;

صفحات مطوية عن سب الصحابة في إيران .. الحلقة الثانية 1464

2009-03-10 05:55:50


هناك صفحات مطوية عن سب الصحابة في إيران وهناك حقائق هامة يجهلها أبناء الأمة الإسلامية عن هذه القضية لن أتكلم بل سأنقل كلام علماء ومفكرين زاروا إيران ونقلوا ما لا يخطر على بال إنسان وقد ذكرنا في الحلقة الماضية ما شاهده الأستاذ فهمي هويدي والأستاذ الشيعي العراقي حسن العلوي وفي هذه الحلقة سنذكر ما شاهده آخرون فإلى التفاصيل :

رابعاً / الشيخ عائض القرني وأيام في طهران

الداعية الفذ والشيخ الأديب البليغ الفريد عائض بن عبد الله القرني سافر إلى طهران ونقل ما شاهده ببلاغة لا مزيد عليها فهو فارس الميدان الذي لا يشق له غبار في الخطابة والكتابة يقول الشيخ عائض القرني في صحيفة الشرق الأوسط العدد 10635 بتاريخ 10/1/2008م :(سافرت إلى طهران ومعي الدكتور يحي الهنيدي والشيخ سعيد الغامدي ،نبحث عن ديوان الشاعر العالمي السعدي الشيرازي الإيراني ،ومن خلال بحثنا أردنا أن نعرف إيران الوجه الآخر من الرواية ،وسألنا عن كثير من كتب أئمة الإسلام المشهورة ،فلم نجد لها عينا ً ولا أثراً ،مع العلم أن هذه الكتب ليس فيها مصادمة للفكر الشيعي ،بل وجدنا كتبا تحمل روايات بلا أسانيد ،روايات غريبة عجيبة ما أدري كيف مرت وانطلت على ملايين البشر ،تخبرك هذه الروايات بحال الصحابة مع القرابة ،وأن هناك إحناً وبغضاء وعداوة متأصلة ،وكأن الصحابة لا هم لهم إلا الكيد لأهل البيت والتربص لعلي وفاطمة رضوان الله عنهم وكأن أبا بكر وعمر وهما شيخا الإسلام وخليفتا الرسول صلى الله عليه وسلم ،كانا يجتمعان كل ليلة للتخطيط والمؤامرة على حرب آل محمد والنكاية بالبيت الطاهر والنسب الباهر ،هذه الروايات الملفقة المدسوسة والمغشوشة والمكذوبة ،تخرج أجيالاً حاقدين على سلف الأمة ،وأصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم وهذه الروايات قنابل موقوتة تؤجج الحقد الطائفي والتعصب المذهبي ،وتغرس الكراهية في النفوس ،إننا ننادي صباح مساء بحرمة دم السني والشيعي ،وضرورة الكف عن الشتائم وزرع العداوات ولكن ماذا نفعل أمام سيل جارف من الروايات الدخيلة التي تنسف كل جهود الخيرين والمعتدلين ،روايات تلعن الخليفتين أبا بكر وعمر وتسب أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - بأقذع السب ،وتشتم الصحابة وتذكي نار العداء لخير جيل عرفه التاريخ ،بل تعارض القرآن جملة وتفصيلاً ؛ كقوله تعالى في وصف الصحابة : (( ّمُحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُم )) الفتح29 ،وقوله تعالى : (( لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ )) الفتح18 ،وقوله تعالى :((لَقَد تَّابَ الله عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَار )) التوبة117 ،إنها روايات تخالف العقل والمنطق والبرهان وتنسف كل دعوة طيبة للتعايش وتحريم الاقتتال ،إن أهل السنة في العالم أكثر من مليار مسلم سني من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة ،بل الدول الإسلامية كلها سنية ،إلا دولة وبعض الطوائف في دول ،فهل معنى ذلك أن هذه الملايين ضالة وجاهلة وملتبس عليها في مسألة كبرى وهي الموقف من قرابة الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه ؟ لقد درسنا الماجستير والدكتوراه في علم الحديث دراية ورواية ،دراسة علمية مسئولة محايدة فوجدنا أن تلك الروايات التي تتهم الشيخين والصحابة بعداوة القرابة روايات مكذوبة ومزورة ،لماذا لا نرفع جميعاً شعار (( الترضي عن القرابة والصحابة )) كما نفعل نحن أهل السنة ،إنني باسم كل مسلم ومسلمة ،أدعو حكومة طهران إلى إعلان تحريم سب الصحابة إعلاناً عاماً صريحاً ،وإلا كيف نأمن على نفوسنا إذا كان أبو بكر وعمر وعثمان وعائشة والصحابة، عرضة للسب واللعن ،بل يتمنى البعض لو أدرك أبا بكر وعمر ليقتلهما، )وأرجو أن تعيد قراءة ما سبق لتعرف الحقد الأسود على صحابة خير البشر صلى الله عليه وسلم.

