عبدالوارث النجري
من لا خير فيهم دعاة الإنحلال والتعسف والفجور باسم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، دائماً وحدهم من يدعون إلى العولمة والليبرالية والعلمانية، ولا غيرهم من يثير نزعة العصبية والمناطقية والطائفية تجدهم دائماً هم أول من ينتقد سياسة الدولة والحكومات المتعاقبة في البلاد لكن في الوقت نفسه تجدهم وراء كل فساد ومخالفات وعبث للمال العام، صحيح أنهم لا يحبذون الظهور في المرافق الحكومية لكن تجدهم دائماً يوهمون الآخرين بأنهم الدينامو المحرك في أي مرفق من المرافق، بل إن كل مسؤول في الدوائر الحكومية تجده يعتمد على سكرتير أو مختص من هؤلاء يسيره كيفما يريد ويفتح له كافة طرق التحايل والإلتواء على نصوص القوانين واللوائح، ويصبح على علاقة بالمسؤول يشوبها الكثير من الشك والغموض ليجسدوا المثل الشعبي القائل: "كل زبيبة أسفلها عودي" معظم المؤسسات المدنية وبالذات الحقوقية بأيديهم ويديرونها وفق خطط وبرامج غامضة ودائماً مع تعتمد وكالات الاستخبارات الغربية على تقاريرها حول الوضع في اليمن ومستقبله، وكذلك هو الحال بالنسبة للاقتصاد الوطني فأكثرهم من يمتلكون البيوت التجارية في اليمن ولهم وجود في معظم الدوائر الحكومية الخاصة برسم السياسة الاقتصادية للبلاد ورغم تأكيد ولائهم للدولة ولمرؤوسيهم إلا أنهم في نفس الوقت لهم بلا شك يد فربما وصل إليه الوضع الاقتصادي في البلاد من تردي وانهيار، ينادون بمنع الزواج المبكر للمرأة من صغيرات السن القاصرات ويجعلون من زواج الطفلة نجود ومقتل الطبيب القدسي واليهودي ماشا النهاري حديث الشارع والمنظمات الدولية، وهم وفي بلادهم يدركون المئات من القاصرات وبلطجة وقتل مشائخهم على الرعية والنساء والأطفال وتشهد قراهم وعزلهم الكثير من الأحداث والجرائم التي يشيب لها الولدان دون أن يلتفتوا إلى ذلك، بل دائماً ما نجدهم يشكون بطش مسؤولي الدولة ورجال الأمن وأصحاب بلاد مطلع، وعناصر النظام وغيرها من المسميات الراسخة في عقولهم وتقاريرهم السرية لأسيادهم رؤساء المنظمات المدنية الغربية، هؤلاء هم بالفعل السوس الذي ينخر بالجسد اليمني من الداخل بهدف سقوط البلاد في وحل الحروب والنزعات المناطقية والحزبية والمذهبية للوصول إلى اللادولة حتى يتسنى لهم الأمر في الحصول على ثقة ومباركة وتأييد أسيادهم في الخارج ومكافآتهم فيما بعد بالتربع على العرش، لكن هيهات لهم ذلك؛ لأنهم قد تناسوا بالفعل أن أميركا لم توصل أحمد الجلبي وغيره من عملائها إلى كرسي الحكم في العراق، بل إلى مزبلة التاريخ؛ لأن الغرب ومؤسساته وأجهزته المخابراتية يدرك تماماً أن من خان وطنه مستعد أن يخون غيره ألف مرة، وحتى لا يسعى هؤلاء لتأويل ما نطرحه اليوم حسب أهوائهم ومكرهم الخبيث لا بد من كشفهم وكشف سياساتهم ومخططاتهم للكبار قبل الصغار، فمثل هؤلاء الذين شاركوا يهود خمر احتفالاتهم بعيد النصر في كنيسة ريدة وقالوا في مواجهة العنصرية إن رحيل اليهود اليمنيين ضرورة إنسانية، نريد أن نوجه لهم سؤالاً: لماذا كل هذا الاهتمام باليهود وقضاياهم ومشاكلهم وهناك في قراكم الكثير من القضايا والمشاكل؟ وما الفرق بين مقتل اليهودي ماشا والطفل المشرقي الذي قتل في إب وهو يبحث عن لقمة العيش رغم أن قاتل ماشا أصبح في السجن وتتم محاكمته، أما قاتل الطفل الإبي المشرقي لا يزال فاراً عن وجه العدالة وفي حماية مشائخ العيار الثقيل، الذين لا تجرؤون الحديث عنهم لا من قريب ولا من بعيد، نقول لهؤلاء الذين خصصوا مساحة في إعلامهم وإعلاناتهم للجنس والتحرش الجنسي لا يمكنكم أن تخرجوا من هذه الثقافة مهما وصلتم من العلم والشهادات فهذا طبعكم والطبع غالب التطبع وبهذه السياسة لا يمكنكم النجاح مهما وصل تحاملكم على الآخرين من أبناء الوطن الشرفاء، وعلى الوطن وأمنه وخيراته واستقراره.<