إن سلاح الصواريخ الدفاعية (ارض جو ) احد الأسلحة الحديثة نسبيا لدي الجيوش التي تحرص علي أهداف الدفاع عن أراضيها وقد نشأ هذا النوع من الصورايخ بعد استخدام الطائرات في الحروب العالمية بدءاً من الحرب العالمية الأولى وبعدها حدث تطورت لهذا النوع من السلاح فظهرت أجيال جديدة (صواريخ جو جو ) وصواريخ جو ارض ) وتكمن المسئولية الأساسية لسلاح صورايخ (ارض جو ) في الدفاع عن الأهداف الأرضية والبحرية والجوية ضد خطر الطائرات والصواريخ التي تشكل خطراً داهماً على الأهداف الحيوية والإستراتيجية في العمق إن لم يتم اعتراضها المعتدي إذ تصبح تلك الأهداف فريسة سهلة بالنسبة للطائرات المقاتلة وخاصة الطائرات المتقدمة في الوقت الحالي بإمكانياتها القتالية الهائلة. وفي بعض الدول يستخدم الدفاع الجوي في عمله منظومات من طائرات الاستطلاع و الرادارات ( قصيرة - متوسطة - طويلة) المدى مع منظومات الدفاع الأرضية المتحرك التي تستخدم صواريخ (أرض- جو) (قصيرة - متوسطة - طويلة)المدى وكذلك مدفعية الطائرات السريعة الثابتة والمتحركة وحتى الصواريخ المحمولة المضادة للطائرات لصد هجوم طائرات مقاتلة أو صواريخ موجهة لتدمير أهداف حيوية سواء كانت أرضية أو بحرية أو جوية * وأصبحت اليوم الجيوش الحديثة تستخدم تنوع كبير ونطاق واسع من أسلحة الدفاع الجوي وتتعدد بدءاً من صواريخ ستينجر المحمولة التي يحملها الأفراد إلى أنظمة دفاعية صاروخية مثل الباتريوت وعادة تجبر الأنظمة الدفاعية البعيدة المدى الكبيرة الارتفاع الطائرات على عدم التحليق المنخفض - حيث يمكن اصطيادها فعالية * وغالبية المنظومات الدفاعية الحديثة تستخدم مدافع أو صواريخ تركب على شاحنة أو شاسيه متحرك يجر بسهولة * حتى المنظومات التي تتكون من عدة مكونات (ناقل/منصة /بطاريات صواريخ/رادار /مواقع التحكم) تركب على أسطول من السيارات * وذلك لأن المنصات الثابتة هدف سهل رصده ومن ثم اصطياده بعكس المنصات المتحركة التي تستطيع الظهور في أماكن غير متوقعة لا يمكن حسابها في خطط الهجوم وبذلك لا يمكن للقوات المعادية أن تأمن خطرها وتشكل بحركتها السريعة خطراً دائماً *. وكلما ظهر ابتكار حربي جديد ومتقدم لدي طرف سعى الطرف الآخر في معادلة المواجهة إلى ابتكار أنواع مضادة لإفشال فاعلية السلاح المبتكر لدي الطرف الضد بل وتطوير لما هو موجود من أنواع وأجيال الأسلحة ولهذا ظهرت أنظمة الحرب الإلكترونية وهي السلاح المضاد لقوات الدفاع الجوي وهي تكتيك يهدف إلى تعطيل فعالية منظومات الدفاع الجوي عن طريق التشويش والإعاقة الإلكترونية بحيث تفشل في رصد الأهداف المعادية (طائرات وصواريخ) وبالتالي تفقد فعاليتها. . فبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945 قامت الولايات المتحدة الأمريكية و الإتحاد السوفيتي بترحيل الآلاف من العلماء الألمان المسئولين عن تطوير الترسانة العسكرية النازية لكشف أسرار تلك الأسلحة و لإكمال مشاريعهم العسكرية في كلى الدولتين والاستفادة منهم. ومن أهم الأسلحة التي طورها الألمان في فترة الحرب كان الصاروخ V2 و هو الصاروخ الأول من نوعه في العالم و الذي فتح الباب لتطوير هذا النوع من أسلحة الصواريخ وبمختلف أنواعها ومداها وقدرتها التدميرية و التي أصبحت اليوم القوة الرادعة وشبح الرعب للعالم أجمع بعد صناعة أسلحة القنابل والرؤوس النووية وصناعة الصواريخ عابرة القارات. . . وتبدءا قصة صناعة الصواريخ وبمختلف أنواعها ومداها وقدراتها التدميرية. إذ انه بعد أن طورت القوات الأمريكية صواريخ V2 إلى صواريخ من نوع IRBM ( صاروخ باليستي متوسط المدى ) قامت الولايات المتحدة بموجب اتفاقيات مع دول غرب أوروبا و تركيا بتنصيب هذه الصواريخ على أراضي تلك الدول لكي تكون الصواريخ في مدى تستطيع به ضرب الأراضي السوفييتية ، و لأن السوفييت لم يكن لديهم القدرة لتوفير مثل هذه الأراضي القريبة من الأراضي الأمريكية قامت بتطوير صواريخ ضخمة