عصام المطري
تبرز الأهمية البالغة للحوار السياسي الوطني في كونه يعمق أواصر الإخاء والتقارب في العمل السياسي الواحد، ويمهد الطريق نحو تألق حقيقي جوهري يستمد أصالته من روح تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف، فالحوار السياسي الوطني طريق لانبلاج مختلف الأزمات الحياتية الهامة، وهو طريق الوحدويين الذين لا يبخلون على هذا الوطن بالغالي والنفيس في مستوى السياسة.
* لقد قطع اليمن شوطاً لا بأس به في مضمار السياسة وهو اليوم يتأهب لبذل الرخيص والغالي من أجل زعزعة عروش الديكتاتورية وتحقيق الشراكة السياسية التي فيها جميع المطبات الحيوية الهامة ولن يتأتى ذلك إلا من خلال الحوار السياسي الوطني المسؤول فهو قاعدة تنبنى عليها كافة الأسطح السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها الكثير.
* ولئن كان الحوار السياسي الوطني المسؤول مفردة من مفردات التنمية والنهوض الشامل فإن ذلك يستدعي المزيد لخلق أجواء ومناخات مشجعة على الحوار السياسي الوطني المسؤول بين مختلف القوى والأحزاب السياسية العاملة في الساحة الوطنية، وقد كان استئناف الحوار السياسي الوطني المسؤول بين المؤتمر الشعبي العام وأحزاب اللقاء المشترك خطوة جيدة في طريق الإصلاح السياسي الشامل، ودعامة أكيدة من دعامات الرقي والتطلع إلى الأفضل فنحن لسنا بحاجة إلى الخصام والقطيعة السياسية إنما نريد وحدة حقيقية جوهرية تأخذ بالعقول والألباب من خلال التفاهم السياسي والتحاب والود الوطني فقضيتنا معروفة هي قضية الأمن والسلم الاجتماعي في ربوع الوطن ولا شك أن الحوار السياسي الوطني سيعمل على تعزيز مناخات الأمن والسلم الاجتماعي وسوف يحقق مزيداً من الانبلاج وتحقيق أحلام الأمة اليمنية الواحدة.
* وإذا كان الحوار السياسي الوطني مقدمة أكيدة للبناء والإعمار الوطني الراشد فإن ذلك يتطلب رص الصفوف وبذل المستحيل والممكن من أجل وطن خالٍ من القطيعة السياسية والفحش السياسي حيث يظهر ذلك بجلاء في أداء الأحزاب والتنظيمات السياسية العاملة في الساحة الوطنية فحاجتنا إلى الحوار السياسي الوطني الراشد شديدة، ونحن نطلبه كونه المخرج المناسب والسليم من كافة الأزمات السياسية.
* لقد قطع اللقاء المشترك مع حزب المؤتمر الشعبي العام شوطاً كبيراً في الحوار وأنجزوا ساحة كبيرة مترامية الأطراف من الوفاق والتوافق السياسي الوطني، ويسعون اليوم إلى استكمال حلقات الحوار المفقودة من أجل عزة اليمن ومجدها وسؤددها، فالأنظار اليوم مركزة على الحوار السياسي الوطني الراشد وما أنجز من حلقاته العديدة والكثيرة حيث نبارك هنا ما توصل إليه رفقاء العمل السياسي الوطني الواحد من ضرورة تجسيد الحوار السياسي الوطني الراشد من أجل السعادة المجتمعية الخالية من المنغصات والمكدرات السياسية وما أكثرها، فالمناخات مهيأة لخلق نوع كبير من الإلتحام الشعبي والجماهيري وإذكاء روح الإخاء والعمل بروح الفريق الواحد ضد الفساد المالي والإداري والأخلاقي من أجل نصرة الحق وأهله وتقديم نموذجاً راقياً عن الحياة السياسية في الوطن الواحد، فجميعنا متعطش لنيل كافة الحقوق على تراب هذا الوطن الطاهر الذي يئن تحت طائلة الفقر والمجاعة.
* إننا في أمس الحاجة إلى الحوار السياسي الوطني الراشد الذي يذيب الجليد بين القوى والأحزاب والتنظيمات السياسية العاملة في الساحة الوطنية علماً بأننا لا نستطيع استثناء أحد من هذا الحوار فالحوار لجميع الأحزاب والقوى السياسية والاجتماعية يجب أن يشارك فيه الصغير والكبير على حدٍ سواء فمصلحتنا تكمن في الحوار والحاجة إليه ماسة ذلك لأنه دعامة من دعامات الوطن الواحد، وهو ساحة نظيفة لنشوء العديد من التقاليد السياسية على وجه هذه البسيطة الدولية والعالمية فكلنا مع الحوار وكلنا ننشد الحوار السياسي الوطني الراشد الهادئ الذي يخرج الوطن من العديد من أزماته وما أكثرها، فما علينا إلا رعاية الحوار والدعاء والتضرع إلى الله عز وجل بأن يأتي هذا الحوار بثماره المرجوة المظره.