فيها أنها تتعارض وما ينقله الخطاب السياسي الإيراني لتوجهات إنسانية جديدة هذا هراء الناس هناك يعانون من واقع مر وقاس نحن العراقيين أكثر الخاسرين من هذه الإجراءات وعليه أطالب المنظمات الدولية بالتحقيق في هذه المشكلة وإنقاذ الضحايا من الوضع الحالي ) ] فهل من الإسلام أن يحرم أب من أبناءه وزوجته أكثر من عشر سنوات ؟ وهل هذا عمل جمهورية إسلامية ؟ مع العلم أن هذا المسكين شيعي عراقي اثنى عشري !!.
مخيمات اعتقال !!
كشف الصحفي الشيعي العراقي مهدي السعيد في الحياة العدد المذكور سابقاً كيف أدخلت إيران الشيعة العراقيين العرب الذين قاتلوا معها وطنهم وأهلهم إلى مخيمات تفتقر لأبسط المستلزمات الصحية وكيف كان الشيعة العرب يفرون من إيران ويبحثون عن أي مكان يقبلهم حتى لو كان أقصى الأرض !! يقول مهدي السعيد : [ عدد المخيمات التي يعيش فيها العراقيون في الوقت الراهن تبلغ أكثر من 15 مخيماً، تفتقر إلى المستلزمات الصحية، أكثرها قريب من المناطق الحدودية، ويبلغ عدد العراقيين في إيران حالياً أكثر من 213 ألف شخص، بحسب الإحصاءات الإيرانية، في حين كان عددهم يصل إلى نصف مليون قبل سنوات مضت ولكن هذا العدد تقلص بعد صدور قرار البرلمان الإيراني العام الماضي القاضي بالسماح للحكومة بطرد اللاجئين الذين ليست لديهم إجازة عمل، وهبط عدد العراقيين آنذاك من 500 ألف، وهكذا ونتيجة الإجراءات الإيرانية المتواصلة ضد العراقيين، وصل العدد أخيراً إلى نحو 200 ألف، وهؤلاء لولا صعوبة خروجهم لعدم توافر الجوازات لديهم ولأنهم معدمون لا يملكون حتى أجرة السفر، فضلاً عن عدم وجود مجال لاستقبالهم من أي دولة أخرى، لكانوا غادروا إيران منذ زمن بعيد ]يا لله الشيعة العرب لم يجدوا أجرة السفر وإلا كانوا غادروا إيران منذ زمن بعيد !!واعلم أخي القارئ أن ما عاد أحد من العراقيين الشيعة خارج هذه المخيمات القاسية ومن وجدوه كان يتم تشريده وإرساله إلى أي دولة تقبل به دون أن يعلم أحد من أقاربه بمصيره !! بل كان يتم إهانته في مراكز الاعتقال وبعضهم كان يتم تعذيبه قبل ترحيله !! وهؤلاء قاتلوا مع إيران في حربها مع وطنهم العراق !! فمتى يستفيق المخدوعون ؟!
إيران الشيعية تقف مع أرمينيا المسيحية ضد أذربيجان الشيعية !!
حقيقة يجهلها الشيعة في العالم وهي أن إيران قد وقفت في الحرب التي جرت بين أرمينيا المسيحية و أذربيجان الشيعية إلى جانب أرمينيا بداية التسعينات من القرن الماضي !! وأذربيجان هي دولة مسلمة غالبية سكانها من الشيعة الاثنى عشرية وحكامها اثنى عشرية !! وجارة لإيران التي ينص دستورها على المذهب الاثنى عشري !! وقد احتلت أرمينيا خُمس مساحة أذربيجان الشيعية الإسلامية وقد ساعدتها إيران !! يقول عباس عبد الله أوغلو قنصل أذربيجان في اسطنبول [ وهي تعرف أن أرمينيا احتلت أراضي دولة مسلمة أخرى. ولو كانت إيران دولة مسلمة وجارة لما ساعدت أرمينيا وقدمت لها الدعم ] (مجلة الوسط العدد 179 بتاريخ 3/7/1995م) فهل هذا عمل جمهورية إسلامية ؟!!ولا زالت أرمينيا محتلة لخُمس مساحة أذربيجان وعلاقة إيران بدولة الاحتلال أرمينيا تمام التمام فهل هذا من الإسلام ؟! وأين دعم المقاومة في أذربيجان من قبل إيران ؟! ويا للعجب !! وقد يقول قائل إيران تدعم الجهاد في لبنان وفلسطين فأقول أما كان الأولى دعم الجهاد في أذربيجان الشيعية المحتلة وهم جيران ؟ ثانياً تعالوا أحكي لكم حكاية إيران واللعبة السوفيتية لنعرف سر دعمها للمقاومة في فلسطين في الفقرة التالية :
إيران واللعبة السوفيتية !!
ما تقوم به إيران هذه الأيام يذكرنا بدولة عظمى سابقة اسمها الاتحاد السوفيتي !! والاتحاد السوفيتي ملأ الدنيا ضجيجاً عن قوته العسكرية وأسلحته الإستراتيجية وفي نفس الوقت كان الشعب السوفيتي يعاني من الفقر المدقع !! ومع الاستعراضات العسكرية الضخمة في الساحة الحمراء كان الشعب السوفيتي لا يجد اللقمة !! وإيران هذه الأيام تحتفل بالعيد الثلاثين للثورة وشعبها يعاني من الفقر والغلاء والمعاناة في كل شيء إلى درجة لا ينافسها إلا الاتحاد السوفيتي السابق !!
والاتحاد السوفيتي كان يحتل الأراضي الإسلامية وينكل بالمسلمين ويتحرش بالدول العربية عن طريق زرع منظمات إرهابية تقوم بالتخريب وقتل الناس وعندما كانت تصل سمعته إلى الحضيض كان زعماؤه ينددون بأمريكا والإمبريالية ويقومون باستقبال ياسر عرفات رحمه الله تعالى استقبالاً حافلاً ونفس الأيدي الملطخة بدماء المسلمين في كل مكان هي التي تقوم بمصافحة الرئيس الفلسطيني !! وفوق هذا تقوم بتقديم مساعدات مالية للثورة الفلسطينية ويقوم الإعلام السوفيتي ومعه المخدوعون من العرب بتضخيم هذه المسألة ذراً للرماد في العيون وخداعاً للأغمار الجهال أتباع كل ناعق !! والذين نسوا بسرعة كل جرائم السوفيت !!
وإيران وبعد أن وصلت سمعتها إلى الحضيض بسبب ما عملته يديها في العراق ومقتل مليون عراقي على يديها بطريقة مباشرة أو غير مباشرة عملت نفس ما عمل الاتحاد السوفيتي وأعلنت دعمها للمقاومة الفلسطينية !! واستقبلت بحفاوة خالد مشعل حفظه الله وقامت الأيدي الملطخة بدماء العراقيين بمصافحة خالد مشعل ولا زالت تقطر دماً !! وقام الإعلام الإيراني ومعه المخدوعون من العرب بتضخيم هذه المسألة ذراً للرماد في العيون وخداعاً للأغمار الجهال أتباع كل ناعق !! والذين نسوا بسرعة كل جرائم إيران !! والاتحاد السوفيتي كان يستغل القضية الفلسطينية من أجل نشر الاشتراكية !! وإيران تستغل نفس القضية من أجل نشر الاثنى عشرية !! ومشاكل الاتحاد السوفيتي لم يسلم منها أحد من جيرانها ولا غيرهم !! حتى الدول الاشتراكية لم تسلم من زعيمة الاشتراكية في العالم !! وإيران لم تسلم منها دولة جارة ولا غير جارة !! بل لم تسلم منها الدولة الشيعية المسلمة الجارة لها في نزاعها مع دولة مسيحية كما أسلفنا سابقاً !!
ماذا بعد ؟!
من أغرب الأشياء اعتراف حكام طهران بفضلهم في احتلال العراق وأفغانستان !! ولا أدري كيف تكون مقاومة الاحتلال حرام في أفغانستان والعراق وحلال في فلسطين ولبنان ؟ بل لا أدري كيف أجازوا لأنفسهم مساعدة الأمريكان وهم عندهم الشيطان الأكبر ؟! بل كيف ننسى الأراضي العربية المحتلة على يد إيران ؟! كيف ننسى الأحواز العربية والتي مساحتها أكبر من فلسطين بكثير ؟! وكيف ننسى الجزر العربية مثل أم الرصاص العراقية وطنب الكبرى والصغرى وأبو موسى الإماراتية ؟!! وكيف ننسى شط العرب العراقي ؟! ولماذا قال الدكتور فيصل القاسم - مقدم برنامج الاتجاه المعاكس في قناة الجزيرة - ( كم كنا مخدوعين بإيران ) !! وكيف قام الشيطان الأكبر باستضافة بعض آيات الله ؟! تابعونا في العدد القادم والتي سنذكر فيها الاعترافات الصريحة على لسان المسئولين في إيران بفضلهم في احتلال أفغانستان والعراق وسنذكر فيها