;

السودان والاستعمار الجديد 834

2009-03-11 05:03:25

بقلم :احمد عمرابي

في مجلس الأمن الدولي ضجة عظيمة ابتدرتها القوى الغربية «تحديداً الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا» حول قرار الحكومة السودانية طرد 13 من جمعيات «الإغاثة» الغربية من اقليم دارفور، واذا كان من المفترض نظرياً ان هذه الجمعيات تضطلع بواجب إنساني نبيل يتمثل في تزويد النازحين ضحايا الحرب بالغذاء الضروري فإن للفلسطينيين في قطاع غزة ان يضربوا كفاً بكف تعجباً، فجمعيات الإغاثة الغربية تسجل غياباً كاملاً هناك، ثم ان الجمعيات الخيرية العربية والإسلامية محظور عليها العمل في القطاع والأراضي الفلسطينية المحتلة عموما، وعلى هذه الخلفية يتواصل الحصار الإسرائيلي الشامل لمنع الأغذية والمساعدات الإنسانية الأخرى من الوصول إلى أهل القطاع، فالمعابر تبقى مغلقة.

سيتساءل المواطن الفلسطيني الذي قدرت له النجاة من «الرصاص المسكوب» من طائرات اف 16 أميركية الصنع بالإضافة إلى القصف البري والبحري: اذا كانت جمعيات «الإغاثة» الغربية هي حقاً ذات مهمة إنسانية نبيلة فلماذا لا تنتهز فرصة طردها من دارفور لتستأنف ممارسة واجبها الإنساني بين أهل غزة؟

هذه الجمعيات لم تكن تمارس عملاً إنسانياً في اقليم دارفور. . أو بالأحرى لم يكن العمل الإنساني أولوية على أجندتها. .

فدورها الأساسي ذو الأولوية القصوى يدخل في باب جاسوسية الحرب وما يتبعها من فنون تلفيق المعلومات إما لأغراض استخباراتية أو لأغراض التضليل الإعلامي، وعلى هذا النحو فإن هذا الدور الإجرامي يقع ضمن سيناريو استراتيجي غربي لإشعال اقليم دارفور كان معداً سلفاً.

في عام 2003 دشنت ميليشيات الحركة المسلحة الدارفورية الحرب بشن كاسح وقوي على مطار الفاشر عاصمة الاقليم ومراكز شرطته، وبينما بدا ذلك الهجوم كمفاجأة عشوائية معزولة إلا أن ما ثبت لاحقاً مع تصاعد الحرب أنه كان الحادثة الافتتاحية لتنفيذ السيناريو الغربي، وهكذا تتابعت فصول السيناريو بجوانبه السياسية والإعلامية و«الإغاثية» بإيقاع متسارع.

صار اقليم دارفور فجأة قبلة غربية. هرع إلى الاقليم وزير الخارجية الأميركي كولن باول. . وعلى أثره هرع وصيفه البريطاني جاك سترو.

وجاء أيضاً أمين عام الأمم المتحدة كوفي عنان وكأنه يعرف خدماته لقوى الغرب لينال ولاية ثانية في المنصب، وفي الولايات المتحدة ابتدعت منظمات «الانجيليين الصهاينة» «هكذا يسمون أنفسهم» حركة «أنقذوا دارفور». .

وتحت هذا الشعار رتبت حملة إعلامية عالمية بلا نظير في التاريخ المعاصر لاستعداء العالم ضد الحكم في السودان، وعلى هذه الخلفية الدرامية تدافعت جمعيات «الإغاثة» الغربية إلى دارفور لإكمال عناصر السيناريو الشرير.

بإيجاز: ستدخل قصة دارفور التاريخ المعاصر كأوضح نموذج للاستعمار الجديد.

 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد