شكري عبدالغني الزعيتري
في أوائل الشهر الماضي فبراير 2009م أطلقت جمهورية إيران الإسلامية قمرها الصناعي الأول إلى الفضاء الخارجي محمولا علي صاروخ بلاستي طويل المدى إيراني الصنع والتجهيز . وبعد وصوله ونجاح استقراره في المدار المقرر له أن يتخذه موقعا . أعلنت إيران حينها عن نجاح عملية أطلقها للقمر الصناعي وتصريحها هذا احدث حينها ضجة (لدي أمريكا و دول كبري أوروبية وإسرائيل) والتي بدورها سارعت إلي إصدار تصريحاتها بالتعبير عن مخاوفها من تمكن إيران من إطلاق قمرها الصناعي الأول إلي الفضاء الخارجي .. ونسأل : لماذا أظهرت تلك الدول المخاوف وعلي وجه الخصوص أمريكا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا .. ؟ نجيب نحن بالقول : لأن للأقمار الصناعية أغراض واستخدامات متعددة تخشي دول كبري استفادة إيران منها . فالأقمار الصناعية لها جوانب إفادة وأغراض تستخدم لها متعددة . فهناك أقمار لدراسة الطقس وتقوم بإرسال معلومات إلي الأرض عن الطقس والتوقعات . وأقمار صناعية أخرى تعمل علي نقل الرسائل وأخبار التلفزيون .. وبعضها لاستخدامات هاتفية . و أقمار صناعية أخري تقوم بدراسة سطح الأرض . ومنها ما يستخدم في التجسس . وهناك سفن ومسابير فضائية غير مأهولة أرسلت لدراسة القمر وكواكب المجموعة الشمسية الأخرى . فمنذ الخمسينات من القرن الماضي تزايد الاهتمام بعلم الفضاء فظهرت الأقمار الصناعية التي تطلق من الأرض نحو الفضاء الواسع لدراسة ظواهر كونية وتنبؤ بأحداث مستقبلية ولها استخدامات (جما) تحصل عليها الدول الكبرى التي تطلق أقمارا صناعية وتمتلكها . ويمثل امتلاك دولة ما أقمار صناعية في الفضاء احد نقاط القوة لديها والتميز عن باقي الدول التي لا تمتلك أقمار صناعية في الفضاء . حيث أن الأقمار الصناعية تسهم في تطور علمي كبير. وأيضا تستفيد بعض الدول المالكة من أقمارها كصادر دخل مالي تجنيه من دول أخري لا تمتلك أقمار صناعية و تحتاج لخدمات تقدمها أقمار صناعية . والقمر الصناعي هو عبارة عن جسم يدور حول جسم آخر تماما كالأقمار التي هي عبارة عن توابع طبيعية للكواكب .. إلا إن الأقمار الصناعية أطلقها الإنسان وبفعله وصناعته . وقد تزايد عدد الأقمار الصناعية التي أطلقها الإنسان من الأرض والي الفضاء الخارجي حتى وصل عددها اليوم لأكثر من ألف قمر صناعي تدور حول الأرض ومجهزة بأجهزة علمية لاستكشاف الفضاء ولاستخدامات وأغراض أخري . وهذه الأقمار الصناعية رفعت وجعلت الدول المالكة لها بان تعلو لمركز الريادة والقيادة للعالم والشعوب في شتى جوانب العلوم والحياة . وأحدثت لديها تطور علمي كبير وحياتي متقدم وزاهر . وأسهمت في رفاهية شعوبها . كما أنها أسهمت في تحقيق الأمن القومي والقدرة علي مراقبة الأرض والجو والبحار وغيرها . من أي اعتداءات قد تحدث من لدول أخري . لذلك ظل ارتياد الفضاء هاجسا يراود العلماء لعقود عديدة وتحقق لهم هذا بإطلاق الاتحاد السوفيتي (سابقا) أول قمر صناعي سمي (سبوتينك 1) في تاريخ 4 / أكتوبر عام 1957م . وتكرر إطلاق القمر الصناعي الثاني والذي سمي (سبوتينك2) حملا أول كائن حي (تجريبي ) هو حيوان الكلية (لايكا ) في تاريخ 3/ نوفمبر 1957م . وبعده أطلقت الولايات المتحدة الأمريكية أول قمر صناعي لها في يناير 1958م سمي (المستكشف) .. وبعدها واصل الإنسان ارتياده للفضاء ووصلت مركباته إلي المريخ . وصعد الإنسان الي سطح القمر وكانا أول شخصان من البشر يهبطان علي سطح القمر هما الأمريكيان (امسترونج وادوين الورين ) عام 1969م . و تم استخدام الصواريخ ذاتي الدفع أو (النفث) الذي يمكن الأقمار الصناعية من التحرر من الجاذبية الأرضية ويحملها إلي الفضاء الخارجي . لتلك الأسباب والاستخدامات التي يمكن أن تحقق لإيران وتصل إليها هي ما أثارت مخاوف دول كبرى أوروبية . كما أن استطاعة إيران تصنيع الصاروخ البلاستي ذاتي الدفع طويل المدى والذي حمل قمرها الصناعي الأول إلي الفضاء هو جانب آخر كان سبب مخاوف دول كبرى تعادي إيران وتخشي استغلالها لهذا النوع من الصواريخ في أعمال هجومية تطول دول كبري تعادي نظام الحكم في إيران وكرد دفاعي لإيران ضد ما قد تلحقه تلك الدول المعادية لإيران من هجوم أو شن الحرب عليها وعلي وجه الخصوص من قبل إسرائيل أو أمريكا أو بعض دول أوروبا الصناعية . إذ يمثل امتلاك إيران لقمر صناعي حاليا ومستقبلا وربما لأقمار صناعية متعددة الأغراض والاستخدامات .وكذا امتلاك إيران صواريخ طويلة المدى يمثل رادع إضافي ضد دول كبري تريد تركيع نظام الحكم في إيران بصفة خاصة . والهيمنة على العالم والعرب والمسلمين بشكل عامه.<
Shukri -_alzoatree@yahoo.com