سراج الدين اليماني
اتفق مفكرو الشيعة المعاصرين بعد قيام جمهورية إيران الإسلامية على أن الخميني ودولته الإسلامية في إيران هي المكلفة بالنيابة عن الإمام المهدي المنتظر بزعمهم.
واليوم تكاد تتفق كلمة مفكري الشيعة المعاصرين وأصحاب النفوذ في أن دولة إيران التي أقامها الخميني هي دولة المهدي المعاصرة، وأنها هي التي جاءت بها البشارة، وهي التي لها الحرية المطلقة بالنيابة عن المهدي.
يقول علي الكوراني في كتابه: "الممدون للمهدي" (ص126): "هل إن أهل رايات المشرق هم الإيرانيون؟ يسأل هذا السؤال نوع من المسلمين، وسمعوا بوجود أحاديث النبي عن المهدي، وعن رايات المشرق التي تظهر قبله، فإذا قرأت عليهم قسماً من هذه الأحاديث ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق، يقولون: صدق الله، وصدق رسوله، إنها رايات قوم سلمان التي رفعها الخميني وأصحابه، وقد طلبوا من العالم أن يتركهم وشأنهم في إيران فلم يعطهم، وهاهم يقاتلون".
ويقول أيضاً: ويسأل هذا السؤال فقهاء المسلمين، أمناء الرسل الذين لم يدخلوا في الدنيا ولم يتبعوا السلطان، ومثلهم المثقفون المسلمون الذين لم يتلوثوا بفكر الغربيين ولم يقعوا في حبائلهم، وما أن يقرءوا "سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا" [الإسراء: 108]"، وإن الله تعالى قد أعد هذا الرجل من قم وأعد قوم سلمان لدور كبير، لقد بدأ الإيرانيون بحركتهم في صناعة مستقبل العالم، فيا سبحان الله ليعلم كل عربي متعاطف مع هؤلاء إنه لا بد وأن يكون مسلماً عقله لهذه السيادة ولا يطمح بأن يحيد عنها قيد أنملة أو ينحاز لأنهم لا ولن يرضوا عنه ولا عن عروبته إذا كان الإيرانيون يطمحون في امتلاكهم العالم برمته، فما بال الإماراتيين والبحرينيين يطالبون بعودة حقوقهم التي تحتلها الإمبراطورية المسحوقة والتي أرادت أن تعود، ولكن عودة نازية وهولوكوست محرق ليس للصهاينة من اليهود وإنما لإحراق الجارذي الجنب والصاحب بالقربى.
ويقول الكوراني أيضاً: وهو في معرض تفسير رواية شيعية تقول: وتقبل رايات من شرقي الأرض غير معلمة ليست بقطن ولا كتان ولا حرير، مختومة في رأس القناة بخاتم السيد الأعظم، يقول: إن هذه الراية تنطبق بشكل دقيق على ثورة الإمام الخميني وأصحابه دون غيرهم.
احتمال أن ينطبق هذا الحديث على رجل آخر غير الخميني يأتي في المستقبل بعيداً جداً، إن الإيرانيون هم قوم سلمان الذين لم تصف الأحاديث الشريفة غيرهم بأوصافهم، وهم يمهدون للمهدي ويسلمونه راياتهم، ويواصلون جهادهم بين يديه حتى يتحقق وعد الله تعالى ويورث الأرض لمن يشاء من عباده والعاقبة للمتقين.
ويقول عن العبئ الإيراني: وأنه هو المؤهل الآن لحمل رسالة الإسلام الصهيو فارسي: إن رأس الأمر في هذه القضية أن يطيعوا الإمام الخميني قبح الله علنه وسره ليس فقط فيما يأمر بل فيما يشير ويؤمىء ويرغب ويحب، فهو المجتهد الجامع للشرائط، وهو المرجع المقتدر والحاكم الواجب الإطاعة، وهو نائب الإمام المهدي عليه السلام.