خامساً / العلامة الشيعي موسى الموسوي

شاهد الكتب توزع وتطبع في إيران وكلها سب وجرح للصحابة الكرام فأخذته الغيرة ونصحهم وصارحهم فقال : (لقد صارحنا فقهاءنا من الشيعة وقلنا لهم : إن كتبكم طعنت وجرحت الخلفاء الراشدين الذين لهم مكانة كبرى في قلوب المسلمين ،وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته ،والسنة لا تقول مثل هذا الكلام في أئمة الشيعة بل تكرمهم وتذكر فضائلهم )الشيعة والتصحيح ص88

سادساً / الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي

زاد الأمر عن حده، ومن طهران إلى مران وإلى كثير من البلدان بدأت إيران تنشر في المجتمعات الإسلامية سب الصحابة بطريقة مكشوفة بعد أن خلع أتباعها ثياب التقية، ونزعوا سربال الكتمان، وقد تصدى لهم الشيخ الإمام الدكتور يوسف القرضاوي بشدة وحذر الأمة الإسلامية من هذه الغمة وقد طالب إيران والشيعة الاثنى عشرية بالكف عن سب صحابة خير البرية صلى الله عليه وسلم وبدلاً من توقفهم عن السب تعرض الشيخ الإمام القرضاوي نفسه لأبشع هجمة من وكالة مهر الإيرانية التي اتهمته بالماسونية. . . . الخ ما ذكرت في قاموسها الهابط، وقد شُنت عليه الغارات واتهم بشتى الاتهامات من كثير من علماء هذه الطائفة، وما زادت هذه الغارات - وما صاحبها من سب ولعن - القرضاوي إلا قوة وصلابة وإصرارا على مطالبتهم بالتوقف عن سب الصحابة ما لم فإن الملف لن يغلق واعتبر الإمام القرضاوي عدم التصدي للاثنى عشرية خيانة للأمانة وها أنا أنقل بعض ما ورد في كلام الإمام القرضاوي حفظه الله تعالى لأهميته في نقاط وباختصار :

1- لنقف ضد الغزو الشيعي الاثنى عشري

المليارات الإيرانية التي توزع هنا وهناك حذر منها شيخنا القرضاوي ثم ذكر واجبنا نحو هذا الغزو الشيعي فقال (الشيعة يعملون بمبدأ التقية وإظهار غير ما بطن وهو ما يجب أن نحذر منه ،وما يجب أن نقف ضده في هذه الفترة أن نحمي المجتمعات السنية من الغزو الشيعي )ليس هذا فحسب بل قد دعا (علماء السنة للتكاتف ومواجهة هذا الغزو )الأهالي 16/9/1429ه الموافق 16/9/2008م.

2- عدم التصدي خيانة للأمانة

اعتبر الشيخ الإمام يوسف القرضاوي عدم التصدي للشيعة خيانة للأمانة فكيف بمن يتعب نفسه في الدفاع عن باطلهم ؟! واعتبرهم خطر وفتنة وشر يجب أن نتفاداه قبل وقوعه يقول الدكتور القرضاوي - حفظه الله تعالى - : (أما ما قلته من محاولات الغزو الشيعي للمجتمعات السنية فأنا مصر عليه ولا بد من التصدي له وإلا خنا الأمانة وفرطنا في حق الأمة علينا وتحذيري من الغزو هو تبصير للأمة بالمخاطر التي تتهددها نتيجة لهذا التهور وهو حماية لها من الفتنة التي يخشى أن يتطاير شررها وتندلع نارها ،فتأكل الأخضر واليابس والعاقل من يتفادى الشر قبل وقوعه )الأهالي 16/9/1429ه الموافق 16/9/2008م.

3- إن الملف لن يغلق

لم يكن يدرك قادة إيران أن تهجم وكالتهم باسفاف على الشيخ القرضاوي سيعود عليهم بالوبال ولم يكونوا يدركون أن الضجة التي أثُارتها وكالتهم ستجعل المسلمين يكتشفون الغل والحقد الذي يكنه القوم لصحابة خير البرية صلى الله عليه وسلم وكم خسروا بسبب حمق وكالتهم وكشفها لحقيقتهم ! وكم خسروا عندما خلعت الوكالة ثوب التقية ! وحتى يقللوا من الخسائر أرسلوا وفدا رفيع المستوى ضم كلاً من مستشار القائد الأعلى علي أكبر محتشمي والمستشار الثقافي بالخارجية الإيرانية عباس خامة والسفير الإيراني بالدوحة محمد طاهر رباني لزيارة الشيخ الدكتور القرضاوي والاعتذار له على ما بدر من الوكالة و (مطالبا - أي الوفد - الشيخ بإغلاق الملف. ورد القرضاوي بالشكر مؤكدا أن الملف لن يغلق قبل توقف المد الشيعي والكف عن سب الصحابة )القدس العربي 15/ شوال / 1429ه الموافق 14/10/2008م

