;

المهزلة الدولية 792

2009-03-22 05:12:10

غالب حسن البحري

ماذا يريد العرب والمسلمون بعد صدور حكم المهزلة الدولية ضد الرئيس السوداني الذي جاء مؤكداً للتحدي الذي يواجه حكام العرب والمسلمون وهم غارقون في وهم العدالة الدولية ويراهنون عليها في تحقيق استقلالهم وانتزاع حقوقهم المغتصبة من قبل اليهود الذين يستبيحون الدم العربي الفلسطيني من عام 1948م وحتى الآن والأمة العربية تواجه مجزرة بعد أخرى من مجزرة دير ياسين وجنين وقانا الأولى والثانية وغيرها من المجازر حتى آخر مجزرة في غزة والعالم جميعاً شهود عليها أولأً بأول ومن خلال القنوات الفضائية التي جعلت العالم يعيش الحرب دقيقة بعد أخرى ويشاهد مختلف الأسلحة البرية والبحرية والجوية وهي تحاصر قطاع غزة وتسقط عليه آلاف الأطنان من الذخائر القاتلة والمحرمة دولياً والتي ذهب ضحيتها أكثر من "1400" وخمسة آلاف جريح معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ الأبرياء، وقبلها المجازر التي ارتكبها الجيش الأميركي في غزوه للعراق وأفغانستان بحجة محاربة الإرهاب، والعرب والمسلمون ما زالوا يراهنون على العدالة الدولية لإنصافهم من أعدائهم فأين المحكمة الدولية والعدالة الدولية من هذه الجرائم؟ وأين حقوق الإنسان التي يتغنى بها الغرب؟

أكثر من ستين عاماً والعرب في حالة حرب مع دولة الكيان الصهيوني المدعومة من الدول الغربية وأميركا المؤسسين لدولة الكيان الصهيوني والمدافعين عن جرائمها في جميع المحافل الدولية ويريد العرب منهم العدل والإنصاف، لقد ضحكوا على العرب طويلاً وهم يمارسون الوعود الكاذبة في المفاوضات لمعالجة مشاكل العرب وعقد الاتفاقيات العلنية والسرية وإصدار القرارات الدولية الغير ملزمة لدولة اليهود والملزمة لحكام العرب المتمسكين بوهم العدالة الدولية التي أثبتت وبما لا يدع مجالاً للشك إنها ضد الإرادة العربية المستقلة وضد الأنظمة العربية الخارجة عن سياسة الغرب الاستعمارية وفقاً لمبدأ النظام الدولي الجديد إن لم تكن معنا فأنت ضدنا.

لقد أجتمع مجلس وزراء الخارجية العرب في مقر الجامعة العربية لمواجهة آثار القرار على السودان وكيف يمكن التعامل معه، وبعد اجتماع طويل وحالة استنفار خرج المجتمعون بفكرة توجيه مذكرة لمجلس الأمن بتأجيل تنفيذ القرار ولم يفكروا بمقاطعة القرار ورفضه وعدم تنفيذه، وهذا الموقف السلبي للجامعة العربية والذي لا يعبر عن الحد الأدنى لكرامة الأمة أدى إلى الاستغراب عن موقف الحكام العرب من هذا القرار الذي كان يفترض مواجهته بقرار رفض وعدم تعامل مع قرار المحكمة، ولكن يبدو أن الزعماء العرب لا يريدون استفزاز المحكمة لأنهم مدانون ولكل واحد منهم ملف معد للنشر، وهذا هو سر خوفهم لأنهم أذلوا أنفسهم فأذلهم الله ورضوا بأن يكونوا أداة طيعة في يد أعداء الأمة وخالفوا أوامر الله وتحذيره من الارتهان إلى الأعداء والاتكال عليهم، وما عليكم أيها الزعماء إلا الانتظار لحكم الله سواء من محكمة العدل الدولية أو من السماء وأن الله يمهل ولا يهمل وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون، وسبحان الله على أحفاد أمة محمد الذين أضاعوا الدين فضلوا الطريق وتكالبت عليهم الأمم والله المستعان على مستقبل الأمة من بعد هؤلاء الزعماء الذين سيذهبون إلى مزبلة التاريخ، وما علينا كشعوب أمام هذا العجز والضعف العربي إلا الانتظار لحكم الله، وأن غداً لناظره لقريب.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد