يحيى صالح القطاع
ونحن الآن نعيش عصر العلم والتقدم التكنولوجي والمعلوماتي ونسعى لمستقبل زاهر طالما حلمنا به، وبعد أن خطونا خطوات جيدة نحو التقدم ومواكبة العصر، إلا أن هناك ما يعكر صفو المجتمع ويصيبه بالإحباط وللأسف الشديد إن من يصيب المجتمع بالإحباط ينتمون إلى فئة المثقفين، هكذا يظنون أنفسهم، أما حقيقتهم فهم عكس ذلك تماماً؛ لأن من يدعو إلى الفرقة والشتات ويؤيد الأطراف المتنازعة سياسياً في وطن الوحدة وطن الثاني والعشرين من مايو المجيد، ويحاول أن يثير طرفاً على آخر وأيضاً يسعى لتضليل الرأي العام بأساليب مخادعة تضر بالوطن والمواطنين مثل هؤلاء ليسوا مثقفين ولا يملكون أبسط المؤهلات الأخلاقية حتى يستحقون تسمية مثقف؛ لأن المثقف هو من تكون الأخلاق شعاره وحب الوطن واستقرار الشعب غايته، فسلامة الوطن واستقرار الشعب لا تأتي بدعوى التفرقة والشتات، حب الوطن لا يتضمن الخيانة والعداء وجلب الدمار له، الوطن في أمس الحاجة إلى تضافر الجهود والعمل يداً واحدة على سلامته والحفاظ عليه والمضي به قدماً، ومن أجل ذلك يجب علينا أن نخدم هذا الوطن بكل أمانة ومسؤولية وألا نجعله عرضة لأطماع الحاقدين الذين يعملون بضمير هزيل بل ميت ويسعون للنيل منه ومن مقدراته الخالدة، ويجب علينا أيضاً أن نحذر الأفكار المسمومة التي يأتي بها من يدعون أنهم مثقفون ويعرفون أين تكمن مصلحة الوطن، وكذلك على كل مسؤول في هذا الوطن أن يقدر المسؤولية التي ألقيت على عاتقه وأن لا يجعل من تصرفاته ومعاملته مع من يتحمل مسؤوليتهم ثغرة يستغلها الآخرون ليصبوا جام غضبهم عليه وعلى من استأمنه على المنصب الذي هو فيه، الوطن أغلى بكثير من الأطماع والمصالح الشخصية الزائفة.