سراج الدين اليماني
ومواصلة لما بدأناه في الحلقة الماضية والتي نقلنا فيها اتفاق مفكري الشيعة على أن الخميني هو النائب عن الإمام الغائب، والذي ختمنا به حلقتنا الماضية بأن فيلسوف الشيعة أبان عن المخطط الذي تريده فرق الشيعة ألا وهو خروج المهدي المنتظر الذي يمهدون له من مئات السنين.
ففي هذه الحلقة أنقل القارئ الكريم إلى ما يذيعونه بين أوساطهم وأوساط جهلة المسلمين بل ومثقفيهم من أجل تثبيت هذه العقيدة الشوهاء الخرقاء الجدباء الرعناء ذات الطلاسم والحروز والذي خرجت من عقول أثبتت لها عيداً غير عيد المسلمين وأسمته بعيد النيروز وأصبح هذا العيد سماً زعافاً ويحطم العقول مثل الفيروس.
قال محمد الصدر فيلسوف الشيعة المعاصر كما في موسوعته عن المهدي: "يبايع الإمام المهدي في موقفه الأول أي بين الركن والمقام في مكة أصحابه الخاصون الذين كانوا يعرفونه على حقيقته في غيبته الكبرى، فإننا سبق أن قلنا في تاريخ الغيبة الكبرى أن هناك نفر قليل من البشرية في كل جيل، يمكن أن يكون مطلعاً على حقيقة المهدي ومكانه، وهناك من الروايات ما يدل على وجود مثل هؤلاء الأفراد، وبالطبع سيكون هؤلاء مع سائر الممحصين الناجين عن التخطيط الإلهي العام، حاضرون خطاب المهدي في المسجد الحرام، وقد يكونون على موعد خاص سابق بهذا الاجتماع، ولا يحتاجون في التعرف على شخص الإمام المهدي إلى أي إثبات، ومعه فسوف يكونون هم الأوائل من المبادرين إلى البيعة، والمدافعين عنه عندما يحاول المنحرفون قتله، عند سماعهم الخطبة كما دلت عليه رواية مما نقلناه عن المجلسي في البحار، خلال أخبار الخطبة، بل سيكونون اللسان الناطق في إيضاح ما ينبغي إيضاحه في هذه الساعات الأولى.
فيا سبحان الله هذا الصدر يحكي عن قوم همج رعاع يقبلون بما يصدر إليهم من السلع ولا يهمهم إن كانت صالحة أم تالفة، بل إنهم يشددون على قبول السلع التالفة التي تصدرها لهم منذ عهود قديمة آيات وبابوات قم وخرسان والنجف وهم لن يكونوا في حاجة إلى أن يثبت لهم المهدي شخصيته لأنهم قد رتبوا لهذا الأمر ودبروه، وجعلوا عقول الأتباع مهيئة لقبول هذه الكذبة العظيمة والتي خرجت لهم في ثوب عشيب حتى ينخدع هؤلاء الجهلة وبرغم أنف من علم خلاف عقيدتهم لأنه قد صار من أتباع ملتهم فلا يحق له الخروج أو التصابي عنهم وإلا كان جزاؤه القتل والتصفية.
ويقول فيلسوف الشيعة في الوقت المعاصر: "إن سائر المخلصين الممحصين ويعني بهم الشيعة الخلص أصحاب العروش والكروش الذين بمكة سيبادرون إلى بيعة المهدي الذي ينتظرونه بفارغ الصبر.
وهذا المهدي الذي يبادر قادة الشيعة إلى بيعته بين الركن والمقام بعد أن يكونوا قد رتبوا هذا الأمر معه قبل ذلك لا يذكر للناس من أول وهلة حقيقة أمره وأنه قد جاء للناس بدين جديد وأمر جديد وقرآن جديد وسيف وناصر وحديد وإنما يخفي ذلك حتى يبدي ويعيد ويتم له السيطرة على الأمور ويحصل عند الناس من الافتار في أمر دينهم وبعض الضمور ويلجؤون لشرب النبيذ وما طاب من الخمور فبعدها يعلن المهدي عن الأمور التي جاء بها على حين غرة ويعمل ما جاء به وما خطط له من قبل أسياده، إن المهدي يبايع أصحابه على الكتاب والسلطان الهيمنة والأمر الجديد، فالكتاب الجديد والأمر الجديد لا يذكره المهدي بصراحة ليكون مجهول المعنى للجمهور، وكلمة الجمهور في اصطلاح الشيعة تعني أهل السنة والجماعة، أي أن المهدي سيقدم نفسه على أنه ابن الرسول ومن آل البيت لا من الشيعة الروافض وهو يخفي كل ما جاء به من إجرام وسفك للدماء، وتبديل لشريعة رب العالمين بشريعة مداري وشريعة الغاب، وتبديل للقرآن الكريم بقرآن البشر وذلك حتى يخدع المغفلون من أهل السنة والجماعة ويقومون جاهلين ببيعته ظانين أنه مهدي حقاً لإصلاح الدين والحال أنه وثني رافضي خبيث جاء ليهدم الكعبة وينقل حجرها الأسود إلى الكفوفة مثل ما فعلها أسياده في أيام البويهيين، ويهدم مسجد الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم ويقتل المسلمين الا رافضة.
ويهدم مساجد أهل السنة ويقتلهم فيها مع خرق مصاحفهم وسيصالح أخوانه وبين عمومته اليهود والنصارى الذين يسيرون معهم بالإحسان والملاطفة والملايين والمداهنة، وسيستأصل بشأفة العرب جميعاً بدءً بقريش قبيلة الرسول وانتهاءً بآخر عربي يعيش جاهلاً سادراً محسناً الظن بما يبيت له هؤلاء الشيعة الرافضة.