عبدالباسط الشميريلا زلت مع صديقي المناضل الذي يتخذ من موطن الاغتراب نافذة له ليفكر وينصح ويوجه سواء عبر شبكة الانترنت أو بعض المنابر الإعلامية معتقداً أنه يلم بالشأن المحلي أكثر من غيره حيث فاجئته بقولي ما تكتبه يبقى محل شك ولا يعتد به كونك بعيد عن دائرة الأحداث وما تصل إليك من معلومات جزءً منها لا يمت للحقيقة بأي صلة، أجاب: أنتم في الداخل أيضاً تكتبون و"تهوشون" كما وصفكم رئيس الجمهورية أثناء انعقاد مؤتمر نقابة الصحفيين وتبتعدون عن الحقيقة مثلنا، قلت له: التهويش سلوك قلة لا يعتد بهم أيضاً.. أجاب: الخلاصة ما الذي تريد الوصول إليه من كل هذا؟
قلت: إقناعك برأيي أجاب لو كنا نقتنع بالآراء وهكذا بمجرد حديث عابر عبر الانترنت لما بقيت لحظة واحدة في هذا المكان، عندها قلت له: الحمد لله، لقد أوصلتك إلى الموضوع الأهم، أجاب ما هو؟ قلت: الوطن أغلى وأسمى وأروع وأجمل وأنت في بداية حديثك كنت تؤكد لي أن الغربة جميلة ويصعب عليك فراق البلد الذي تعيش فيه قرابة عقد من الزمن وتفضله على بلدك بينما عدت الآن وفي لحظة شرود ذهني حسب اعتقادي لتناقض نفسك وتؤكد لي بأنك تتوق للوطن فلماذا المكابرة والإصرار على الخطيئة؟!
أجاب: انكئت الجراح يا صاح، لقمة العيش تقتضي أن أكون هنا وأعرف أنني سأعود في يوم ما إلى وطني، لكن ليس الآن، سأحدد ذلك لاحقاً لكنه استدرك قائلاً: هل سأجد العمل المناسب إن عدت؟
قلت له: بكل تأكيد، ستجد العمل لكن ليس بالسهولة التي تظن، ستحتاج إلى وقت وازعم أنك قد استطعت جمع بعض المال لتبدأ بمشروعك الخاص إن لم أكن مخطئاً! أجاب بكل تأكيد: لقد أعدت إلي الأمل لكي أعود فأؤكد لك يا صديقي أن الوقت المناسب لم يحن بعد وإن كنت حتى اللحظة لم تجبئي على سؤالي الأهم ما هي مصلحتك من عودتي؟. قلت: الفضول فقط أما علاقتي بك وكما تعرف مقصورة على رسائلنا وأحاديثنا عبر الانترنت بين كل فينة وأخرى ولا شيء غير ذلك ثم ودعته على أمل اللقاء لاحقاً.
