محمد أمين الداهية
بعد أن تعرفنا على الديسلكسيا ووجدنا أن الطالب في مرحلته التمهيدية والابتدائية ليس غبياً وإنما يعاني غالباً من مشكلة الديسلكسيا أو بالأحرى مشكلة صعوبة التعليم ويظل الطفل أو الطالب ضحية معاملة سيئة من قبل المعلم والأسرة في آنٍ واحد والسبب جهل المدرس والأسرة أو عدم توفر الخبرة والقدرة الكاملة للمدرس التي تؤهله للتعامل مع طلاب المرحلة التمهيدية والابتدائية، ويرجع سبب ذلك إلى عدم تحمل المسؤولية والاهتمام من قبل الجهات المعنية بهذا الطالب والمسؤولة عن تأهيله علمياً وفكرياً وإنمائياً، ولا ندري ما هو السبب في تجاهل الجهات المعنية سواءً وزارات التعليم أم غيرها من المنظمات الاجتماعية والحقوقية الأخرى كحقوق الطفل، لا نعرف سبباً لهذا التجاهل وعدم الاهتمام رغم أننا اليوم نعيش القرن الواحد والعشرين والعام 2009م إلا أن مجتمعنا وللأسف الشديد ما زال غير مدرك لأهمية التنشئة، وما يضمن التطور والنمو لهذا الوطن، لا يمكن لأي مجتمع من المجتمعات أن يواكب التقدم والتطور ما لم يكن هناك شباب متعلم ومثقف لديه القدرة لأن يبرز ما تعلمه على الواقع الملموس، فإذا كان مجتمعنا إلى هذا اللحظة بعيداً كل البعد عن أهم مقوماته وما يضمن له التطور والنمو كالتنشئة الجيدة للطفل وهذا ما لا نجده في مدارسنا التي ما زالت تتعامل مع الأطفال الذين يعانون صعوبات في التعلم على أنهم أغبياء لا فائدة منهم ولا سبيل لعلاجهم، وسبب هذه النظرة المحصورة هي التنشئة الخاطئة للأجيال السابقة الذين هم اليوم مدرسون ومربون فهم وبغير وعي وإدراك يتعاملون مع الأطفال عند تعليمهم أو تدريسهم بقياس واحد لعقليات الطلاب جميعاً، تغيب عن هؤلاء المربين مهارات التدريس والتعامل وكل ذلك بسبب غياب التأهيل لهؤلاء المدرسين، هم في الحقيقة مظلومون ومغلوبون على أمرهم، لكن هل معنى ذلك أن يظل الوضع كما هو عليه، أم من واجب الجهات المعنية الحكومية والخاصة أن تعي مسؤوليتها وأن تبدأ خطوات جادة لحل هذه المشكلة الغاية في الأهمية، مشكلة "الديسلكسيا"، وأن تكون أولى هذه الخطوات إقامة دورات تدريبية توعوية لجميع المربين وتعريفهم بشكل مفصل عن مشكلة الديسلكسيا والظلم الكبير الذي يقع فيه الطفل، فأنا متأكد تماماً أن أغلب المربين سيشعرون بالندم وسيدركون أنهم كانوا غائبين تماماً عن مسؤوليتهم تجاه أبناءهم الطلاب، وسيبدون تعاملاً جديداً غير ما مشوا عليه تعاملاً مسؤولاً بعيداً عن التوبيخ والتهزيء حتى إشعاراتهم إلى أولياء الأمور ستتغير، وعندما يلاحظون أن أحد طلابهم يعاني مشكلة "الديسلكسيا" فسيكون الإشعار لولي الأمر بأن ابنه ليس غبياً ويعاني من مشكلة ويحتاج إلى طريقة تدريس خاصة ولكن تبقى المشكلة في المعاهد أو المدارس الخاصة بهذه المشكلة والتي لا وجود لها في مجتمعنا، حتى وإن وجدت فهي نادرة جداً وقد لا تكون مخصصة لمن يعانون صعوبات في التعليم، ولنا بإذن الله تعالى تواصل حول مشكلة "الديسلكسيا" واختفاء أو انعدام المدارس المتخصصة وما سبب اختفاءها؟ وعلى من تعود مسؤولية حل هذه المشكلة؟ وأسباب غياب وسائل الإعلام عنها؟!<