;

دارفور وعروبة السودان 776

2009-03-12 04:29:50

بقلم :احمد عمرابي

فيما يلي سؤال مسكوت عنه في الوقت الحاضر:

ما هو الفصل الأخير للسيناريو الغربي تجاه مستقبل السودان؟

والإجابة هي كما تفيد مؤشرات غربية دفع السودان نحو طريق ينتهي به إلى إقامة علاقة استراتيجية متينة ومستديمة مع إسرائيل.

ربما لا يتضمن هذا السيناريو الإطاحة بالنظام الحاكم بصورة مباشرة لكن من المؤكد أن الهدف الأكبر هو إضعاف النظام وشل قدراته عن طريق تحويل إقليم دارفور إلى قوة استنزافية لبنية الحكم إلى أن يصير النظام جاهزاً للتجاوب مع أي ابتزاز سياسي غربي يكون في مقدمة أهدافه حمل السودان على الاعتراف بإسرائيل كتمهيد للدخول في شراكة استراتيجية معها.

قادة الغرب يدركون بالطبع أن تحقيق مثل هذا الهدف الصعب يتعذر في ظل أي نظام حاكم في السودان تعكس بنيته السلطوية الهوية العربية الإسلامية، وهي هوية الأغلبية السكانية. ففي هذا السياق يستوي لدى الغرب عمر البشير مع الصادق المهدي مع جعفر نميري وعبدالرحمن سوار الذهب،الوضع الأمثل في السودان من وجهة النظر الغربية هو أن تتمكن الأقليات غير العربية أو غير الإسلامية مجتمعة من تشكيل إئتلاف ينفرد بتشكيل السلطة المركزية.

ولكن بما أن الغرب يدرك أن هذه معادلة مستحيلة التحقيق فإنه يأمل على أقل تقدير أن تشكل الأقليات غير العربية أو غير الإسلامية عامل ضغط قويا ودائما على السلطة المركزية، هذا النمط من الفكر الاستراتيجي الغربي تجاه السودان ليس جديداً، فقد سبق أن حاول الغرب تنفيذ مشروع ائتلاف الأقليات عن طريق «الحركة الشعبية» الجنوبية بقيادة الزعيم الراحل جون قرنق، وعلى مدى سنوات الحرب في الجنوب عمد قرنق إلى تسويق فكرة «السودان الجديد» ولقي تجاوباً لا بأس به.

ولكن بعد حلول السلام ودخول «الحركة» عالم السلطة كشريك حاكم مع حزب «المؤتمر الوطني» أصبح المتعاطفون مع «الحركة» يكتشفون يوماً بعد يوم أنه لا هاجس لقادتها سوى مصلحة الجنوب وأهله.. فقط، ويمكن القول إن ما فشل الغرب في تحقيقه عن طريق الحركة الجنوبية أصبح يسعى الآن لتحقيقه عن طريق الحرب في اقليم دارفور بدعم حركات مسلحة تنتمي إلى قبائل الاقليم «الإفريقية».

ويجدر بالذكر في هذا الصدد أن لويس أوكامبو وضع مذكرته إلى المحكمة الجنائية الدولية باسم قبيلتين «إفريقيتين» حددهما بالإسم «الزغاوة والمساليت».

هذه الحقيقة تلخص السيناريو الغربي: كسر شوكة القبائل العربية في دارفور كمقدمة لمسخ الهوية العربية في السودان ككل لفصمه عن محيطه العربي والإسلامي.

 

 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد