سراج الدين اليماني
عادة ما تترافق عمليات الاعتداءات الإيرانية على الجزر الإماراتية الثلاث المعلنة وغيرها التي لم يعلن عنها مع تبريرات علنية سافرة يعدلها سيناريوهات بليل من قبل الدولة الإيرانية لإخفاء حقيقة نواياها العدوانية الشريرة وهذا ما تفعله إيران عندما كانت تطالب بالجزر وحين احتلالها لها فقد استندت ببادى ذي بدء إلى وثيقتين بريطانيتين هما:
1- خارطة فارس التي أعدها اللورد كيرزون وهذه الخارطة ليست رسمية عام 1887م والتي ثبت فيها ألوان الجزر الأربع "صري أبو موسى، طنب الكبرى، طنب الصغرى" بنفس لون بلاد فارس".
فهذه هي حيل وألاعيب الفرس منذ القدم مع وجود عقول جبارة وقلوب عباقرة يعون ما يكتبون أو يسمعون أو يرسمون أو يخططون وعدم وجود إملاءات وضغوطات على التسليم بالخطأ، فكيف بنا اليوم وقد أحكمت الضغوط على أصحاب الحق وجعلتهم يتنازلون ببعض الحقوق لإرضاء أصحاب السيادة والهيمنة والعنجهية.
2- خارطة فارس التي أعدتها مديرية مساحة الهند عام 1897م والتي ثبتت الجزر بنفس الألوان المذكورة في الخارطة الأولى.
ورغم أن بريطانيا اعتبرت أن ما جاء في تلك الخريطتين خطأ غير مقصود ويؤسف له إلا أن إيران تمسكت بهما لأنها لم تكن تملك أية وثائق أخرى منطقية وقانونية تدعم مطالبها التوسعية ترى ما هي الأسباب التي جعلت طهران تتمسك بذلك؟!
إن الأسباب التي أرتأتها إيران موجبة للاحتلال هي أسباب اقتصادية وسياسية، وبالتالي ركزت كل اهتماماتها على أبي موسى قبل غيرها من الجزر التي أرتأت أنها فيها مصالح كبيرة لها فيها لماذا؟ لأنها طمعت في استغلال الأكسيد الأحمر فيها حيث منحت إيران امتياز استغلاله في جزيرة هرمز إلى أحد الأثرياء ألا وهو المدعو معين التجار والذي كان له نفوذ قوي على الحكومة الإيرانية، ولما أراد أن يمد نفوذه إلى جزيرة أبي موسى قام بتحريض الحكومة الإيرانية على المطالبة بها ورفع قضيتها إلى أروقة عصبة الأمم الصهيونية مع دعوى إيران بمملكة البحرين الشقيقه وهنا نرى تأثير البرجوازية الإيرانية في مجريات الأحداري في المنطقة وحول الأسباب الأمنية.
قال الشيخ راشد حاكم دبي في لقاء له مع السير وليم لوس عن مخاوفه من الأطماع الإيرانية ويسأل لوس عن موقف بريطانيا إذا ما احتلت إيران الجزر حيث يقول الإيرانيون والكلام هنا للشيخ راشد: لقد تساهلنا معكم في قضية مملكة البحرين، فلماذا لا تتساهلون معنا في قضية الجزر؟ إنها جزر غير مسكونة وليست لها أي قيمة إلا القيمة الإستراتيجية ونحن أي الإيرانيون نريد أن نحمي الخليج من الأخطار الزاحفة عليه من الخارج الأخطار: الروسية والصينية واليسارية وهذه الأخطار لا تهدد إيران فحسب، بل تهدد المنطقة كلها.
وأنتم غير قادرين على هذه الاستفادة من أهمية هذه الجزر الإستراتيجية فلماذا لا تسمحون لنا باستعمالها عسكرياً لحماية أنفسنا وأنفسكم؟ الخطر علينا واحد ومصيرنا واحد.
انظر كتاب "رصاصتان في الخليج" لسليم اللوزي.
فيا سبحان الله ما أسهل الحجج والأعذار على ألسنة هؤلاء الذين لا يرعوون حق الجوار ولا يعرفون عظمة حق الجار، فيا لله العجب من قوم بهت والإفك والزور والبهتان على ألسنتهم، وإلا فما دخلهم في أراضي إخواننا أهل الخليج وعلى وجه الخصوص الإمارات ومملكة البحرين عندما يتطاولون عليهم في كل احتفال بأعياد النيروز أو الأعياد الوطنية للدولتين المشار إليهما سابقاً.
والواقع أن هكذا تصريحات تبين لنا هشاشة مزاعم طهران في مطالبتها بالجزر الإماراتية فلو كانت صاحبة حق فعلاً لما اضطرت للجوء إلى هذا الأسلوب التوسلي الانحطاطي الانهزامي بل كانت عمدت إلى الاكتفاء بتقديم الوثائق والأسانيد القانونية، وهذا ما لم يكن بملكها كذلك يتشدق الإيرانيون عن الأخطار الخارجية ونحن بدورنا نسأل: هل فعلاً أن هذه الأخطار جاءتنا فقط من روسيا والصين واليسار؟ ثم ألم تكن طهران أول المتعاملين مع الروس؟ أليست هي من يملك صواريخ صينية الصنع موجهة نحو الضفة الغربية من الخليج؟ أما اليسار فلم يكن له أي منفذ في الدول العربية الخليجية باستثناء العراق التي كانت تشكل اكبر قوة عسكرية في مواجهة إيران وبالتالي فإن إيران تآمرت عليه مع الحلف الصليبي ودمرت القوة العراقية الواقية للعرب والمسلمين، وإيران لم تكن خائفة من الأخطار المزعومة السالفة الذكر، بل من إحكام العرب قبضتها وسيطرتها على منطقة الخليج مما يكبح جماح أطماعها الفارسية التوسعية وضمن نفس التوجه علل شاه إيران احتلاله لجزيرة أبي موسى بالحاجة إلى منع القوى المعادية من دخول الخليج ومنع الإرهابيين من محاولة عرقلة الملاحة في الخليج عن طريق إغلاق مضيق هرمز، ولكن كما أشار ضباط من الجيوش المختلفة بإمكان مركبين صغيرتين أن يزرعا الألغام في المضيق تحت جنح الظلام دون أن تتمكن القوات المرابطة في الجزر من عمل أي شيء ضد هذا العمل.
انظر: "الخليج" (ص64" لجون بولوك.
وهذا ما يثبت أن أهداف إيران المعلنة من احتلال الجزر مغايرة لأهدافها الحقيقية الكامنة.
هذه نماذج من الحجج الواهية التي هي أوهى من بيت العنكبوت التي قدمتها إيران تبرر احتلالها للجزر لكن هذه الحجج المعلنة في رأي الإماراتيين غير مبررة وتخفي وراءها أسباباً ضمنية أشد خطورة، فجزيرة أبي موسى مثلاً ليست بذات أهمية عسكرية بالنسبة للإيرانيين بحجة أنها تشرف على مضيق هرمز، فمدينة بندر عباس الساحلية الإيرانية أو جزيرة قشمر أو جزيرة صري التي تحتلها إيران تشرف على المضيق ربما أكثر من أبي موسى.
فأنتم ترون حججاً لا تمت للحقيقة بأي صلة، والواقع يكذب تلك الحجج والمزاعم ويبددها لأن وراء الأكمة ما وراءها.
فالواقع يثبت أن طهران تريد أن تمدد نفوذها في العالم الذي رسمتها في خريطتها لنشر عقائدها الفارسية ومذهبها الكسروي الشيعي ليس إلا وسوف نتابع فيما سيأتي طرح الحقائق عن هؤلاء الذين يدعون ما ليس لهم فيه حق أبداً.
Serag Aldeen - 2009 @ yahoo. com