كروان عبد الهادي الشرجبي
نسمع أن فلانة ماتت من القهر والنكد ولم نسمع إلا حديثاً عن امرأة عاشت أكثر بفضل النكد وهنا سؤال يطرح نفسه لماذا يطيل النكد أعمار النساء؟
وهل يعتبر القليل من النكد بهارات بها يحمل نكهة الحياة الزوجية ؟ ومن أجل معرفة حقيقة هذا الأمر سوف نضع أمامكم وبين أيديكم آراء للأخصائيين حول هذا الموضوع.
فقد أوضح الطبيب النفسي "علي شوشبان" أن مصطلح النكد بشكل علمي هو الميل إلى اختلاف المشكلات فإذا كان الزوجان سعيدين فالاثنان يشاركان في هذه السعادة ويشاركان في المسؤولية وإذا وجدت منغصات في الحياة الزوجية "صحيح أن المساهمة الأكبر للمرأة" ولكن من الصعب تحيل المسؤولية لشخص واحد.
ويضيف قائلاً: إن درجة معقولة من القلق والنكد مطلوبة وطبيعية فالشخص لا يشعر بالسعادة إلا إذا ذهبت عنه ولهذا فهناك ما نسميه القلق الصحي أو الدافعية التي تساعد على التمسك بالسعادة والاكتئاب. هنا ليس حالة مرضية وإنما تغيرات مزاجية تذهب وتأتي بشرط أن لا تستغرق وقتاً طويلاً يحولها إلى مرض ويمكن تسميتها "لطشة اكتئاب" مثل لطشة البرد تأخذ وقتها وتنتهي.
وإن الفكر الزوجي مسألة نسبية ممكن أن تكون الزوجة مطيعة هادئة ولكن زوجها يعتبرها نكدية وهي في الأساس ليست كذلك ولكن كل ما في الأمر أنها تطالبه بمطالب شرعية تريد تنفيذها هذ ما يثور الزوج ويتهمها بالنكد والمرأة هنا قد تغفر من أجل تسيير المركب لكن إلى متى؟ وعندما ينفجر البركان وتبدي الزوجة عدم الرضى يصبح المطالبة بمصروف البيت أحد بنود النكد ومشكلات الأبناء في البيت والمدرسة خاصة إذا كان الزوج يتصف بعدم تحمل مسؤوليات البيت والأبناء.
ويضيف قائلاً: إن المرأة ارتبطت بأقاويل كثيرة من التراث في شكل نصائح للأزواج منها "لا تتكبر ولا تتجبر وإذا أقبلت عليك الدنيا فنسيت بيتك فالنعمة تزول. إذا نسيت أن لك شركاء وارتبطت بهم حياتك"
ونحن لدينا أيضاً نصيحة يمنية من أيام زمان كانت تقولها الأم لابنها. يا ولدي إذا كنت عاقلاً فأسس لنفسك بيتاً واحب زوجتك من قلبك وأملأ بطنها واكسي ظهرها واشرح صدرها وإياك أن تقسو عليها فإن القسوة خراب للبيت الذي أسسته.
فإذا عمل الأزواج بهذه النصيحة فلن توجد زوجه مكتئبة ونكدية فالسعادة لها طرفان ولا تعتمد على شريك واحد.<
KARAWAN2001@HOTMAIL.COM