;

مكافحة الفساد .. من أين نبدأ؟ 816

2009-03-18 02:54:26

عصام المطري

* الفساد آفة خطيرة تهدد الأمن الوطني، وتلتهم إيرادات الدولة ومدخراتها، وتقضي على كل شيء جميل في هذه الحياة.. إنه طامة كبرى ابتلى به الله سبحانه وتعالى أرضنا الطيبة، والفساد قوة ضاربة في أعماق الأرض ولا أحد يستطيع الوقوف أمامه، ذلكم أن أصحاب الفساد بدأوا بالتكتل، ولا أحد يستطيع إيقافهم، فهم يمثلون طرف المعادلة الثانية في الحياة.

* لقد نخر الفساد في مؤسساتنا ووزاراتنا وفي أجهزة الدولة المختلفة، أما القطاع الخاص فله حصانة ضد الفساد الإداري، فالزكاة مثلاً لا تجنى بالطريقة الصحيحة وتورد إلى حساب الدولة عشر الزكاة فقط والباقي نذهب إلى جيوب المتحصلين الذين يتفقون هم ودافعي الزكاة على نسبة معينة، كما أن الضرائب لا تحصل بالشكل المطلوب، وعامل الضرائب يتفق هو وصاحب المتجر على نسبة معينة ويدفع نسبة معينة، فالفساد شامل طاغ على كل شيء في هذه الحياة البسيطة، والمعالجات بشأنه قاصرة إذ لم تنفع التشريعات والتقنيات للحد من هذا الفساد، ولم تنفع هيئة مكافحة الفساد التي شكلت مؤخراً فلم نسمع عن إحالة مسؤولين إلى نيابة الأموال العامة وإلى القضاء، ولم نسمع عن تجريد المسؤول الفلاني من مهامه وواجباته ومنصبه لأنه يمارس الفساد علناً أمام خلق الله أجمعين.

* إن الفساد قد أعلن عجز الدولة وفقرها وفي أنها ستصل في القريب العاجل إلى عدم المقدرة بالوفاء بالتزاماتها عن طريق عجزها وأنها ستصل في القريب العاجل إلى عدم القدرة على الوفاء بالتزاماتها من خلال عجزها عن دفع رواتب العاملين والعاملات في السلك الحكومي مما ينذر بشر وخطر مستطير، فالجميع معانون من الفساد ولا يستفيد منه سوى زمرة محدودة لا يعدون على أطراف الأصابع همهم الغناء الفاحش وملئ كروشهم بأطيب المأكولات، وشراء السيارات الفارهات حسب الموديلات، وبناء القصور والفلل على أحدث المواصفات، وليس لهم أي انتماء وطني يغلبونه أمام انتمائهم الذاتي، فهم مافيا يتفننون بأخطر الحيل والأساليب والوسائل لسرقة خزانة الدولة وليس لهم أي مبادئ أو قيم أو مثل عليا رفيعة، كل همهم ذواتهم ومن يعولون فهم في عيش رغيد وسعيد لا يهمون مصروف غد ولا اليوم الذي بعده.

* ولئن كان الفساد بهذا الاستشراء فإنه يستدعي منا أن نمضي في طريق مكافحته بالأساليب والوسائل العلمية المتطورة من أجل الحد منه والقضاء عليه قضاءً مبرماً فمن المقتضى أن لا تعطى المناصب إلا لمستحقيها سواءً كانوا في الحزب الحاكم أم كانوا في أحزاب المعارضة أهم شيء أن لا يتولى المناصب أناس مضطلعون بالفساد وهم من أهل الفساد فلا تتولى إلا العناصر الكفوءة النزيهة التي تعمل لخدمة البلاد ولأمنه واستقراره، وتحافظ على وحدة الوطن، فالفساد يأكل المؤسسة العسكرية والأمنية أكلاً، فهنالك الاعتمادات الباهضة تذهب بدون فائدة، وهنالك الجنود الفرار الذين يتقاضى قائد المعسكر رواتبهم كاملة، وهنالك الإزدواج في المؤسسة العسكرية والأمنية، فلماذا لا تعمم البصمة عليهم يا ترى؟!

* لقد بلغ السيل الزبى، ومات الناس جوعاً من أثر الفساد، ولا نمتلك سوى الضراعة إلى الله عز وجل، وتربية الأجيال القادمة من النشء والشباب تربية وطنية وإسلامية راشدة، فهم الحصن الحصين، ومن هنا نبدأ مكافحة الفساد من التربية الحقة في مدارسنا وجامعاتنا، فلا بد من تغيير المناهج والمقررات الدراسية تغييراً يتلائم مع حملة مكافحة الفساد، فالمدرسة يجب أن تخرج الإنسان والمواطن الصالح المصلح صاحب الانتماء الوطني الذهبي الذي يدفعه لخدمة وطنه المعطاء ومضاعفة جهوده من أجل رقي وازدهار هذا الوطن الحبيب، فعلينا الاهتمام بوزارة التربية والتعليم وبوزارة التعليم العالي كي نحقق أعلى معدلات النمو والنماء في جميع المجالات الحياتية المتعددة والمتنوعة على وجه هذه البسيطة الحالمة.

* إننا متفائلون في أن الأيام القادمة ستشهد تطويقاً للفساد والمفسدين، فعلى الإعلام المرئي والمقروء والمسموع تناول قضايا الفساد والمفسدين والوقوف عند آثاره الخطيرة المدمرة على المجتمع، والأضرار الناجمة في اقتصاد الأفراد والجماعات الاقتصادية على حدٍ سواء، فمن المفترض قيادة حملة توعوية ضد الفساد في وسائل الإعلام المختلفة تتماشى جنباً إلى جنب مع التوجهات الوطنية لاستئصال شأفة الفساد والفاسدين وتطهير البلاد من هذا الداء الخبيث الذي أضحى يفتك بجوانب الحياة من حولنا فتكاً فإليه يعزى سر الانحطاط والتردي في جميع مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعلمية والأمنية والعسكرية والتربوية والتعليمية وغيرها الكثير والله المستعان.<

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد