محمد أمين الداهية
تعتبر الانترنت من أحدث أنواع التكنولوجيا التي جاءت مؤخراً واستطاعت أن تكتسح الساحة الإعلامية بكل جدارة، صحيح أنها لم تلغى دور وسائل الإعلام الأخرى إلا أنها تصدرت هذه الوسائل بكل جدارة، مجتمعات العالم وبالتحديد المجتمعات الغربية استغلت هذا النوع من التكنولوجيا ووضفت خدمة الانترنت لما يخدم مجتمعاتها وثقافاتها، وأيضاً وعبر هذه الوسيلة تعمل مافيا الأخلاق من الشركات الأجنبية على تدمير العادات والقيم والأخلاق العربية النبيلة وقبل هذا تهدف وبالدرجة الأولى إلى حرب طاحنة ضد الإسلام وتعاليمه ومبادئه السمحاء، وفعلاً إلى حد الآن استطاعت هذه المافيا أن تحقق جزءً لا يستهان به من مخططاتهم ضد الإسلام والمسلمين، إننا اليوم كمجتمعات عربية بحاجة ماسة إلى التصدي بكل جدارة لهذه الحرب الإعلامية التي وعبر الانترنت تخترق عادات وتعاليم الإسلام وكذلك تقاليدنا العربية، لقد استطاع مافيا الانترنت أن يجلبوا للبلدان العربية والمسلمة الدمار الأخلاقي والذي يقود إلى دمار أسري وبعد ذلك دمار مجتمعي، الآن أصبح الأطفال يستخدمون هذه التكنولوجيا ويتعمقون في استخدامها من أوسع الأبواب السلبية للأنترنت، فإذا كان أطفال العرب والمسلمين سينشأون في ظل أخلاق هزيلة مصحوبة بعقول ضعيفة صاغتها تكنولوجيا الانترنت بسبب الإهمال وعدم التوعية للطفل من قبل الأسرة والمدرسة، ومن الغريب أيضاً أن التوعية الإعلامية حول ظاهرة الأطفال والانترنت ضعيفة جداً جداً، أحياناً عندما أدخل محل إنترنت أتفاجأ بأطفال يقضون ساعات طويلة في الدردشة ومن منا لا يعلم ماذا يحدث في الدردشة، خطباء المساجد يشكون الدردشة وسلبياتها، ووسائل الإعلام والمدرسة غائبة تماماً عن تأدية دورها حول هذه الظاهرة، أما ما يحدث عبر الأيميل أو البريد الألكتروني فحدث ولا حرج، فكم من قصص مأساوية لشباب وفتيات كان سببها البريد الإلكتروني، ناهيك عن الاستخدام السلبي جداً لتكنولوجيا الانترنت في بعض المحلات التي تغلق أبوابها ليلاً لتوفر جواً مهيئاً للشباب يمكنهم من تصفح المواقع الإباحية بكل حرية، الحديث عن الانترنت طويل جداً ولكن ما يهمنا رغم إيجابية هذه التكنولوجيا التي أصبحت اليوم غاية في الأهمية هو أن مجتمعاتنا العربية تحتاج إلى حماية ووقاية وتعريف النشء بالانترنت وما يهدد تعاليم ديننا الإسلامي وعاداتنا وتقاليدنا.<
