;

موقف عربي بمستوى الأفريقي 621

2009-03-14 03:53:33

بقلم :ممدوح طه

لا تتعرض أمة من الأمم للاحتلال والعدوان والتهديد والحصار بمثل ما تتعرض له الأمة العربية والإسلامية حاليا، فلا يوجد احتلال في العالم الآن بعد تصفية الاستعمار في قارات العالم إلا في هذه الأمة وبالتحديد الاحتلال الصهيوني والأنجلو أميركي في فلسطين ولبنان والعراق وأفغانستان.

ولم تشن حروب عدوانية كبرى في العقود الأخيرة إلا على أوطان هذه الأمة، ولا توجد أمة من الأمم تحت التهديد بالعدوان أو بالحصار مثل هذه الأمة، ولا يتعرض شعب في العالم اليوم إلى العقوبات والحصار اللا إنساني سوى شعوب هذه الأمة، ولا تتعرض منطقة في العالم للمؤامرات والتدخلات الغربية للسيطرة على إرادتها وإيراداتها ومحاولات إعادة الاستعمار إلا هذه الأمة!

ووراء ما تتعرض له هذه الأمة أكثر من سبب تجمعها جميعا نوازع عدوانية شريرة تبدأ من الطمع الاقتصادي والعنصرية اللونية أو الدينية والثأر التاريخي، والرغبة في الهيمنة على العالم، ولا تنتهي عند الخوف من الإسلام، ومع ذلك، فإن المشكلة لا تكمن فيما نواجهه من تحديات كبيرة مهما عظمت، فتاريخنا كله سلسلة من المواجهات لكل التحديات..

ولكن المشكلة الحقيقية تبدو فيما نقدمه من استجابات صغيرة لهذه التحديات الكبيرة، ولا نستطيع أن نخفى على أنفسنا أن استجابتنا كعرب لكل هذه التحديات دفاعا عن حقوقنا وحدودنا وثرواتنا وإرادتنا وكرامة شعوبنا أقل في الغالب من مستوى تلك التحديات الخطيرة، بما يشجع المعتدين علينا والطامعين في ثرواتنا في الاستمرار في مخططاتهم وإملاءاتهم وتهديداتهم وتدخلاتهم في شؤوننا وفي أوطاننا..

بل إن المشكلة الأكبر أن هناك من غير العرب من يدافعون عن قضايا العرب بأكثر مما يدافع عنها بعض العرب، وأن هناك من غير المسلمين من يدافع عن قضايا المسلمين بأكثر مما يدافع عنها بعض المسلمين، فالمسلمون من غير العرب الأتراك والباكستانيون والإيرانيون والإندونيسيون وغيرهم كانوا الأكثر تقدما في الدفاع عن قضايا العرب من بعض العرب، وغير المسلمين من غير العرب كالفنزويليين والبوليفيين الأعلى صوتا والأقوى فعلا من بعض العرب وبعض المسلمين، بل إن بعض الأوروبيين والأميركان والإسرائيليين، كانوا أشجع رأيا في تأييد مقاومة الشعب الفلسطيني في غزة وأشد تنديدا بعدوان إسرائيل من غيرهم وأكثر تشريفا لبلادهم وأممهم من حكوماتهم..

كما أن مواقف الأفارقة من غير العرب، كما عودنا الأفارقة مساندة لقضايانا العربية كانت في قضية السودان ومسألة رئيس السودان ومن قبلها قضايا العرب الأخرى وتصريحا ت رئيس المفوضية الأفريقية «جان بينج» الرئيس السابق للجمعية العامة للأمم المتحدة، والرئيس الحالي لمفوضية الاتحاد الأفريقي في الخرطوم تتطابق مع تصريحات الرئيس الحالي للجمعية العامة للأمم المتحدة «التي تؤكد استهداف مجلس الأمن الدولي لافريقيا والتي ترى أن دوافع المحكمة الجنائية الدولية سياسية لا قانونية.

نقول هذا وفي المشهد الحالي أمامنا تبدو مواقف دول «الاتحاد الأفريقي» التي تطلب «وقف» قرار المحكمة الجنائية ضد الرئيس السوداني عمر البشير، و«ترفض» تدخل مجلس الأمن في الأزمة السودانية مواقف مبدئية.

بينما تبدو مواقف دول الجامعة العربية التي تدعو إلى «التأجيل» سياسية، ليبقى المطلوب وحدة أكبر للعالم العربي، وموقف عربي جماعي أقوى وأوضح رسمي وشعبي بمستوى الموقف الأفريقي، انتصارا للسودان ودعما لرئيس السودان، وكسرا لحصار غزة ودعما لمقاومة الشعب الفلسطيني، ورفضا لتدخلات الغرب في شؤوننا.. بدلا من اصطياد العرب دولة وراء دولة ورئيس وراء رئيس!

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد