شكري عبدالغني الزعيتري
رثائي كبير. . وحزني شديد. . وألمي عميق لبعض النواب الذين قد يكونون حملوا أنفسهم أمام الله سبحانه وتعالى ما لا طاقة لها به. . جريمة الغش. . جريمة قول الزور. . جريمة الكذب. . جريمة عدم أداء الأمانة. . جريمة عدم الوفاء بالعهود والوعود. وأوضح لك عزيزي (النائب) يا من الم عليك واحزن وأنت ربما تسير في نهجك ولا تبالي. . أو قد تكون نسيت أو تجهل ماساتك. ولا تعود لمحاسبة نفسك لما قد تكون طرحته في الماضي من أقوال فيها وعود. فان كنت وعدت وعاهدت أبناء دائرتك دون أن تشعر بمخاطر ما فعلت حينها أثناء حملتك الانتخابية إذ كنت حينها فقط ترمق وتصبو إلي عضوية ما أنت فيه اليوم وكان هدفا لك و طرحت وعود ما لم تستطيع لها اليوم والتنفيذ للوفاء. فأصبحت عندك تلك الوعود كلاما من الماضي الذي مات وانتهي أو تتجاهله وتتناساه. ولكنه احتسب عليك أمام ربك الخالق. وأيضا فأوضح لك واضع نقاط علي حروف لتبصر أحمال أثقال يتحملها بعض أعضاء نواب عن الشعب و تنتج خلف الفعالية الانتخابية التي يرشح فيها مواطن نفسه ويسعي للفوز ويفوز. . . فإبداء التوضيح بالقول : بالطبع في كل اقتراع عام مباشر يقوم الناخبون بانتخاب نوابهم في البرلمان ويكونون أولئك النواب المنتخبون ممثلون عن الشعب. ولان عملية الانتخاب لمرشح ما تعتمد علي الإدراك الفعلي لدي الناخب لاختيار هذا المرشح عن ذاك ومفاضلته عن غيره. يسير المرشحين في تسابق وتنافس شديد اللهجة حمي الوطيس وكثير الانفعالات أثناء الحملة الانتخابية فيدخلون في شرك وهول الشر دون أن يحسبوا حسابهم ودون أن يشعروا بان ما يقولون من أقوال محسوبا عليهم إلزاما أمام الله سبحانه قبل البشر ممن وعدوهم لكسبوا أصواتهم. إذ يقيم و يدير كل مرشح منهم النقاشات وينظم الاجتماعات واللقاءات المباشرة بأبناء دائرته بهدف التواصل معهم وإقناعهم للتصويت لصالحة وأثناء هذا يطرحوا أقوالا ودون شعور لما ينجرف إليه الكثير من وعود يطرحها المرشح إذا نجح سوف يعمل كذا. . كذا. . وكذا لأبناء دائرته وهو يعلم بأنه يكذب لان ما يطرحه من وعود هي خدمات تنفيذيه ليست من اختصاص عضو مجلس النواب وهو كعضو نائب إن فاز سيكون اختصاصه (تشريعية ورقابية ) وهنا يكون تحققت (جريمة غش وجريمة قول زور ). وهو أيضا يعلم بان وعوده لن تستجيب لها الحكومة التنفيذية لعدم توفر الإمكانيات المادية المتاحة وهنا تكون تحققت (جريمة كذب)حيث يكون حينها المرشح قد كسب اكبر عدد من الأصوات لضمان نجاحه لعضوية مجلس النواب على منافسيه من المرشحين في الدائرة بطرح الوعود وبأنه سيقوم بتنفيذ وتقديم خدمات كذا. . كذا. . كذا. . وكذا لأبناء دائرته. . وبتلك الوعود يكون المرشح قد ابرم عقد وعهد توافر فيه الأركان الشرعية الطرف الأول : وهو المرشح والطرف الثاني وهم الناخبين له والركن الثالث المنفعة المتبادلة المستهدف تنفيذها من كل طرف للطرف الآخر حيث أن الطرف الأول سيستفيد من صوت الناخب الذي صوت لصالحة والطرف الثاني سيستفيد من تنفيذ الوعود التي طرحها المرشح حين ينفذها وبعد أن يكسب المرشح بإعطاء الناخب الموعود صوته للمرشح الواعد (وهنا العقد والعهد ليس مكتوبا وإنما قولا ولكنة يصبح ملزما للنائب إن فاز ). . وبعدها تأتي المرحلة التالية بعد أن ينجح المرشح ويصبح عضوا في مجلس النواب يكون الطرف الثاني الناخب بدائرته قد نفذ ما علية وفقا للعقد و في العهد المبرم ويبقي مطلوب من الطرف الأول عضو مجلس النواب الفائز تنفيذ ما علية وفقا للعقد و في العهد المبرم. ونسال بسؤال موجه إلي كل عضو بمجلس النواب سواء ممن كان وقد رحل أو قائما يمارس حاليا ولمن قدم وعود لأبناء دائرته ودخل طرف في عقد وعهد دون أن يشعر : هل أوفيت بما وعدت لأبناء دائرتك. . . ؟ هل أديت الأمانة التي تحملتها علي عاتقك (لتكسب أصوات من انتخبوك ) من أبناء دائرتك بان قمت بمهام وردت في العقد الاجتماعي العام (الدستور ) وبما يخص العملية الرقابية والتي نص عليها الدستور ضمن مهامك و بالمادة (62) والتي جاء ضمن نصها : علي أن (مجلس النواب يمارس الرقابة على أعمال الهيئة التنفيذية على الوجه المبين في الدستور). . ؟ وهنا في حالة يجب نائب ما ( بلا ) بعد أن يكون قد جلس في خلوة مع نفسه يحاسبها بان يعود بتفكيره و لأقواله التي طرحها أثناء الحملة الانتخابية. ونقول نحن احتمالا قد يقول البعض من النواب في نفسه ( لا ) لان اختصاصات عضو مجلس النواب تشريعية والوفاء بالوعود التي قدمها للناخبين بدائرته هي اختصاصات تنفيذية ذات علاقة بالمجلس المحلي والحكومة فكيف سيكون هو النائب فاقد للشئ وسيعطيه. . وأيضا أمانة المهام الرقابية لم يؤديها لان واقع الحال الملموس في حياة الشعب اليمني يقوم بأنه تحدث تجاوزات ومخالفات وأخطاء ارتكبت وترتكب في حق البلاد والشعب اليمني ومن قبل كثيرين من التنفيذيين في الحكومة ولا يحرك لها ساكنا والوضع في ازدراء. وأخيرا اختم بما قاله الله سبحانه وتعالي (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا )) (الأحزاب الآية 72 ). وقد جاء عند المفسرين ومنهم ما ذهب إليه الطبري قوله بان (الأمانة ) والتي ورد ذكرها في الآية الكريمة معناها إنه عني بالأمانة في هذا الموضع : جميع معاني الأمانات في الدين وأمانات الناس وذلك أن الله لم يخص بقوله : (عرضنا الأمانة ) بعض معاني الأمانات. وقال في معنى قول الله تعالي : (إنه كان ظلوما جهولا ) قال : ظلوما لها يعني للأمانة جهولا عن حقها. وقد اتفقت أقوال المفسرين أن الأمانة أنها التكليف وقبول الأوامر والنواهي بشرطها وهو أنه إن قام بذلك أثيب وإن تركها عوقب فقبلها الإنسان على ضعفه وجهله وظلمه إلا من وفق الله وبالله المستعان. وأمام هذا نسال : هل أدي كل نائب مضي ورحل أو مازال قائما يمارس ( الأمانة ) ولما اقسم علية في القسم الوارد بالمادة (9) والتي نصت علي أن يقسم عضو مجلس النواب قبل مباشرة مهام العضوية أمام المجلس في جلسة علنية اليمين الدستورية الآتية : ( اقسم بالله العظيم أن أكون متمسكا بكتاب الله وسنة رسوله، وان أحافظ مخلصا على النظام الجمهوري، وان احترم الدستور والقانون وان ارعي مصالح الشعب وحرياته رعاية كاملة ، وان أحافظ على وحدة الوطن واستقلاله وسلامة أراضية). وفيما يخص الوعود والعهود التي يكون( نائبا) قد وعد بها أبناء دائرته أثناء الحملة الانتخابية إذ جاء في قوله تعالي في محكم كتابة القران الكريم : (( وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون)). و جاء عند القرطبي في تفسيره لقوله تعالى ( وأوفوا بعهد الله ) قوله بان هذا للفظ لفظ عام لجميع ما يعقد باللسان ويلتزمه الإنسان من بيع أو صلة أو مواثقة في أمر موافق مع الديانة. . . . تابع بالعدد القادم غدا الحلقة الثامنة والأخيرة بعنوان (يا نواب الشعب. . هل رقابتكم حبر على ورق. . ووجودكم بقاعة المجلس مجرد صياح. . . ؟ )
Shukri -_alzoatree@yahoo. com