فؤاد قنة
نتكلم في هذه الحلقة ما يطرحه بعض السذج أو من يحسن الظن بالخميني وبراءته من أي ارتباط خارجي ولا سيما الولايات المتحدة الأميركية، وأن الثورة الخمينية مستقلة ولا صلة لها بالولايات المتحدة الأميركية، وهذه الفرضية ليست صحيحة، بل هي مغالطة وضحك على الذقون، بل إن قادة الثورة المجوسية في إيران كلهم ملوثون بالعمالة بحسب وقائع الثورة وما قام به السفير الأميركي في طهران في إنجاح الثورة وهز كيان الشاه، وإقناع قادة الجيش بالحياد والابتعاد عن المهاترات السياسية وهذا سبب كبير أدى إلى انهيار نظام الشاه ونجاح الثورة، وسنبحث في هذا الموضوع أحوال بعض قادة الثورة، ونصدر عليهم الحكم بالعمالة والارتزاق للأميركان من خلال شهادة وتصريحات المسؤولين في قمة أعلى قيادة الثورة، وهذه الشهادات والتصريحات صادرة في أجهزة إعلام إيران وليست غيرها، وهذه الشهادة ليست مأخوذة من نظام الشاه ولا المعادين للثورة المجوسية، فإن كان ما قيل عنهم صحيحاً فهذا حكم قاطع على عمالة قادة الثورة الإيرانية للأميركان ولا جدال ولا مراء وحكم قطعي الدلالة ولا يحتمل الشك، التأويل الثاني وإن كان ما قيل عنهم كذباً وافتراءً فهذا يعني أن وسائل الإعلام تقوم بالتزوير والكذب، وتصريحات الآيات وكبار قادة الثورة فهي كذب وافتراء، ومما يثبت أن قادة الثورة عملاء لنظام الشاه مزدوجين ما ذكرته وسائل الإعلام ومنها الإعلام في طهران بأنه تم اكتشاف ثلاثة وزراء عملاء السافاك بأنهم كانوا عملاء للبوليس السري السابق في نظام الشاه، وقد دافع عنهم رئيس الوزراء الإيراني مهدي بازركان والوزراء المتهمين رضا صدر وزير التجارة، وزير الزراعة محمد إيزادي، وزير الصحة كاظم سامي وقد وصفت صحف طهران الأنباء ردود الفعل بالفضيحة. . ومما يدلل على ما ذهبنا إليه اعتقال ثلاثة أشخاص في مكتب الخميني بتهمة التجسس داخل اللجان الثورية التابعة للخميني، وقد صرح مصدر مسؤول في دائرة أركان الحرس الثوري بأن أحد المعتقلين يعمل في دائرة التلكس التابعة لمقر الخميني والاثنان كانا من عملاء السافاك، ولماذا تم وضع هؤلاء الأشخاص في أماكن خطرة ومصدر القرار وهم في غير ثقة، مما يدلل عمالة الثورة للأميركان ما بعث به حجة الإسلام علي طهراني، وهو عالم دين وآية من آيات الثورة ومشهور في الساحة الإيرانية حيث بعث برسالة إلى الإمام الخميني اتهم فيها ثلاثة من كبار الزعماء ومن قادة الثورة ومنهم آية الله محمد بهجتي سكرتير مجلس الثورة بأنه على علاقة بالأميركان وبأنهم يسعون للاستيلاء على السلطة.
واتهم حجة الإسلام كذلك في هذه الرسالة الحزب الجمهوري الإسلامي بأنه عميل للأميركان، ومعلوم بأن هذا الحزب مقرب من آية الله الخميني وقادته هم من قادة الثورة الإيرانية، وقد نشرت صحيفة "الجمهورية الإسلامية" بتاريخ 19/1/1980م ذكرت فيه أن حجة الإسلام علي طهراني آية الله بهيجتي وآية الله هاشمي رفسنجاني وزير الداخلية وعلي خامنئي أمام المسجد الكبير في طهران بمحاولة الاستيلاء على الحكم بترشيح علاء الدين فارس لتمثيل حزب الجمهورية الإسلامي في انتخابات الرئاسة.
وقال حجة الإسلام "يتعين على الطلبة الإسلاميين الكشف عن الوثائق التي عثر عليها في السفارة الأميركية التي تثبت العلاقة الوثيقة بين الزعماء الثلاثة وعباس أمير انتظام المتحدث باسم الحكومة والمسجون بتهمة التجسس للأميركان"، هذا ما ذكرته وكالة فرنس برئس بتاريخ 20/1/1980م. . ومعلوم لدى المقربين من آية الله الخميني بأن الحزب الجمهوري الإسلامي هو حزب آية الله الخميني وهو أكبر حزب في إيران وقادة هذا الحزب يهيمنون ويسيطرون على مجلس الوزراء والمجلس الثوري، مما يدلل بأن هذه التهم التي ساقها حجة الإسلام علي طهراني صحيحة ولا تحتمل الشك ولا الريبة وقد وجدت بعض الوثائق التي وجدت في السفارة الأميركية تثبت هذه التهم التي ساقها آية الله على طهراني. . ومما يدلل على ذلك سئل محمد المنتضري لابن عن أمير عباس انتظام فأجاب "بأنه صهيوني" وحين سئل عن السبب الذي ترك فيه هذا الرجل وغيره في صفوف الثورة قال: "لقد كشفت خيوط كثيرة ولكن الثورة لا تستطيع اكتشاف كل شيء بين يوم وليلة".
هذا التصريح صرح به في ندوة أقيمت في هيلتاون بتاريخ 18/7/1997م لمحمد المنتضري ما نصه: "إن إيران التي لديها من المعدات العسكرية التي تزيد قيمتها عن أربعين مليار دولار وتتطلب صيانتها مساعدة الفنيين الأجانب، تفكر إيران في استدعاء هؤلاء الخبراء في المستقبل بشرط ألا يشكل ذلك ذريعة لواشنطن أو إلى دولة أخرى للتدخل في الشؤون الداخلية للأمة.
لقد أذاع التلفزيون الإيراني أنه قد ألقى القبض على عباس أمير انتظام المتحدث السابق باسم حكومة مهدي بازركان وسفير إيران في السويد بأمر من المدعي العام الإسلامي وأشار التلفزيون إلى أنه قد ألقى القبض على أمير انتظام بسبب قيام الطلبة الإسلاميين الذين احتلوا سفارة الولايات المتحدة في طهران بتقديم وثائق تثبت علاقته بوكالة المخابرات المركزية الأميركية، وقد أذاع التلفزيون الإيراني يوم الأربعاء بتاريخ 30/1/1400ه.
وذكرت هذا الخبر جريرة "السياسية" بتاريخ 1/2/1400ه.