هل من المعقول أن لا نهتم بقضايانا العربية إلا في حالة الأزمات واحتدام الصراع وقد أصبح إخواننا العرب والمسلمون في فلسطين والعراق والصومال وأفغانستان وغيرها من الأماكن يعلنون صرخات الاستغاثة والاستجداء التي لا تعطي أي نتيجة بسبب الركود الأخلاقي الذي أصاب القيم والعادات العربية؟ إلى حد الآن غزة الجريحة لا زالت تشكو الحصار ولا زال أبناؤها الأبطال عرضة للقتل والاعتقال اللامشروع في ظل رئاسة فلسطينية تتخلى دائماً عن قضية غزة وما تمر به، وكل ذلك بسبب الإذعان الشديد الذي توليه الرئاسة الفلسطينية بقيادة أبو مازن للدولة الصهيونية الظالمة المستحدثة، وما يدعو للعجب والازدراء الإعلام العربي بمختلف أشكاله، والذي سرعان ما تناسى غزة الحبيبة وأسدل ستار العتمة عليها ليمارس المحتل والعملاء سياساتهم الإجرامية لمواصلة اعتداءاتهم الحمقاء وحصارهم الظالم، فيا ترى أي زمن نحن نعيشه؟ وأي ذل وهوان أصاب العرب أحفاد الفاتحين الأبطال؟ هل من العروبة بل هل من الإسلام أن نتخلى إعلامياً عما تمر به الحبيبة غزة وغيرها من بلدان العالم العربي والإسلامي والتي ما زالت أراضيها تئن وتشتكي ظلم العملاء وجور المحتلين؟ ولكن يبدو أن هذه البلدان العربية والإسلامية تستغيث بأصنام لا تنفع بل تلحق الضرر بمن يستغيث بها، هذا هو حال العرب اليوم وهذه البلدان من غزة إلى غيرها من أوطان العرب والمسلمين عندما تستغيث فما ذلك إلا سبباً وطلباً للنصرة حسبما أمر به المولى عز وجل، أما في حقيقة الأمر فغزة ومن مثلها لا تلتجئ إلا إلى الله العظيم ومثلما نصرها الله في أصعب الأوقات واللحظات سينصرها وسينصر الإسلام في كل مكان، لكن وبعد أن عجزنا عن نصرة إخواننا في غزة أثناء نكبتها وإلى الآن، أمن الإسلام والعروبة أن نتخلى عن قضايانا العربية إعلامياً؟ فأنا أظن أن هذه أسهل طريقة للوقوف مع غزة وأبناءها تجاه ما تمر به من ظلم وتعسف واختراق داخلي متطفل ما زال مصراً على النيل من غزة وأبناءها، الوفاق الفلسطيني يشكو العملاء الذين يسعون لإنجازه وفق شروط لا تخدم القضية الفلسطينية بشيء، أيها العرب يا أحفاد صلاح الدين أفيقوا قليلاً قليلاً فقط فقد ربما ذلك يقود إلى نوع من النخوة العربية التي افتقدتها أغلب وسائل إعلامنا العربي، نحن عندما نحمل الإعلام مسؤولية قضايانا العربية والمجتمعية فذلك لأنه قوة لا يستهان بها يمكن أن يقود إلى ما نطمح إليه.
2009-03-21 04:57:48
