علي منصور مقراط
يعرف في أنصع صفحات التاريخ المعاصر تاريخ يافع المشرق أرضاً وإنساناً باعتبارها سر وحمير فيما وصفها فخامة الرئيس علي عبدالله صالح ب "شوكة الميزان" في المعادلة الوطنية، أي أن يافع رقماً صعباً قدمت فعلاً عظيماً في المواقف والإباء والتضحيات في سفر نضال شعبنا حتى قيام الثورة والاستقلال وتحقيق الوحدة والدفاع عنها وليس أنا بصدد تقديم التفاصيل عن تاريخ يافع وأسماء طلائع رجالاتها من الشهداء والمشائخ والقادة كون كل اليمنيين والمهتمين بالتاريخ والمعارف يعرفون ذلك، وأرى أنه من الأجدر تناول معاناة وواقع يافع اليوم التي تتكون من "8" مديريات مقسمة إدارياً على محافظتي لحج وأبين وليعذرني الجميع إن أكثرت التركيز على قضايا مديريات يافع السفلى م/ أبين كونها تمر بظروف استثنائية خطيرة وحياة أبنائها صعبة وزاد التداعيات الأمنية التي حولت الحياة فيها إلى جحيم وقلق وبؤس شديد.
حقيقة أنني أكتب هذه التناولة الصحفية عن يافع في الوقت الذي تداعى فيه مشائخ يافع وواجهتها الاجتماعية والمسؤولون من أبنائها لعقد لقاء حاشد لحسم واحدة من أصعب المشاكل في منطقة تلب بين قبيلتي ال فليس وال بن حسن والتي راح ضحيتها "4" قتلى وزاد مصابين وأموال طائلة ومع أن المعالجة والأحكام تأخرت إلا أن القضية أخذت وقتها الطبيعي، لكن الملاحظ ما يعانيه أبناء مديريات يافع السفلى م/ أبين وهي خنفر ورصد في نزوح السكان من مناطقهم إلى المدن لعدم قدرتهم على شراء المياه التي يصل قيمة الوايت فيها إلى "35" ألف ريال بعد أن جفت الآبار، ومع أن مشروع طريق باتيس رصد الذي دشن العمل فيه مؤخراً قد أعاد التفاؤل والأمل في النفوس كونه الأمل الوحيد لإخراج المنطقة من العزلة والانعلاق والتخلف التنموي إلا أن هذا المشروع الحلم الذي صار حقيقة يواجه مشكلات وعراقيل قد تعصف بانطلاقته القوية بمؤسسة الطرق بقيادة المدير م. عبدالجبار عباس بعد أن أصبحت سيارات وآليات المشروع عرضة وهدفاً لقطاع الطرق على الخط العام جعار الحصن باتيس وسبق وأن اختطفت العصابات المحترفة بسرقة السيارات في جعار سيارة جديدة للمشروع كانت بحوزة المستشار الفني للطريق أردني الجنسية بعدما أنزلته منها بقوة السلاح وحسب المعلومات أن السيارة بيعت بثمن بخس بمحافظة البيضاء وتكرر المشهد ذاته باختطاف سيارة مماثلة للمشروع وبعد تحرك المشائخ وإرادتهم وإصرارهم على إعادة السيارة بعد مطاردة ومحاصرة الخاطفين لأيام في جبال يافع أعيدت السيارة بعد مواجهات وضغوطات شديدة.
* لكن المؤسف أن أيادي النهب والاختطاف ينتمون معظمهم إلى مناطق يافع من جعار إلى رصد وسرار ويهر والعسكرية وهنا الأمر الفاضح والمخجل أن رجال يافع الشرفاء الصابرين على عيشهم الكريم في الجبال ومواطن الاغتراب يأتي من طينتهم عصابات سرقة محترفة ومنظمة دون مبررات تستحق هذا الانحراف والسلوك المشين، لكن في يافع التي تعتبر جعار إحداها والأرجح عاصمة السلطنة اليافعية آنذاك كثرت المشاكل فيها وارتكبت أشنع جرائم القتل والتفجيرات والنهب والتقطع ومشائخ وأعيان يافع يتفرجون بسلبية وحتى تحركهم ولقاءاتهم الأخيرة بالمحافظ والمسؤولين اعتبرها شخصياً تحركاً شكلياً وظاهرة صوتية ويتهربون من الفعل الملموس مع أنهم يدركون أن الخطر قادم إليهم حتى مصانع الأسمنت لم تسلم من التهديد والملاحظ حتى المسؤولين بالمديريات يعملون بعقلية التآمر ضد بعضهم وهذا ما هيأ الظروف للآخرين لتهميشهم والاستمرار في الإقصاء من الوظيفة بعد أن كان قد بدأ المحافظ يغير ذلك الظلم الذي دفع ثمنه أبناء يافع وخيرة كوادرها منذ حرب الدفاع عن الوحدة صيف 94م.
* الحاصل أنني خجلت وأنا ألاحظ بالأمس مدير مكتب الصحة م/ أبين د. سالم ناصر يصدر قراراً بتعيين مديراً لمكتب الصحة لمديرية رصد يافع لا يمتلك مؤهلاً إطلاقاً في العمل الصحي أو أدنى شهادة يعني صفر على الشمال.
الدكتور/ سالم المدير الإخصائي الذكي وهو يدرك أن قرار غير مدروس كهذا سيحسب عليه يوماً ما يبرز مبرر توصية الهيئة الإدارية لمحلي المحافظة ويا للهول هذه الفوضى والعبث التي تحدث ونحن نمضي في برنامج الإصلاحات ولأن يافع ضحية فمدير الصحة بمديرية سباح بنفس الحال، لكن الراجح أن العلة بين أبناء يافع أنفسهم الذين لا يتفقون لا على الخير ولا على الشر ويجهلون المخاطر التي تحيط بهم، ولكم أن تتصوروا أن هذا الحال الذي لا يحتمل ولا يقبل السكوت، لكنهم منشغلون في الكلام عن معاناتهم بالمقايل وزاد باصوات مرتفعة وبتشنج. . للأسف لا يلاحظون أن سرار بدون مدير عام وإن تواجد المدير بمكتبه لأيام فهو يتميز بإثارة المشاكل وتعطيل القضايا، أما مدير مكتب التربية والتعليم بمديرية رصد فقد نجح بتعميم الجهل بعد أن أغلقت كثير من المدارس بسبب أن المعلمين مقربين خارج الوطن وهمه الحصاد المخجل للملايين نهاية كل شهر هي مرتبات المعلمين بالخارج بينهم أقرباؤه وزاد السطو على مخصصات التغذية للقسم الداخلي وفوق هذا تطاول على خصم من مرتبات كوادر تحمل شهادات عليا بجامعة عدن ومع أنه شيخ وانتقل من حزب الإصلاح للأخوان المسلمين إلى المؤتمرمؤخراً فإنه يتفاخر بهكذا فيد وفساد فاضح وتعميم الجهل والفشل لأبناءنا في تربية رصد واللافت بمراوقغته وتوزيع جزء من هذا الفتات لضعاف النفوس يتطلع إلى ترتيب وضع أعلى متناسياً أنه عمل ضد الدولة في عملية القيد والتسجيل.
ختاماً إن مديريات يافع السفلى تحتاج إلى صحوة ضمير أبنائها الشرفاء ليلتفوا حول بعضهم ونبذ المتخاذلين من بينهم ويشكلوا اصطفاف التخاطب مع الدولة من المحافظ إلى الرئيس ونائبه بمعالجة الاختلالات الأمنية وترتيب أوضاع الكوادر الشريفة والحفاظ على مشاريع الأسمنت ومشروع طريق باتيس رصد بالحماية وطرح الاحتياجات من المشاريع الخدمية والانمائية والمعذرة وللموضوع بقية والله على ما نقوله شهيد.