بقلم د/محسن الصفار
من مجموعة اذاعة صوت الخيال القصصية.
أصدرت المحكمة الجنائية الدولية بناء على مذكرة مقدمة من مدعيها العام الارجنتيني لويس اوكامبو حكماً بإعتقال الرئيس السوداني عمر البشير بتهمة الابادة الجماعية وارتكاب جرائم حرب في سابقة هي الأولى من نوعها بحق رئيس دولة ما زال يمارس مهامه.
ولإستيضاح هذه المسألة خصوصا واستهداف المحكمة للقادة العرب عموما أجرى مراسل إذاعة صوت الخيال مقابلة حصرية مع السيد اوكامبو هذا نصها:
المراسل: سيد اوكامبو بداية نود أن نعرف لماذا تصدر محكمتكم حكماً بإعتقال رئيس عربي بشكل فوري على الرغم من ان هناك الكثير من الجنايات التي كانت نتيجتها إبادة شاملة نذكر منها قرابة مليون شهيد في الجزائر على يد الفرنسيين وقادها أشخاص ما زالوا يمارسون السياسة في بلدهم ويتبجحون بجرائمهم أو جنايات أمريكا في فيتنام والعراق وافغانستان أو جرائم اسرائيل في فلسطين ولبنان واخرها حرب ابادة غزة وهي جرائم ثبتت لجميع العالم بما لايقبل الشك بينما مازالت مجازر دارفور وعدد ضحاياها مجرد تكهنات؟.
اوكامبو: في الحقيقة المحكمة الجنائية الدولية ليست محكمة واقعية كما قد يتصور البعض بل هي أداة أمريكية تهدف إلى إدانة وتجريم كل من يقف بوجه السياسة الأمريكية والدليل فإنها لم تتحرك إلا عندما كانت هناك شخصيات معارضة لأمريكا وسكتت عن جرائم أشنع بكثير بدا من القنبلة الذرية التي القتها امريكا على اليابان وحتى يومنا هذا .
المراسل: طيب في هذه الحالة السودان ورئيسه رفضا هذا القرار فماذا سيحصل بعد ذلك؟
اوكامبو: ما سيحصل يرتبط تماماً بمدى رغبة أمريكا بالتخلص من الرئيس السوداني وهناك سيناريوهات عديدة منها خطفه أثناء التحليق في الجو وأمريكا لها باع طويل في القرصنة الجوية أو التأمر عليه مع أطراف داخلية أو دولية لتسليمه.
المراسل: وماذا عن الإضطرابات التي تحصل وتعصف بالبلد في حال نفذ حكم الاعتقال ألا تفكرون بأن مجازر فظيعة قد تحصل في داخل السودان؟
اوكامبو: هذا لا يعنينا بشيء ونحن لا نعمل لسواد عيون أهل درافور وهم لا يمثلون أي قيمة بالنسبة لنا ولا يهمنا إن كان هناك حقاً إبادة أم مجرد صراعات قبلية عادية في القارة السمراء تحدث كل يوم مايهمنا ان امريكا تريد راس البشير ونحن واجبنا ان نؤمن التغطية القانونية لذلك .
المراسل : هل هناك امل با يصدر يوما حكم باعتقال الرئيس السابق بوش بتهمة اجتياح بلد وابادة الالاف بحجة واهية هي اسلحة الدمار الشامل التي ثبت عدم وجودها ؟
اوكامبو : نعم في المشمش !!!
المراسل : وماذا عن قادة الحرب الاسرائيلين اللذين احرقو الاخضر واليابس في حربي لبنان وغزة وقتلوا الاف المدنيين هل هناك امل في ان تصدر بحقهم مذكرات اعتقال ؟
اوكامبو : بالتاكيد حالما ينبت الشعر في كف اليد سنبدا اجراءاتنا بحقهم !!!
المراسل: نأتى إلى دور المحكمة الدولية في قضية إغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري فعلى الرغم من ان هناك رئيسي جمهورية ورئيس وزراء قتلوا قبله إلا أننا لم نشهد أي تحرك من المحكمة الدولية بهذا الصدد فما الذي ميز الحريري عنهم؟
اوكامبو: هناك فرق كبير بين إغتيال الحريري والآخرين.
المراسل: ماهو؟
اوكامبو: بداية لم يكن أي من الذين ذكرتهم يمتلك 20 مليار دولار وهذا سبب وجيه للإهتمام به وثانياً لم يكن أي من الذين ذكرتهم يشكل أي قيمة بالنسبة لأمريكا التي تريد أن تستغل هذه المحكمة لضرب كل من يقف بوجه مخططاتها في لبنان من قوى وطنية وإسلامية بيد من حديد وطبعاً ستكون المحكمة وقرارتها السياسية وسيلة لإبتزاز سوريا ومحاولة إرجاعها إلى الحضيرة الأمريكية أو إصدار أحكام إعتقال بحق رموزها السياسية مثلما حصل في السودان.
المراسل: إذاً بإختصار المحكمة الدولية ليست محكمة دولية بل مافيا دولية.
اوكامبو: مافيا, عصابة, لا يفرق المهم النتيجة واحدة وهي خدمة أمريكا ومصالحها حول العالم.
المراسل: إذاً كعرب ان نأمل يوماً بأن تنصف محكمتكم قضايانا وتصدر أحكاماً بحق بوش أو بلير أو أولمرت ليس إلا ضرباً من الخيال.
اوكامبو: ليس خيالاً فحسب بل سذاجة وقصر نظر وكل من يتصور أن سيناريو البشر لن يتكرر معه في أي لحظة يكون إما متفائلاً أو نائم في العسل.
المراسل : الا يفترض ان تكون العدالة عمياء ولاتميز بين الناس
اوكامبو : العدالة عندنا ليست عمياء بل حولاء حيث ترى بعين اقل مايحصل من العرب ولاترى بالعين الاخرى كل ماتفعله امريكا وصديقاتها
وكل محكمة وانتم بخير !!.
* جميع شخصيات وحوارات هذه القصة خيالية ولاتمت الى الواقع بصلة !!!!!!.<
