ابو محمود المغربي
كثيرة هي الأسئلة التي أثيرت عقب قيام المملكة المغربية بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران سيما ممن لا يدركون أبعاد المشروع الفارسي وأطماعه التوسعية في وطننا العربي من مدينة الحمراء بالاحواز العربية إلى مدينة طنجة المغربية حيث تبقى الأطماع الفارسية هي المحرك الاول في التآمر الصهيو فارسي على الأمة العربية وهي التي تدفع بالسياسة الفارسية الى بناء تحالفات إستراتيجية مع أعداء الأمة ولها في ذلك خططها ومنهجيتها القائمة على حماية المصالح الصهيواميركية في مقابل تمكين الفرس من النفوذ والتغلغل في دول المنطقة والهيمنة عليها ، بما يكفل الحضور الامبراطوري الفارسي .. وهو حضور قديم جديد لايمكن للفرس التنازل عنه ،وهم يرون في الأمة العربية العدو التاريخي الذي لا يمكن مهادنته ، ومن شعور ثقافوي تاريخي يستمد الفرس عداوتهم ، إذ أن الإمبراطورية الزرادشتيه التي أسقطها الإسلام إلى الأبد ما تزال لدى الفرس حاضرة في وجدانهم بقوة، ويرون انه لولا العرب البدو الذين أطاحوا بالإمبراطورية الكسروية لكانت فارس إلى اليوم في المرتبة الأولى عالمياً وانه لكي يستعاد هذا الدور وهذه الريادة لابد من اضعاف العرب من خلال تجزئتهم وتشتيتهم وخلق العداوات فيما بينهم وتقسيمهم الى دول مع وضد يوازي ذلك نشر الفكر والمعتقدات الاثني عشرية وترسيخ مبدأ الالتزام بولاية الفقيه لدى السواد الاعظم من الناس في الشعوب العربية سيما بعد النجاح الكبير الذي حققه ملالي ايران في العراق وفي لبنان ومن ثم في البحرين حيث نجد الولاء شبه المطلق لمراجع (قم) من قبل شيعة البحرين وكذا محافظة تقع باقصى الشمال باليمن تسمى (صعدة) وفي كثير من البلدان الخليجية كما ان المملكة المغربية لم تكن بمعزل او لم يستثنيها ملالي طهران عن عمليات التغلغل الايرانية ، لهذه الاسباب وغيرها اقدمت المملكة المغربية في يوم الجمعة السادس من هذا الشهر على قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، وجاء هذا القرار كرد فعل على الموقف الغير مسؤول لإيران تجاه المملكة المغربية التي أعربت عن مساندتها لمملكة البحرين بعد التصريحات الغير مسؤولة في حق الوحدة الترابية لمملكة البحرين انطلاقاً من التشبث المغربي بالقانون الدولي ومبدأ حسن الجوار، كما أن المسؤولية تبقى على إيران في الدفع بالمغرب باتخاذه هذه الخطوة المرتبطة أيضاً بالتدخل الإيراني في الشأن الداخلي للمغرب ولابد من التذكير هنا أن المملكة المغربية وفي إطار انفتاحها السياسي أقدمت على إعادة العلاقات الدبلوماسية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية سنة 1991م بعد قطيعة دامت "10" سنوات تميزت بالتوتر والتصعيد بعد وصول ملالي إيران للسلطة سنة 1979م.
كما أن هذه الفترة عرفت نشاطاً مكثفاً لآليات التدخل الإيراني حيث لوحظ بعد إعادة العلاقات الدبلوماسية نشاطاً مكثفاً للسفارة الإيرانية بالمغرب ونشاطاً بنفس الوتيرة لضباط المخابرات الإيرانية الذين بذلوا مجهودات من أجل استقطاب وتجنيد عناصر مغربية "أطر سياسية، صحفيين، أساتذة جامعيين، فاعلين إسلاميين، شخصيات دينية وكذا أطر رسمية في مختلف القطاعات" رغبة منهم في استعمالهم لاحقاً في إطار إستراتيجية التغلغل الإيراني داخل المملكة.
و من الأهداف الرئيسية التي سعت السفارة الإيرانية إلى تحقيقها في المملكة المغربية خلق تيار شيعي مغربي يكون أرضية خصبة لتسهيل التغلغل الإيراني بالمملكة ولتحقيق هذا الهدف فإن السفارة الإيرانية بالرباط قامت بإرسال طلبة مغاربة لإتمام دراستهم بإيران حيث يخضعون لتأطير عقائدي داخل المؤسسات الدينية الإيرانية، كما ان بعض موظفي السفارة الإيرانية بالرباط نجحوا في تمويل ووضع اللبنات الأولى لتأسيس جمعيات الهدف منها المساهمة في نشر الفكر الشيعي داخل المجتمع المغربي وبالتالي خلق أقلية شيعية لخدمة المشروع الإيراني مستقبلاً بالمملكة المغربية.
إضافة إلى ان إيران وفي إطار سعيها لزعزعة أمن واستقرار المغرب عملت على التغلغل داخل بعض الأحزاب السياسية المغربية وخاصة حزب البديل الحضاري المنحل إثر تورط بعض عناصره المعروفة بميولها الشيعي ضمن خلية عبدالقادر بلعيرج التي تم تفكيكها بداية العام الماضي.
ويبقى السؤال الان: نجحت المملكة المغربية في وقف التغلغل الايراني لديها فمتى نسمع عن اجراء مماثل من عواصم عربية؟