;

المتغيرات والتحديات والاستجابات 790

2009-03-21 04:55:24

بقلم :ممدوح طه

عوامل دولية وإقليمية ثلاث ساهمت في صنع مشاهد جديدة تضع المنطقة العربية والإسلامية وفي القلب منها القضية الفلسطينية على بداية مشهد جديد وفي مواجهة تحدى صهيوني جديد هو انقلاب الحكومة الإسرائيلية الجديدة على عملية السلام القديمة.

أولها: التغيير الأميركي بزوال إدارة «بوش» القديمة وسقوط سياساتها العقيمة، وصعود إدارة «أوباما» الجديدة بفكرها الجديد وبمراجعاتها الذكية للسياسات الأميركية الغبية تجاه المنطقة العربية والإسلامية، خصوصاً تجاه دول مناهضة للمشروع الأميركي الصهيوني مثل سوريا وإيران، وقوى ديمقراطية مقاومة لهذا المشروع، ثبت للجميع أنه لا يمكن عزلها ولا تجاهلها مثل حركة «حماس» في فلسطين و«حزب الله» في لبنان»، ولا سبيل إلا الحوار معها والتعاطي إيجابياً مع مطالبها، بعدما ثبت فشل الحرب ضدها، وعدم جدوى حصارها أو الإطاحة بها، أو في كسر إرادتها أو تغيير سياستها.

وثانيها: التحدي الصهيوني بحكومة اليمين الإسرائيلية بقيادة «نتانياهو» المتطرف و«ليبرمان» الفاشي، بالائتلاف «مع الأحزاب الدينية المتعصبة، نتيجة نمو نزعات التطرف السياسي والديني والعنصرية الصهيونية بسبب حالة القلق الوجودي على مستقبل الكيان الصهيوني، والشعور بعدم الأمن مع تآكل قوة الردع الإسرائيلية، ومع فشل كل أسلحة القوة العسكرية في فرض الاستسلام على المقاومين الفلسطينيين واللبنانيين بشروط السلام الإسرائيلية.

وثالثها: الإدراك الواضح لجميع محاور الانقسامات الوطنية والعربية، ان الخطر الصهيوني هو الرئيسي بالنسبة للجميع وان الحكومة اليمينية الجديدة تصيب المفاوضين بأكثر مما تصيب المقاومين، وأنه لا سبيل لطرف فلسطيني أن يلغى آخر، ولا سبيل لدولة عربية أن تفرض سياستها على أخرى، خصوصاً مع تغير السياسة الأميركية في المنطقة نحو الحوار مع المناهضين لها سابقاً.

هذه العوامل كلها فتحت الطريق لمراجعات عربية وأوروبية وتبدلات إقليمية بدأت تؤثر إيجابياً على الملفات العربية الأخرى وفي مقدمتها القضية الفلسطينية. عربياً.. بدا المشهد اللافت في «الرياض» هو لقاء القمة السعودي المصري السوري بهدف وضع حد للخلافات والانقسامات السياسية بين العواصم الثلاث والتي قسمت العرب إلى فريقين متنازعين.. بالإضافة إلى فتح الطريق المقطوع ما بين «طهران» و«الرياض» بزيارة وزير الخارجية الإيراني للسعودية، وما كان لمثل هذا اللقاء ولا لهذه الزيارة أن تتم لولا العوامل الثلاث السابقة.

أوروبياً.. بدا المشهد اللافت في «دمشق» هو لقاء الوفد البرلماني البريطاني مع قيادات المقاومة الفلسطينية وفي مقدمتهم «خالد مشعل» رئيس حركة «المقاومة الإسلامية»، وتأكيد الوفد لشرعية «حماس» كحركة منتخبة ديمقراطياً من الشعب الفلسطيني، تزامناً مع الإعلان البريطاني الرسمي عن التوجه لحوار مع «حزب الله» في لبنان، فيما طالبت مجموعة من السياسيين والبرلمانيين الأميركيين الرئيس «أوباما» بالحوار مع حماس وحزب الله سعياً لتحقيق السلام.

وفلسطينياً.. بدا المشهد اللافت في «القاهرة» هو لقاء الحوار الوطني الفلسطيني إلى الأمام، وسيراً إيجابياً في اتجاه إنهاء الانقسام والاختلاف، في مواجهة الائتلاف اليميني الصهيوني المتطرف لحكومة «نتانياهو» وليبرمان الذي يشكل تحدياً صهيونياً جديداً للعرب والفلسطينيين معاً في ظرف أكثر إيجابية للفلسطينيين وسلبية للإسرائيليين، مع التحفظات الأميركية والأوروبية على هذه الحكومة الفاشية التي انقلبت على ما كان يسمى بعملية السلام.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد