عصام المطري
لم ينته العدوان الآثم على قطاع غزة بانتهاء الحرب المعلنة رسمياً ودخول الطرفين في مباحثات حول التهدئة وإيقاف إطلاق النار وبعدما تحولت غزة إلى محرقة فسقوط ألف وثلاثمائة شهيد، وجرح خمسة آلاف مواطن أعزل ليس بالرقم السهل وهو مؤشر إلى حجم الطلعات الجوية التي استهدفت القطاع، والشعب الآمن الأعزل من السلاح.
* إن غزة تتضور جوعاً بعدما انتصرت في كسر شوكة الترسانة العسكرية المسلحة وأثبتت للعالم بأجمع أن القوة مع الإيمان، وأي سلاح بدون إيمان إنما هو سلاح هش لا يقدم ولا يؤخر، فقد صمدت غزة اثنين وعشرون يوماً بينما سقط الجيش العربي خلال ست ساعات أمام الترسانة العسكرية المسلحة لبني صهيون في عام 1967م، مما يؤكد على أن الإيمان له تأثير بالغ على الحراك الإنساني، فلم تهزم غزة وإنما انتصرت انتصاراً مؤزراً، وهو انتصار أسطوري حيث لا يملك المواطنون أبسط مقومات المقاومة الشعبية، فشحة الإمكانات، وندرة المقدرات ألقت بظلال كثيف لأول مداخل غزة الأمر الذي صعب معه تنظيم هجوم مسلح على الصهاينة حال الاجتياح.
* ومن المفارقات العجيبة أن تقوم الحرب وهنالك حصار طال أمده، فغزة استطاعت أن تصمد وهي بين حربين.. الحرب الشرسة الفذة المسلحة التي تشنها عليها طائرات "الأباتشي" وطائرات "إف 16"، والحرب المعلنة بالحصار الجائر التعسفي والذي أقفل المعابر دون قطاع غزة، وجعلها لبعض شهور تبحث عن العلاج الناجع المرض القلب والأمراض النفسية والعصبية وأمراض الكلى الذين كانوا يسقطون موتاً واحداً تلو الآخر بالفشل الكلوي الذي هدد المئات من أبناء جلدتنا في غزة الصمود والآباء والشموخ، وقد كان لمصر موقفاً سلبياً من فتح معبر رفح إذ بقت عليه مغلقاً أثناء الحرب الشرسة وإلى الآن وهي تخاف العدو الصهيوني.
* لقد هدأت المظاهرات والمسيرات في أرجاء الوطن الإسلامي والعربي على الرغم من أن الحرب لم تهدأ والحصار ما زال قائماً حيث نطالب "من هذا المبنى الحر الشامخ" وإقامة الفعاليات السياسية في الوطن الإسلامي والعربي الكبير وسرعة تعظيم المسيرات والمظاهرات وكافة الفعاليات من أجل الضغط على الزعامات والقيادات الإسلامية والعربية في اتخاذ موقف حازم إزاء كسر الحصار على غزة، فالقيادات والزعامات الإسلامية والعربية تمتلك الضغط على دولة الكيان الصهيوني وتحريك القضية دولياً على المستوى الرسمي فقد بلغ السيل الزبى، وسبق السيف العذل وغزة ما زالت تأن تحت الحصار الظالم المفجع الذي قوض البنيان في القطاع.
* أيها الحكام العرب اكسروا الحصار من أجل أن تستعيد غزة عافيتها.. أكسروا الحصار من أجل أن يتحصل الطفل الغزاوي على الحليب، اكسروا الحصار التي يتمكن مرضى الكلى من العلاج وكذا مرضى القلب والأمراض النفسية والعصبية.. اكسروا الحصار من أجل إعادة إعمار غزة، فلنسلم الأسير الصهيوني مقابل فتح كامل المعابر على قطاع غزة، فإيقاف إطلاق النار يجب أن يتزامن مع كسر وفك الحصار، وعلى الشعوب الإسلامية والعربية تنظيم المظاهرات والمسيرات وشتى الفعاليات الضاغطة من أجل كسر وفك الحصار، فمعركتنا مع المحتل الأجنبي الدخيل لم تنته بعد، وعلينا التحرك السريع والآمن لكسر الحصار.
* لقد أثبتت الشعوب الإسلامية والعربية حال الاعتداء الغاشم على قطاع غزة أنها شعوب حية تتفاعل التفاعل الإيجابي مع قضايا الأمة المصيرية حيث حركتها دافع القضية ودافع الإسلام ودافع العروبة من أجل نصر أبطال غزة المحاصرين والذين يتعرضون لاعتداءات غاشمة وآثمة على يد الترسانة العسكرية المسلحة لدولة الكيان الصهيوني الذي أهلك الحرث والنسل وأصاب في مقتل البنى التحتية لقطاع غزة ما يتوجب سرعة كسر الحصار وبأنه لا مبرر له في هذه الأثناء وعلى مجلس الخوف أن يتدخل بحيادية فهذه قضية إنسانية يجب أن نفعل الشيء الكثير في اتجاه رفع الحصار.
* إن الحصار الظالم الجائر على قطاع غزة لا مبرر له، وهو استخفاف بالزعامات والقيادات الإسلامية والعربية، ونحبذ أن يناقش في القمة العربية القادمة ويتخذ في شأنه حلاً عملياً سريعاً يصب في خانة إمكانية كسر الحصار وإعادة إعمار قطاع غزة، فالأطفال يبكون تضوراً من الجوع والمرض ويسقطون موتاً واحداً تلو الآخر، ونحن ننعم بالدفء وبالطعام الجيد وبالمأكل والمشرب وهم بلا مأكل أو مشرب وكيف ستصل المساعدات والمعونات إلى قطاع غزة في حال الحصار الظالم والجائر.. تحركوا أيها الحكام العرب من أجل كسر شوكة هذا الحصار والله المستعان.<