محمد أمين الداهية عذراً يا سيدي يا رسول الله، عذراً يا خير خلق الله، عذراً أيها الرؤوف الرحيم بأمته، فمهما فعلنا ومهما قلنا فلن نوفيك جزءً يسيراً من فضلك علينا أيها الحبيب، يا من أشرقت بك الأرض وتشرف الكون بمجيئك يا خير من وطأ الثرى، يا سيدي يا رسول الله يا من أثرت أمتك على أحب الناس إليك وأغلاهم عندك ورجوت الله في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون، وسألته الشفاعة وقلت اللهم إني لا أسئلك فاطمة ابنتي ولا عمي العباس وذكرت أمتك في وقت تخلى الناس عن أقرب الأقربين وقلت "أمتي أمتي"، يا حبيب الله يا محمد يا من أعز الله بك الإسلام ونصر بك الدين، لا ندري بأي وجه نقابلك، عذراً يا رسول الله لم نكن نرغب أن نوجد في زمان خان المسلمون فيه الإسلام وتخلوا عنه ومرقوا عنه كما يمرق السهم من الرمية ولكنها مشيئة الله وحكمته، عذراً يا رسول الله رغم حرصك الشديد على أمتك ورحمتك بها إلا أن أمتك اليوم قد انشغلت كثيراً عنك إلا من رحم ربي، عذراً يا رسول الله إننا في زمان جائر، لقد وصلنا إلى ما بشرت به، فالكاذب في زماننا هذا يصدق، والصادق يكذب، والخائن يؤتمن، والأمين يخون، بأي وجه نقابلك أيها الحبيب؟ بأي وجه ننظر إليك وأنت ترجو الله وتتوسل إليه وتقول له: أمتي أمتي؟ في وقت الناس كلهم يصرخون نفسي نفسي، كيف نقابلك ونحن من لم نستطع الذود عنك وأنت تشتم وتسب من قبل الكفرة الملحدين؟ بأي وجه نقابلك ونحن اليوم نعيش الفرقة والشتات والاختلاف في الدين الذي أمنتنا عليه فلقد خان المسلمون الأمانة إلا من رحم ربي؟ بأي وجه نقابلك ودماؤنا تسفك بأيدي المسلمين؟ عذراً يا رسول الله فمن يسفكون دماء المسلمين الآمنين يسمون أنفسهم مسلمين هم يشهدون أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله لكنهم قد بدلوا وحرفوا وأحلوا ما حرمت وحرموا ما حللت، بأي وجه نقابلك أيها الصادق الأمين والمسلمون اليوم أصبحوا وشاة وجواسيس لليهود والنصارى على إخوانهم إلا من رحم ربي، أصبح العلماء والمجاهدون يؤسرون ويذبحون بأيدٍ عربية تقول أنها مسلمة تقدمهم وتوشي عليهم مقابل رضا أعداء الله من اليهود والنصارى؟ كيف نقابلك يا سيدي يا رسول الله وما زلنا مختلفين؟ هل نفرح ونحتفل بمولدك الشريف أم نجعل ذلك اليوم العظيم يمر علينا مرور الكرام؟ كيف نقابلك يا حبيبي يا محمد والمسلمون هم من دمروا الإسلام ويعملون على محو تعاليمه وما جئت به يا سيدي يا رسول الله؟
لقد سخر المسلمون فضائياتهم للنيل من الإسلام إلا من رحم الله، عذراً يا حبيبي يا محمد فنحن في آخر الزمان وكأن الإسلام بدأ يعود غريباً فلا حول ولا قوة إلا بالله وكان الله في عون القابضين على الجمر.<
