عصام المطري
وجد السجن أصلاً للتربية وليس للعقاب فقط حيث يتطلب ذلك بذل المزيد من الجهد في تحويل السجن إلى روضة من رياض الجنة يأمن فيه النزلاء على صحتهم وسلامة أبدانهم، فالسجون الموجودة في اليمن غير مؤهلة لاستضافة المزيد من النزلاء حيث القاذورات والأشياء الشائنة المخالفة للقانون وللدستور، والمتصادمة مع قيمنا ومثلنا الإسلامية الراشدة، فالسجن المركزي بالضالع ليس فيه تأمين صحي إذ لا تهوية ولا نظافة تذكر الأمر الذي حذى بنا إلى تناوله اليوم في عمود "كل صباح"، وحسبنا أننا ننقل المعلومات والمعارف عن هذا السجن عن شهود عيان زاروا السجن وتكبدوا الخسائر تلو الخسائر للوصول إلى مبتغاهم.
إن السجن المركزي في الضالع لا تتوافر فيه الشروط الصحية هذا فضلاً عن قسوة المعاملة التي يواجه بها نزلائه من محترفي الإجرام والرذيلة فليس فيه مدرسة تأهيلية للنزلاء ناهيك عن أن النظافة منعدمة للغاية فلا يستطيع النزيل أن يتنفس الهواء العليل، مما يحول السجن إلى ساحة كبيرة للإجرام ذلك لأن النزلاء سأموا العيش الهادئ الأرغد في كنف سجن يوفر لهم أبسط قواعد الصحة العامة والصحة النفسية.
ولئن كان السجن وسيلة هادفة للتنشئة الصحيحة والتربية الخالدة فإن ذلك يستدعي القيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر زمن إستصغر البغاث، واستأس العصفور، ودار الحول على النزيل من غير أن يستفيد شيئاً يذكر سوى الإهانات، والتعذيب النفسي، فمعظم نزلاء السجون في الجمهورية يصابون بحالات نفسية مزمنة لقاء الفعل العسكري والسلبي في تلك السجون التي تمتلئ فيها الفضلات من كل حدب وصوب على نحو يفقد معه النزيل الشعور بالارتياح والرضى الاجتماعي.
إن القابعين في السجون هم إخوة لنا من واجبنا أن نعينهم على تخطي شبح الانحطاط والتردي، وتوعدهم بتغيير هذا الركام القذر ففي السجن المركزي بالضالع ثلاث بوابات: البوابة الأولى هم حرس الأمن المركزي، والبوابة الثانية هم حرس الأمن العام، والبوابة الثالثة هم الحرس المدني حيث تستغرب السلوكيات الشائعة التي تصدر عن تلك الثلة، فمن يقدم إلى الزيارة وعنده تصريح بالزيارة يمارس في حقه السلوك الشائن حيث يخضع للابتزاز من قبل حراس البوابات الثلاث إذ يطلبون منك وبمنتهى الوقاحة مزيداً من المال، فالبوابة الأولى من جنود الأمن المركزي تطلب منك نقوداً باهضة من أجل الدخول إلى الزيارة، والبوابة الثانية وهم حرس الأمن العام يطلبون منك نقوداً حتى يؤذن لك بالدخول، والبوابة الثالثة تطلب منك نقودأً حتى تستفرد بنزيل السجن المركزي بالضالع، ولا يقنعون بثلاث مائة ريال، بل يريدون ورقة من ذات الألف، فإذا أحضرت في الزيارة نقوداً للنزيل فإنك تصرفها على الحرس في البوابات الثلاث وهذه سلوكيات شائنة لا يقرها العقل والدين والعادات والتقاليد الحميدة.
إننا نهيب بالقائمين على إدارة السجن المركزي بالضالع سرعة التحرك الكبير ومنع تلك السلوكيات الشائنة من السجن المركزي ويا ليتهم يحققون في الأمر أم أن قيادة السجن تحصد المبالغ المجنية من الزوار ليتقاسمونها معاً؟ فهذه هي الطامة الكبرى، وإذا أرادت قيادة السجن المركزي بالضالع أن نصدقها عليها تقع مسؤولية منع مثل هذه الظواهر والإسراع بالتحقيق في الأمر، والله من وراء القصد.