كروان عبد الهادي الشرجبي
في زحمة الحياة ينسى الإنسان نفسه ولا يعود يشعر بشيء إلا بطاحون يدور بشكل دقيق ومنتظم إلى درجة تدعو إلى العجب وفي غفلةٍ منا تتسرب من بين أصابع الزمن أحلى أيام العمر ونحن لا نشعر ثم نفاجأ حين نلاحظ في المرآة آثار مرور الزمن التي بدأت تغزونا وتحطم ملامحنا.
وهناك أسئلة كثيرة نطرحها على أنفسنا:
لماذا هذا السباق؟ وإلى أين المصير؟ ومتى يجب أن نتوقف؟
استمعوا أو اقرؤوا حكاية الأستاذة الفاضلة التي تعمل في إحدى المدارس وستعرفون لماذا وضعت تلك الأسئلة.
فهذه المدرسة كانت ذات يوم شابة يافعة تعمل مدرسة وكانت في قمة النشاط والحيوية ولم تتغيب عن مدرستها إلا نادراً ولأسباب قوية وكانت مثالاً يقتدى به في النشاط والمثابرة والاجتهاد في العمل وشاءت الأقدار أن تصاب بمرض وهذا المرض يهدم صحتها كثيراً وعلى الرغم من ذلك لا زالت تعمل وتصر على العمل والعطاء.
فسألتها ذات يوم لماذا لا ترتاحين وتتقاعدي؟
فردت بابتسامة رقيقة أنها لا تستطيع لأن خدمتها لم تنتهي ولا زالت تعمل حتى الآن بصمت وألم!!
إن مثل هذه الأستاذة الفاضلة بمرضها وصحتها المتدهورة هل برأيكم ستتمكن من العطاء؟ لا لن تتمكن واعتقد بأنها تعلم ذلك جيداً ولكنها إذا تقاعدت من سيعيلها وليس لديها ولد ولا سند؟
يظل الواحد منا يعمل ويعمل حتى الوصول إلى حافة القبر وكأننا الآت فلا نتوقف حتى تنفد قوانا.
إن الحياة مليئة بكثيرات وكثيرين أنهكهم المرض، أو باتتت أعمارهم لا تسمح لهم بالعطاء ولكنهم يعملون رغم ذلك.
أليس من حق أنفسنا علينا أن ترتاح ولو قليلاً؟
وها نحن في هذا اليوم الثامن من مارس أجدها فرصة لأناشد أصحاب القرار بأن يكون التقاعد مبكراً "بكامل الحقوق" حتى يستطيع الواحد منا أن يستمتع بالحياة وهو لا يزال قوياً بدلاً من العمل حتى الرمق الأخير.
KARAWAN2001@HOTMAIL.COM