فؤاد قنة
تكلمنا في الحلقة الثانية عن شهادة الشاة واعترافاته بالدور الأميركي في إسقاط حكومته والأساليب والطرق التي اتخذها الأميركان في دعم الثورة الجهنمية التي قادها الهالك الخميني.
وفي الحلقة الثالثة نتكلم عن شهادة شركاء الخميني في الثورة المجوسية التي جاءت وجلبت النقمة والتعاسة على الأمة العربية والإسلامية وفتحت ألسنة جهنم من هذه الثورة الجهنمية على العرب والمسلمين ودمرت الوحدة الإسلامية.
إن الدافع لقيام الثورة الخمينية هي اعتقاد الأميركان أن المصالح الأميركية في إيران في خطر، ولهذا بدؤوا يفكرون في الحلول حتى لا تضيع مصالحهم، فدلهم إبليس اللعين على أن هناك شخصية تقوم برعاية المصالح الأميركية وهو صديق حميم انصحكم به ومعروف بخدمة أعداء الإسلام وهي أمين يؤدي الواجب على أكمل وجه وأحسنه ألا وهو آية الله الخميني، فلقد شكر الأميركان إبليس كونه دلهم على هذه الشخصية النادرة المخلصة لأداء الأمانة الأميركان عجزوا عن حماية مصالحهم إذا بقي الشاة في سدة الحكم كون الشاة طاعن في السن، ومرفوض من الشعب الإيراني بسبب قسوة حكمه الحديدي الذي لا يرحم، مما جعل الأميركان يتخلصون من الشاة كونه عاجز عن حماية المصالح الأميركية، ولأن الأميركان قد خسروا قاعدة كبيرة في ارتيريا وضاعت مصالحهم في أثيوبيا فدخل الهاجس في عقول الأميركان أن تضيع مصالحهم في إيران فقرروا التخلص من حكم الشاة ودعم الثورة الخمينية ومما يدلل أن الأميركان هم وراء الانقلاب على الشاة ما صرح به قائد الجيش آنذاك الجنرال محمد والي قرني حيث صرح وقال لا بد من عودة الخبراء الأميركان وأن النفط سيضخ للدول الغربية ومنها أميركا ومما يدلل على ذلك أن الخبراء الأميركان كانوا على علم بذلك وأنهم عائدون أي إلى إيران وإنما خروجهم في بداية انتصار الثورة ما هو إلا لذر الرماد على العيون فقط حتى يظهروا أنهم غير راضين عم الانقلاب وحتى لا يشك أحد أنهم من دبروا وخططوا للانقلاب، فلقد دفع الخبراء إيجار المنازل التي استأجروها إيجار ثلاثة أشهر مقدماً.
* شهادة شركاء الخميني:
من الحركات السياسية التي لعبت دوراً رئيسياً في الإطاحة بالشاة الجبهة الوطنية سنجابي وفدائيو خلق، ومجاهدو خلق ثم اختلفوا مع الخميني وأنصاره، وقامت الصحفية هدى الحسني بإجراء لقاءات معهم فأدلوا بشهادات مهمة وننقل فيما يلي فقرات من هذا التقرير:
"هؤلاء الثوار الجدد يرفضون ثورة خميني باعتبارها في زعمهم ثورة بإيحاء أميركي، ويعتبرون أن أميركا كانت وراء خلع الشاه ومجيء الخميني، ويعطون إثبابات على ذلك ويبدؤون قائلين:
إن أميركا جيمي كارتر منذ اللابدء ضد الشاه للأسباب التالية:
لقد كان الشاه على خلاف مع الحزب الديمقراطي وأغلبية أعضاء الكونجرس كانت ضده؛ لأنه كان يعتبر نفسه صقراً من صقور الأوبيك، وهو الذي تزعم حملة رفع أسعار البترول، صحيح أن احتياجات أميركا للنفط الإيراني لم تتعدى "5%" إنما دول أوربا الغربية هي التي تتهم أميركا؛ لأن رفع أسعار البترول يمكن الشيوعيين من إحراز انتصارات في الداخل شبيهة بانتصارات الحزب الشيوعي الإيطالي ويضيف شركاء الخميني:
إنه بعد انقلاب الحبشة صارت أميركا تفكر بإيران وبكيفية أخذ المبادرة للمحافظة على مصالحها بعدما فقدت أكبر قاعدة لها وهي أسمرا، ولأن الشاه صار متقدماً في السن وولي العهد ما زال صغيراً جرى تغيير دستوري يجعل الزوجة وصية عليه، أثناء الثورة كان الكثير من الإيرانيين يعتقدون أن الإمبراطورة فرح ديبا ستقوم بانقلاب بعزل الشاه بمعاونة أرد شير زاهدي ورئيس الحكومة السابق أمير عباس هويدا إلا أن تجربة الأرجنتين أثبتت أن امرأة لا تستطيع مواجهة الحكم في بلد كثير المصاعب، فكان لا بد للأميركيين أن يفكروا في البحث عن وضع يحافظون فيه على أنفسهم سواء عبر أسرة بهلوي أو دونها المهم مصلحة أ ميركا، ثم لاحظ الأميركيون النشاط الشيوعي الذي بدأ يثبت وجوده عبر أعمال إرهابية منظمة ومتشعبة، ووجدوا أن الاتحاد السوفيتي هو المستفيد الوحيد من الوضع للحصول من إيران على كل ما يريد خاصة الغاز، وجاء وضع أفغانستان والقرن الأفريقي واليمن الجنوبية حيث أحكم الحصار حول إيران وجعلها تحت رحمة المد اليساري فكان لا بد من إنقاذ الوضع.
ويقول الثائرون على الشاه والخميني وأميركا: أنه كان أمام الولايات المتحدة عدة حلول:
الانقلاب العسكري لم يكن مرغوباً من جانب الشعب الإيراني، فكان لا بد أن يتم التغيير على مستوى شعبي في شكل ثورة تعتمد على التيار الغالب وهو التيار الديني، وبالتالي كان لا بد من البحث عن شخصية تصلح للقيام بهذا الدور فكان الخميني حاضراً ثم إن فرنسا لم تقبل إقامة الخميني في أراضيها من تلقاء نفسها، إنما كان ذلك بعلم الشاه على أساس أن يضعوه باستمرار في الصورة بالنسبة إلى تحركات الخميني إلا أن الأميركيين والفرنسيين أيضاً لم يزودوا الشاه سوى بخبر واحد أساء إليه، زودوه بنتيجة الاتصالات بين الخميني وكريم سنجابي وأوعزوا إليه بإلقاء القبض على سنجابي.
جاء قائد قوات الحلف الأطلسي في أوروبا إلى إيران حيث بقي طوال شهر كانون الثاني "يناير" بعد تشكيل حكومة شابور بختيار ليقنع الشاه بالسفر المؤقت ويقنع بالجيش بعدم القيام بانقلاب، بل بتأييد بختيار، وتم استخدام بختيار لإخراج الشاه.
بمجرد نجاح الثورة أعلن قائد الجيش الجنرال محمد ولي قرني أنه لا بد من عودة الخبراء الأميركيين، وأن النفط سيعود ضخه لدول الغرب بما فيهم أميركا، وعندما وقع الهجوم على السفارة الأميركية انتقل إبراهيم يزدي نفسه لفك الحصار عنها.
دفع الخبراء الأميركيون إيجار ثلاثة أشهر مسبقاً عن منازلهم لدى مغادرتهم إيران.
كان هناك محاولة لسحق حركة الخميني ليل 11 شباط فبراير الماضي لكن وقعت أمور غير مفهومة حتى الآن أفشلت المحاولة، ثم أعقب ذلك إعلان الجيش الإيراني بوقوفه على الحياد، هذا الإعلان غير مجري لأمور ثم صدرت أوامر وتعليمات للجيش بالتخلي عن السلاح وشملت هذه الأوامر أيضاً العناصر المكلفة بالحفاظ على السفارات.
لم يركز كارتر على حقوق الإنسان إلا في إيران، وكان الشاه قد صرح مرة أن دولتين تعملان ضده هما أميركا وليبيا. <