شهاب الدين المحمدي
لو سئلنا ما هو أعظم يوم في التاريخ لكان الجواب من غير نزاع أو تردد إنه اليوم الذي ولد فيه الحبيب المصطفى والرسول المجتبى محمد صلى الله عليه وآله وسلم - وصدق من قال : إن الفرحة الكبرى للمسلمين والنعمة العظمى عند المؤمنين هي لحظة ميلاد محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام ، الذي أرسله الله رحمة للعالمين وكافة الناس بشيراً ونذيراً داعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيرا، لقد أختاره الله من مشكاة الأنبياء ، ومن سلالة الأصفياء ، ومن صفوة النجباء ومن أطيب الأجداد وأشرف الآباء، وما زال نوره يتقلب بين الساجدين والراكعين ويتنقل بين مواكب العابدين الموحدين.
في شهر ربيع الأول ولد سيد الأولين والآخرين ، فأنقذنا من الظلمات إلى النور ومن الضلال إلى الهدى ومن الحيرة إلى المعرفة، فطهرنا الله به من الشرك ودنايا الأخلاق ، وأعز الأمة فتخلصت من سلطة الرؤساء المستبدين ، وزالت ببعثته الأحقاد والخصومات ، وشعرت الأمة بالعزة والكرامة والمجد والرفعة والسؤدد والحرية ووضع صلاة الله وسلامه عليه مبادئ العدل والمساواة والإخاء فأصبح الناس بفضل رسالته إخواناً متحابين على سرر متقابلين ، فولد بولادته العالم من جديد ، وأشرقت شمس السعادة على الوجود ، فميلاده وبعثته صلى الله عليه وسلم كانت على العالم برداً وسلاماً ، ورحمة ووئاماً، ونوراً وسروراً وصدق الله العظيم حيث يقول : "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين".
ولله در القائل : محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم .. ما أحسن الإسم وما أحسن المسمى ، أعظم رجل في التاريخ محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام، إذا ذكرته هلت الدموع السواكب ، وإذا تذكرته أقبلت الذكريات من كل جانب.. الحديث عن العظماء يأخذ بمجامع القلوب وتشرئب إليه اعناق أولي النهى، تزدان بسيرهم المجالس وتعطر بأخبارهم الأندية ويتوق إلى معرفة سيرهم أصحاب الهمم وعشاق المعالي فما بالكم إخوتي واحبتي إذا كان الحديث عن إمام العظماء وأشرف الشرفاء وسيد النبلاء ، ما بالكم إذا كان الحديث عند البدر الذي يسري بضوئه متعة للسامرين ودليلاً للحائرين ، بل هو الشمس تهدي نورها وجه الأرض فتيلاً لأضياءاً ونوراً أعظم إنسان وطأت قدماه الأرض .. محمد عليه الصلاة والسلام حبيبنا .. فوالله وبالله وتالله لا نعرف أحداً كمله الله بكل فضيلة ، ونزهه عن كل رذيلة مثل رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، والذي لا يصح إيمان العبد حتى يؤمن به عليه الصلاة والسلام ويكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين..
فيا مليار مسلم !! لن تهدأ القلوب ولن ترتاح الأنفس حتى نري الأعداء من اليهود والنصارى ومن دار في فلكهم ومن والاهم وهم يسيئون لحبيبنا ورسولنا ونبينا محمد عليه الصلاة والسلام في هذه الأيام ، نريهم صدق محبتنا للنبي عليه الصلاة والسلام قولاً وعملاً ،فهيا هبوا أو استنهضوا الهمم فإن نبينا أغلى من كل شيء.<