كروان عبد الهادي الشرجبي
عبارة قيلت قديماً "المجانين في نعيم" وإن غابت عن قائلها حقيقة مهمة: ترى ما هو العالم الذي يعيشون فيه؟ وما هو نوع جنونهم؟
إذ من يتكلم عن الجنون الذي نعرفه جميعاً فهو خاطئ لأن زيارة قصيرة لمصحة عقلية تثبت بما لا يقبل الشك أن الجنون هو الجنون أو غير ذلك فهو إدعاء للجنون أو جنون من نوع آخر.
لا تستغرب عزيزي القارئ نعم هناك جنون من نوع آخر وأصحابه يطلق عليهم مجانين ذوو الرؤى الوردية.
فقد أكد طبيب نفسي أن هؤلاء لديهم قدرة على إقناع بعض الأصحاء بهذيانهم الجميل وهم في الغالب ذلك النوع من الأصحاء الذين عندهم قابلية للجنون فهؤلاء هم الخطر الحقيقي.
أما المجانين فخطرهم أقل قد يزعجون أسرهم، أصدقائهم لكنهم هامشيون في الغالب، انطوائيون لا يرون العالم والعالم لا ينتبه لهم أو يأبه لهم.
إذاً عزيزي القارئ المجانين ليسوا في نعيم كما أن العقلاء ليسوا في نعيم إن كانوا ذوي ضمير أما من منهم في نعيم هم الذين لا ضمير لهم ولا قلب ولا يحبون أحداً إلا محفظة نقودهم.
فالنعيم أصبح لمن يملكون القوة والقدرة والمال والقلب الميت القادر على احتمال الحياة لأنه لا يتعذب حين يرى ويسمع.
وهناك عزيزي القارئ نوع من المجانين يعدون من ألطف المجانين على وجه الأرض وهم مجانين الحب أولئك أيضاً ليسوا في نعيم يشهد على ذلك أشهرهم قيس ابن الملوح مجنون ليلى ولست بحاجة إلى سرد قصته المعروفة فالكل يعرفها.
وهناك مجانين على طريقة المثل القائل "جنان يخارجك ولا عقل يجنبك" وهؤلاء يرتكبون أفضع الأمور وحتى لا يحاسبون يدعون الجنون وهؤلاء أصبحوا كثيرين.<
KARAWAN2001@HOTMAIL.COM