وهكذا أصبحت دولة إيران في هذا الوقت تعتبر نفسها هي الدولة الممهدة لخروج المهدي، وأصبح معلوماً عند أتباعها أنها يجب أن تقوم بما سطر في العقائد المدونة من الأعمال التي يقوم بها المهدي من إبادة أهل السنة وهدم مساجدهم وإزالة قرآنهم والاستيلاء على الحرمين الشريفين. . . إلخ
وهذه هي الصورة الأولى التي بدأت هذه العقائد تخرج بها إلى حيز التنفيذ، أعني ادعاء النيابة عن المهدي في جميع ما أسند إليه.
2- ادعاءهم المهدية والخروج المفاجئ للمسلمين جميعاً لتنفيذ هذا المخطط.
خروج كذاب يدعي أنه مهدي الشيعة وينفذ هذا المخطط الإجرامي لإبادة المسلمين وقد بدأو بإرهاصات لهذا الخروج بتمهيدهم له ببعض الحوادث الإجرامية الشنيعة في أهل السنة إبان الغزو الأميركي الممهد على أيديهم وأعملوا إجرامهم وحقدهم في العراقيين المنتسبين حتى لحزب البعث على ما عنده من مخالفات لدين الله بحجة أنهم أهل سنة والذي يتأكد لنا هذا ومن خلال هذه الجرائم أنهم يكرهون جنس العرب بالكلية.
الصورة الثانية التي يمكن أن يخرج بها هذا المخطط الإجرامي إلى التطبيق في عالم الواقع هي خروج دجال كذاب يدعي أنه هو محمد بن الحسن العسكري الذي ولد منذ ألف ومائة عام ونيف، وغاب عن الأنظار كل هذه المدة، وها هو ذا يظهر الآن من جديد ليتسلم أمانة الحكم، ويبايعه الشيعة أصحاب العقول المنكوسة المنتظرون على أحر من الجمر، والذين يدعون باسمه صباح مساء، ويسرعون إليه كما جاء في الروايات أفراداً وجماعات، وهذا أمر في الإمكان بل هو غاية في السهولة واليسر على أي دجال كذاب، فإن الشيعة لا يحملون صورة لهذا الغائب ولا يعرفون عنه إلا أنه شاب وسيم، يتهدل شعره على كتفه، وقد وصفوه على هذا النحو: "هو شاب مربوع حسن الوجه، حسن الشعر، يسبل شعره على منكبيه، ونور وجهه يطوي سواد لحيته ورأسه.
انظر "الغيبة" للطوسي (ص281).
وهذا الوصف ينطبق على ملايين من الشباب في العالم، فما الذي يمنع أن يتقدم اليوم إلى هذه الجموع المنتظرة للملك العالمي الذي أعد له التاج، والجيش والأنصار والأموال والأرواح والمهج، وليس عليه إلا أن يأمر وينهى، ويدعي أنه هو النائب الذي طالت غيبته، ولا شك أن الذي سيقدم على هذا الأمر لن يمارس أول صلاحياته بإعلان نفسه، وجلوسه للبيعة بين الركن والمقام في مكة إلا بعد أن يكون قد رتب هذا الأمر مع كبار الشيعة الخرافيين الذين سيكونون أول من يأتي لبيعته بين الركن والمقام تقية ليضللوا على الناس، بل سيكونون حاضرين معه إلى هناك ليعلوا هذا يوم سبت يوافق العاشر من المحرم، وهذا الكلام الذي أقوله ليس خرافة أو ضرباً من الهذيان أو مقتطفات من عالم الخيال ولا تخميناً ظنياً، ولكنه التخطيط الذي أذاعه محمد الصدر فيلسوف الشيعة المعاصر وهذا ما ستقرأونه في الحلقة القادمة إن مد الله في العمر وكنا من أهل الدنيا.
Serag aldeen - 2009 @ yahoo. com