كروان عبد الهادي الشرجبي
أعجبني منظر بعض الشباب الذين رفضوا أن يكونوا أفراداً عاطلين عن العمل فبعض هؤلاء أصبح يعمل على سيارات أجرة وأيضاً سائقين للحافلات "الباصات" وتجد بعضاً منهم يعمل على إيصال طلبة للمدارس والجامعات وهذا منظر يدعو إلى الفخر لأن مثل هؤلاء يعرفون ويعون جيداً أن ظاهرة البطالة ظاهرة منتشرة في جميع المجتمعات وبدون استثناء فالدول الكبرى قبل الصغرى تشتكي أو تعاني من هذه المشكلة ومن هذا المنطلق رفضوا كشباب الخلود للراحة والنوم والاستسلام لأنها جميعاً لن تجلب إلا ضياع المستقبل.
فما أكثر المهن والحرف التي تجلب الكسب الحلال ولكن أين هم الشباب الذين يبحثون عن العمل وأين هم الذين يقبلون العمل بأي مهنة؟ قليلون فأنا أعرف شاباً درس حتى المرحلة الثانوية وتوقف لم يرد أن يواصل دراسته الجامعية على عكس أخته التي أكملت دراستها وعملت في شركة خاصة. وهو لم يكمل ولم يذهب للبحث عن أي عمل بل فضل المكوث في المنزل منتظراً أن تمطر عليه السماء مالاً. ولكن السماء لم تمطر له مالاً لذلك اتجه إلى شقيقته فقد كان دائماً ما يأخذ منها مالاً من أجل "القات" وكانت عندما ترفض أن تعطيه كان وسعها ضرباً ولأنها لم تستطع أن تتحمل ولم تستطع حتى أمها أن تدافع عنها فقد رضخت له وأصبحت تمده بالنقود التي يريدها .فهذا الشاب موجود فعلاً في منطقة الشيخ عثمان والكل يعرفه ويعرف حكايته فهذا الشاب نموذج سيء للشاب الكسول المعتمد على الغير في كسب رزقه فهو لم يكلف نفسه بالبحث عن أي مهنة أو حرفة ليكسب منها مالاً حلالاً بل انتظر أن تمطر له السماء نقوداً ولكن كيف ستمطر السماء نقوداً بدون السعي إلى طلب الرزق والعمل. وقد قال تعالى في كتابه الكريم "فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله" صدق الله العظيم . قال الله يحب اليد العاملة التي تكسب حلالاً دون طلب السؤال.
فخيراً للإنسان أن يعمل في أي مهنة أو حرفة، بدلاً من أن يسأل الناس أن يعطوه. فعلى شبابنا الابتعاد عن الكسل والعمل بالمهن والحرف الشريفة التي تكسبهم الزرق الحلال.<
KARAWAN2001@HOTMAIL.COM