سميت فيما بعد بالصواريخ العابرة للقارات. . . . وبعدها ظهرت عملية سباق تسلح صاروخي وتزايد العمل بهذا النوع من الصناعة وابتكرت أنواع عديدة من الصواريخ الأرضية البالستية مثل (1) - صاروخ باليستي قصير المدى ( أقل من 1000 كيلو متر ). (2) - صاروخ باليستي متوسط المدى ( من 1000 إلى 4800 كيلو متر ). (3) - صاروخ باليستي بعيد المدى ( من 4800 إلى 8000 كيلو متر ). (4) - صاروخ عابر للقارات ( أكثر من 8000 كيلو متر ). . . أما الدول التي تمتلك صواريخ عابرة للقارات هي : روسيا ، أمريكا ، الصين ، فرنسا ، بريطانيا ، الهند ، باكستان ، وربما كوريا الشمالية. الجدير بالذكر أن معظم الصواريخ تم تطويرها في الولايات المتحدة و روسيا ، باقي الدول تستخدم نسخ مطابقة أو معدلة قليلاً من هذه الصواريخ. . و سنستعرض لك عزيزي القارئ أهم أنواع الصواريخ في الترسانة العسكرية الأمريكية و الروسية ( السوفييتة (سابقاً ) هي : (1) اسم الصاروخ : R-7 Semyorka وقد ظهر ابتكاره في تاريخ 1957 م ويعتبر أول صاروخ عابر للقارات ، وتم تعديله في نفس السنة ليطلق أول قمر صناعي في العالم المسمى ب(سبتونيك). (2) اسم الصاروخ : R-16 وقد ظهر ابتكاره في تاريخ 1961م. ويعتبر أول صاروخ باليستي مخصص للأغراض العسكرية ينتجه الإتحاد السوفيتي ، بعد فشل التجربة الأولى للصاروخ عام 1960 في كارثة تسببت في مقتل 100 شخص إثر عملية إطلاق فاشلة ، يبلغ طول الصاروخ 30 متر و قطره 3 أمتار و مدى يبلغ 11 ألف كيلو متر مع رأس حربي ثقيل و 13 ألف كيلو متر مع رأس حربي خفيف. (3) اسم الصاروخ : R-36 وقد ظهر ابتكاره في تاريخ 1966 م ويعتبر هذا الصاروخ كان بداية لعائلة من الصواريخ التي طورها السوفييت تتبع نفس التصميم الأساسي و هو صاروخ يستعمل للأغراض الفضائية و العسكرية و قادر على حمل أربعة رؤوس حربية و القدرة التفجيرية لهذا الصاروخ تبلغ 20 ميجا طن ( قنبلة هيروشيما تبلغ قوتها 16 كيلو طن و الميجا يساوي ألف كيلو ). طوله 32. 2 متر و قطره 3. 05 متر و مداه يتراوح من 10 إلى 15 ألف كيلو متر و سرعته القصوى تبلغ 7. 9 كيلو متر في الثانية. (4) اسم الصاروخ : MR-UR-100 Sotka وقد ظهر ابتكاره في تاريخ 1975 م وقد طور هذا النوع من الصواريخ ليتلاءم مع تكنولوجيا MIRV وهذا النوع من تكنولوجيا الصواريخ البالستية قادر على حمل أنواع عديدة من الرؤوس النووية و إطلاقها على أهداف متعددة أو هدف واحد ، إذ أن الدراسات العسكرية أثبتت أن إطلاق عدة رؤوس نووية صغيرة على هدف واحد يحدث دمار أكثر من صاروخ وحيد يحمل رأس نووي شديد الانفجار ، و هذا النوع من الصواريخ تم تفكيكه نهائياً عام 1995 بموجب اتفاقيات الحد من التسلح النووي. . . وما اثبت لنا عربيا أهمية الصواريخ كدفاع مضاد لهجوم جوي نقول : ما حدث في الحرب المصرية الإسرائيلية في 1973م حيث واجهت القوات الجوية الإسرائيلية شبكة صواريخ الدفاع الجوي المصري و السوري المكونة من صواريخ Sam 2/ 3/6/7 السوفيتية الصنع بالإضافة إلى المدافع رباعية المواسير شيلكا السوفيتية أيضاً حيث منعت هذه الأسلحة طائرات القوات الجوية الإسرائيلية من طرازF-4الأمريكية و الميراج Mirage الفرنسية منعتها من الاختراق إلى الضفة الغربية لقناة السويس و أمنت قوات الدفاع الجوي المصرية الحماية للقوات المصرية في بناء الكباري للعبور إلى الضفة الشرقية للقناة في حرب أكتوبر ، كما أمنت وصول الإمدادات و القوات إلى الضفة الشرقية طوال مراحل الحرب. . وأخيرا يمكن القول أن افتقار إي دوله لسلاح الصواريخ المضادة للطيران من شانه أن يعرضها وشعبها إلى مواجهه الهزيمة وفي اقله التدمير للبنية التحتية والمساكن وقتل المدنيين وخير ما اثبت لنا ما تعرض له لبنان وشعبة في تموز 2006م وتعرضت لها غزة وشعبها في ديسمبر 2009م من تدمير في التدمير لبناتهما التحية والمساكن وقتل المدنيين من قبل الاعتداء الإسرائيلي الجوي الغاشم.
2009-03-15 05:27:52