موقف الشيعة الاثنى عشرية من صحابة خير البرية

في الماضي لم يكن أحد يصدق أن هناك من يسب صحابة خير المرسلين عليه أفضل الصلاة والتسليم ،وذلك لمكانتهم السامية ،ومعزتهم الغالية في نفس كل مؤمن وكل مسلم ،حتى الرافضة إذا قيل لهم أنتم تكفرون وتسبون الصحابة تدثروا بالتقية وتسربلوا بالكتمان حتى لا يلفظهم المجتمع المسلم وينبذهم كما نبذ غيرهم من المتطاولين على مقام أعظم جيل ،حتى جاءت أمريكا بأساطيلها وقواتها وسلمت العراق لقمة سائغة للاثنى عشرية ،فخلعوا ثوب التقية ،ونزعوا سربال الكتمان وأصبح سب وتكفير الصحابة الكرام رضي الله عنهم في قنواتهم الفضائية لا يحتاج إلى برهان ،فلا هم ولا عمل لها إلا اختراع مثالب ومطاعن ونسبتها لمن رضي الله عنهم في محكم التنزيل فقال عز وجل : { لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً } الفتح18 وقال { لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ } الحشر (8) وقال { لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ } الحديد10 وعشرات الآيات الواضحات الجليات في القرآن الكريم ،بل إن أعمالهم المجيدة ،وأفعالهم الحميدة ،خير شاهد على فضلهم وخساسة مبغضهم ،وقد كشف الإمام مالك - رحمه الله تعالى - مقصد أمثال هؤلاء بقوله : (( إنما هؤلاء أقوام أرادوا القدح في النبي صلى الله عليه وسلم فلم يمكنهم ذلك ،فقدحوا في أصحابه حتى يقال :رجل سوء ،ولو كان رجلا صالحا لكان أصحابه صالحين)) وفيما مضى كانوا يكذبون وينكرون تكفيرهم للصحابة وكل هذا تقية، أما الآن فقد انكشف قناعهم في العراق وهتك الله أستارهم في كل مكان، وحتى لا يقول البعض هذا عمل العوام أو كلام العوام نأتي برواية من عشرات الروايات من كتابهم الأول الكافي 8/ 167 : (عن أبي جعفر عليه السلام قال: كان الناس أهل ردة بعد النبي صلى الله عليه وآله إلا ثلاثة فقلت : ومن الثلاثة ؟ فقال : المقداد بن الأسود وأبو ذر الغفاري وسلمان الفارسي ).

وبقي أن نعرف موقف الخميني من صحب سيد المرسلين عليه الصلاة والتسليم وبالذات الخلفاء الراشدين ،الذين شادوا الدين ،وقمعوا الكفار والمرتدين ،وهل خالف أسلافه الغابرين أم كان على دربهم من السائرين؟

موقف الخميني من الخلفاء الثلاثة

يقول الخميني في كتابه كشف الأسرار ص127 كلاماً عن الخلفاء الثلاثة - أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم - يندى له الجبين :(وأن مثل هؤلاء الأفراد الجهال الحمقى والأفاقون والجائرون غير جديرين بأن يكونوا في موقع الإمامة ،وأن يكونوا ضمن ( أ ولي الأمر ) )ثم وبعد أن سبهم بالجملة راح يكفرهم ويطعن فيهم بالمفرد فيقول عن الشيخين الجليلين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما في ص126 من كشف الأسرار : (إننا هنا لا شأن لنا بالشيخين وما قاما به من مخالفات للقرآن ،ومن تلاعب بأحكام الإله ،وما حللاه وحرماه من عندهما ،وما مارساه من ظلم ضد ابنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وضد أولاده ،ولكنا نشير إلى جهلهما بأحكام الإله والدين )،ثم سلق عمر الفاروق رضي الله عنه بلسانه الحاد وكفره واتهمه بالزندقة يقول في ص137 : (وهذا يؤكد أن هذه الفرية صدرت من ابن الخطاب المفتري )ويقول في نفس الصفحة : (وأغمض عينيه - أي الرسول صلى الله عليه وسلم - ،وفي أذنيه كلمات ابن الخطاب القائمة على الفرية والنابعة من أعمال الكفر والزندقة ]،فعمر عند الخميني والاثنى عشرية كافر وزنديق.

موقف الخميني من الصحابة عموماً

لم يسلم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم من لسان الخميني ففي الجملة : هم قراصنة وقحون متربصون انتهازيون كما يقول في كتابه كشف الأسرار ص123 إنهم (حفنة من الانتهازيين المتربصين )و (حفنة من القراصنة الوقحين )أقول أيوصف من رباهم محمد صلى الله عليه وسلم بهذا الوصف ؟! وهل هذه هي الخمينية التي يبشرنا بها أذنابها في اليمن والجزيرة العربية ؟.

ماذا بعد ؟!

صفحات مطوية ومعلومات أخرى جديدة وموعدنا السبت القادم إن شاء الله تعالى والله الموفق. <

 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد