كفى بنت محمد سليمان الشوكاني
رأينا فيما رأينا في سالف الأيام كيف أبانت طهران عن أنيابها بالنسبة لجيرانها بالقرب وللصاحب بالجنب عندما أجلبت على البحرين بخيلها ورجلها وصرحت فيما صرحت به من كلمات تدل على مكامن حقد فارسي على الأصل والجنس العربي والذي توصي به كتبهم في غابر الأزمان وليس من اليوم.
فصرحت على لسان على أكبر نائب رئيس تشخيص النظام أن البحرين هي محافظة إيرانية فارسية وأنها هي المحافظة الرابعة عشر وهذا والله ليس لسواد عيون البحارنة وإنما للاستيلاء على ثرواتهم ثم ستعلبهم ترمي بهم في البحر هذا إن علبتهم وإلا فإن الإيرانيين بخلاء على المال فإنهم سيرمون بالبحارنة البحر دون تعليب.
وكذلك تصريحهم بأنهم لن يتفاوضوا حول الجزر الثلاث "طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبي موسى" مع دولة الإمارات العربية الشقيقة لأنها تقول لا يحق لأي إيراني أن يتفاوض بخصوص هذه الجزر ويعدون التفاوض تنازلاً من قبل الإيرانين عن حقوقهم للإماراتيين فيا سبحان الله واعربوا عن رفضهم القاطع اللجوء إلى مائدة الحوار من أجل إثبات الحق الشرعي لامتلاكهم الجزر أو حتى الجلوس على الطاولة للأخذ والرد حتى يسمعوا من إخواننا الإماراتيين ما هو الوجه الشرعي الذي يجعلهم يتمسكوا بأحقيتهم لهذه الجزر فلذلك هم قطعوا كل طريق وأوصدوا كل باب يمر منه أو يطرق على إخواننا للمطالبة بحقوقهم.
وفي الأيام الأخيرة دعا خطيب جمعتهم إلى توجيه اللوم لحكومة المملكة العربية السعودية حول الأحداث الأخيرة التي أحدثها شيعة المدينة وبعض المناطق الشرقية وهي بإيعاز من طهران من أجل إفشال الدور السعودي في المصالحة العربية ولأنهم رأوا أن المملكة تسيطر على معظم الدول العربية والإسلامية وضمها إلى جانبها في أغلب القضايا الشرق أوسطية وهذا مما سبب لطهران فراغاً سياسياً وفقد دورها المحوري وحقاً تسعى إليه وليس لها فيه نصيب في هذه المنطقة فأصبحوا يدسون سمومهم في عسل العرب والمسلمين حتى يلجؤوا إليهم لكن العرب والمسلمين لا يثقون بالدور الفارسي النادل والخادم للدور الصليبي في منطقتهم العربية لما رأوا من مكر وخيانة وكيد وكذب الدور الإيراني والذي يسعى لخلخلة العرب وتفكيك صفوفهم وقد استطاع نوعاً ما وكما رأينا الدور الإيراني في الحرب الأخيرة على غزة عندما شقت صفوف العرب وشتت كلمتهم وبعثرت جهودهم وجعلتهم شذر مذر وأوقعتهم في بعضهم وجعلت منهم من يقف إلى جوارها ويساندها على ظلمها على إخوانه العرب والمسلمين ومنهم من أصبح ساعياً لجلب النافرين منها إلى حضير تهابل وأوقعهم في أحضان إيران.
فالتصريحات هذه التي تندد بالحكومة السعودية لأنها ردعت جماعة تخريبية ليس إلا أرادت أ، تنشر الذعر والخوف والهلع في صفوف السعوديين ونشر أفكار الفارسيين في بيت الله الحرام وفي مقبرة البقيع بحجة الاحتفال بمولد النبي عليه السلام وهم أبعد عن منهج النبي لكن الإدعاءات والافتراءات على آل النبي وبيته فجعلهم لا يحجمون عن أي عمل شيطاني ضد المسلمين في المملكة السعودية.
ورأينا مبعوثيهم بعد ذلك يتقاطرون إلى البحرين وإلى الإمارات وآخرهم إلى المملكة السعودية وعلى رأسهم على أكبر ولايتي ولاريجاني وهم أخطر من بعث لأنهم أصحاب ألسنة معسولة ويجعلون من الباطل حقاً ومن الحق باطلاً وأصحاب تقية متمرسين فيها.
فذهبوا إلى البحرين وأنكروا ما قاله نائب رئيس تشخص مصلحة النظام وقالوا أنه ما أراد بقوله ما دار بخلدكم وإنما أراد أن البحرين جزء لا يتجزأ من إيران في السلوك والمعاملات مما جعل البحارنة يغفرون لهم، وكذلك ذهبوا إلى المملكة ليفشلوا جهودها في ضم أعوان إيران إلى جانب دول الاعتدال السعودية ومصر وغيرها لأن سوريا محسوبة على إيران، فلما رأى الإيرانيون أنها يمكن أن تؤخذ منها قاموا بأدوار مشبوهة مع الولايات المتحدة الأميركية للضغط على حكومة الملك عبدالله بأن يترك سوريا وشأنها والأيام سترينا أخباراً كثيرة عن الموقف الإيراني المتصلب من دول الخليج العربي التي تدعي أنه فارسي وأخذ منها عنوة وبالقوة ولا بد أن يسترد إلى خريطتها. <