;

الهروب من الفشل إلى الفشل 826

2009-03-23 03:49:53

بقلو/ ممدوح طه

سيثبت في المستقبل في هذه المنطقة من العالم ما ثبت في الماضي من ثوابت مبدئية تحكم حركة التاريخ يفشل من يعاديها وينجح من يواليها، وهى أنه لا حل لأي صراع ولا أمن لطرف على حساب آخر يمكن تحقيقه اعتماداً على القوة العسكرية بالحرب أو السياسية بالتفاوض، بالمجافاة لثوابت الحق والعدل، ولا سلام يمكن فرضه أو تحقيقه أو استمراره بغير عودة الحق وبسيادة العدل.

وفرض الأمن بالقوة لا يفرض سلاماً ولا يحقق أمناً، والسلام في مقابل السلام مع الاحتلال على حساب الحقوق المشروعة كما تسعى لفرضه إسرائيل بالحرب مدعومة بأميركا بالسياسة، ليس سلاماً وإنما استسلاماً أو فرض مؤقت لأمر واقع بالقوة العسكرية، الحق مقابل السلام هو السلام الحقيقي، وهو السلام القائم على العدل المطلوب فلسطينياً وعربياً وإسلامياً.

فلقد فشلت أميركا في فرض تسويات سياسية على الفلسطينيين باسم السلام مرتين في عهد إدارتين مختلفتين، الأولى «ديمقراطية» حينما فشل «كلينتون» مع «أبو عمار» في «كامب ديفيد» الثانية بقوة رفض أبو عمار، والثانية «جمهورية» حينما فشل «بوش» مع «أبومازن» في «أنابوليس» بقوة رفض المقاومة، وفي الحالتين لأنه لم يكن سلاماً عادلاً، ولأن الوسيط لم يكن نزيهاً، بل منحازاً انحيازاً أعمى للمحتلين والمعتدين الصهاينة بفعل خلفيات أسطورية دينية، ومصالح استراتيجية سياسية.

كما فشلت إسرائيل في فرض الاستسلام بالقوة على الفلسطينيين والعرب مرتين على فريقين مختلفين، سواء على المقاومين أو حتى على المفاوضين، بل فشلت بالحرب المجنونة مرتين في عهد حكومة صهيونية واحدة هي حكومة «أولمرت» في فرض السلام أو جلب الأمن لأنه سلام لا يقوم على التسليم بالحق، بل فشلت فشلاً ذريعاً في استعادة أي من جنودها الأسرى لدى المقاومة العربية الإسلامية، الأولى في لبنان والثانية في غزة، هروباً من الفشل إلى مزيد من الفشل!

وإقدام الحكومة «غير المتطرفة» الآيلة إلى السقوط في إسرائيل على ارتكاب جريمة خطف جديدة لعشرين شخصية فلسطينية بينهم عشرة نواب من حركة حماس في الضفة الغربية كإجراء انتقامي لفشل «إيهود أولمرت» السياسي في أيامه الأخيرة في الحكم في إتمام صفقة تبادل الأسرى، هو أيضاً عدوان سياسي فاشل على الضفة بعد العدوان العسكري الفاشل على غزة، لن يستعيد الجندي الصهيوني الأسير بقدر ما يشكل جريمة أضافية تضاف إلى السجل الأسود للجرائم الصهيونية، بعد أن فشل في استعادة جندييه الأسيرين لدى «حزب الله» أحياء، بعد فشله في الحروب.

ولن تفلح الحكومة الصهيونية المتطرفة بالمغامرات الطائشة فيما فشلت فيه الحكومة «المعتدلة أو المعتلة» لا فرق، على عكس كل أسباب القلق لدى بعض الفلسطينيين على مستقبل القضية، وكل أسباب الخوف لدى بعض العرب على مستقبل المنطقة من تداعيات صعود حكومة فاشية عنصرية صهيونية قصيرة النظر برئاسة شخصية تفتقر للسياسة ومعادية للسلام بمواصفات «بنيامين نتانياهو»، وبوزير للخارجية يتوق للحرب ويفتقر للدبلوماسية بمواصفات «أفيجدور ليبرمان»، وبوزراء من أحزاب دينية يهودية عنصرية متعصبة.

فإن أغلب الظن وليس كل الظن إثم، أن مصيرها محفوف بالمخاطر على إسرائيل بقدر ما تحمله من مخاطر على المنطقة كلها، وإنها بجنون الحرب وبلطجة القوة لن تحصد سوى الفشل. <

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد