بقلم/ ممدوح طه
في يوم الميلاد العظيم للرسول العربي الأمين، الذي بعثه الله رب العالمين رحمة للعالمين، وخيرا لا للمسلمين فقط ولكن للناس كلهم على اختلاف أديانهم وقومياتهم وألوانهم أجمعين، رفضا للعبودية بكل أشكالها، أو لاستبداد أو استغلال الإنسان للإنسان، ورفضا للطغيان أو الخضوع لإرادة استعمارية لدولة كبرى على دولة صغرى..
أو للركوع لغير الله جل في علاه الداعي في رسالاته السماوية الثلاث إلى العدل والحرية والسلام بلا تمييز ولا عنصرية قومية أو دينية لكل الإنسانية.
كل عام والأمة الإسلامية بعربها وتركها وفرسها وكردها وغيرها من القوميات على امتداد القارات الخمس بأمن ورخاء وسلام.. كل عام ومقدساتها الدينية في القدس الشريف الواقع تحت الاحتلال قد تحررت من أسر الصهيونيين الغاصبين، شهود الزور على الرسالة اليهودية السماوية التى لا يمكن أن تقر الاحتلال المحرَم والعدوان المجرَم، مثلما تحررت من قبل بقيادة «صلاح الدين» من أسر الصليبيين المستعمرين، شهود الزور على الرسالة المسيحية السماوية التي ترفض الاستعمار باسم الدين، وتؤثم الاعتداء على أوطان الشعوب باسم الصليب.
كل عام والوطن العربي بمسلميه ومسيحييه، وبسنته وشيعته، بمشرقه الآسيوي ومغربه الأفريقي بحرية وعدالة، وتنمية وأمان، وأمن وسلام.. بحرية وعدالة ووحدة وسلام للمواطنين والأوطان في فلسطين والعراق والصومال والسودان، وفي كل بلد عربي يسعى إلى الاستقلال السياسي والاقتصادي بإرادته الحرة ويرفض الخضوع للتبعية.
ويهدف إلى التنمية الاقتصادية والاجتماعية للقضاء على الفقر والبطالة والأمية لرفع مستوى معيشة أبنائه، ويعمل على تحقيق وحدته الوطنية ويسعى لبناء وحدته العربية، باعتبارها السد العالي لحماية ترابه الوطني واستعادة الحقوق العربية المغتصبة.
إن اهتمامنا بيوم الميلاد العظيم لرسول الإنسانية الكريم عليه الصلاة والسلام، إنما هو تذكير للنفس وللناس بالقيم السماوية العظمى وبالمثل النبوية العليا المتمثلة في الإيمان بالله والإخاء والعدالة والمساواة في بناء المجتمع الإنساني، وفي احترام الحقوق وعدم العدوان وحسن الجوار في علاقة المجتمعات الإنسانية المختلفة ببعضها البعض، ففي مجتمع المدينة المنورة كانت تمثلت هذه المثل العليا في المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار المسلمين،..
وضرب المثل الإسلامي في المساواة بين النبي العربي وبلال الحبشي وسلمان الفارسي وصهيب الرومي، وقال حديثه الشريف: «لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى»، والتي تبقى أبلغ دعوة ضد التمييز العنصري، كما أمن غير المسلمين من اليهود وغيرهم من أهل المدينة على دينهم وعلى أرواحهم وممتلكاتهم، وعلى عدم الاعتداء وعدم مساندة الأعداء على المسلمين.
كما ضرب الأمثلة العديدة في العدالة في القضاء بين أهل المدينة كلهم على اختلاف أديانهم وأعراقهم وألوانهم، مجسدا المعنى القرآني العظيم: «ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا»، وفي العدالة في شراكة الثروة الطبيعية «الناس شركاء في ثلاث الماء والنار والكلأ».
لقد ترك رسول البشرية لكل مسلم وصية في حديثه الشريف بقوله: «أمرني ربى بتسع أوصيكم بها، خشية الله في السر والعلانية، والعدل في الغضب والرضا، والقصد في الفقر والغنى، وأن أعطى من حرمني، وأصل من قطعني، وأعفوا عمن ظلمني، وأن يكون صمتي فكرا ونطقي ذكرا ونظري عبرة».. كل عام وأنتم جميعا بخير.<