سراج الدين اليماني
قيام إمامهم الموهوم الثاني عشر المزعوم بقتل أهل السنة بدءً بأبي بكر وعمر رضي الله عنهما وانتهاءً بجميع من تبعهما أو رضي عنهما من المسلمين.
حيث يرى أكثر الكتاب والنقاد والباحثين في عقائد الاثنى عشرية أن هذا المشهد هو أشد مشاهد هذا المظهر الدموي قتامة، وأكثرها مدعاة للنظر لسببين أساسيين هما:
الأول: وهو السبب الأهم لأنه المشهد الوحيد والأساسي الذي يمارس القتل الدموي فيه إمام معصوم من أئمة المذهب، إذ لا شك أن في ذلك ترسيخ للمظهر ولتصوره في أذهان الشيعة أقوى بكثير من مجرد نقل روايات عنهم أي المعصومين توصي بذلك أو تثني عليه.
الثاني: إن قيام وظهور إمامهم المهدي وهو آخر العنقود أي آخر أئمتهم الأثنى عشر يمثل في وجدان الشيعة منتهى آمالهم وغاية أمانيهم لأنهم يرون منه المخلص للمذهب الذي سيقوم عليه أمرهم، وتنهض على يديه دولتهم الكبرى في العالم بعد أن ظلت طوال تأريخهم مجرد أمل وحلم أو واقع كسيح في بعض الفترات ولهذا يسمونه عندهم الإمام الغائب أو قائم آل محمد.
والأمر لا يشكل خطراً كبيراً لو وقف عند هذا الحد، ولكن لو علمنا أن هذا الإمام في نظرهم الممجوج الممقوت هو الذي سيحكم أمر الله تعالى بعد أن يوحي إليه بشرع شيعي لا إلهي شريعة مداري ويوحي إليه فعل ما يفعل وأن أفعاله تمثل بسبب ذلك غاية درجات الفضيلة والعدل حد زعمهم وجب علينا عندها أن ننتبه إلى أمر في غاية الخطورة ألا وهو:
لما كان كل ما سيصدر عن هذا الإمام من تقرير أو حكم أو عمل يمثل منتهى المثالية في التصور والسلوك إذاً فإن قيامه بقتل أهل السنة وأئمتهم بعد ظهوره في آخر الزمان سيدخل حتماً ضمن دائرة المثالية تلك، وأنه سيمثل في نظر الشيعة أقصى غايات العدل والإنصاف، إذاً لا شك أن ثبوت صحة ورود هذا الفعل عن هذا الإمام يعني تهيئة نفوس أتباعه وتمرينها بصورة كاملة على تقبل هذه الفكرة الدموية الخطيرة وبالفعل قد هيئوا النفوس لتقبل بشاعة المجازر الدموية التي سيقوم بها وعدم النفرة من شخصيته السفاحة عن طريق وضعهم لمرويات تقول بأن الناس في ذلك الوقت سيقع عندهم شك بكونه من آل محمد لكثرة الدماء التي سيريقها، فقد روى النعماني في كتابه "الغيبة" في "233": "عن العلاء عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: "لو يعلم الناس ما يصنع القائم إذا خرج لأحب أكثرهم ألا يروه مما يقتل من الناس، أما إنه لا يبدأ إلا بقريش فلا يأخذ منها إلا السيف ولا يعطيها إلا السيف حتى يقول كثير من الناس: ليس هذا من آل محمد، ولو كان من آل محمد لرحم"، حتى قالوا بأن محمداً عليه السلام رحمة ومهديهم نقمة".
ثم ركزوا بالقتل على العرب بما يكشف عن النفس الشعوبي الحاقد لواضعها، مثاله ما رواه النعماني أيضاً في كتابه "الغيبة" في "233" عن أبي بصير قال: قال أبو جعفر عليه السلام: "يقوم القائم بأمر جديد وكتاب جديد وقضاء جديد على العرب شديد ليس شأنه إلا السيف لا يستتيب أحداً ولا يأخذه في الله لومة لائم"، وروى أيضاً عن بشر بن غالب الأسدي قال: قال لي الحسين بن علي عليهما السلام: "يا بشر ما بقاء قريش إذا قدم القائم المهدي منهم خمسمائة رجل فضرب أعناقهم صبراً، ثم قدم خمسمائة فضرب أعناقهم صبراً، ثم خمسمائة فضرب أعناقهم صبراً، قال: فقلت له: أصلحك الله أيبلغون ذلك، فقال الحسين بن علي عليهما السلام: "إن مولى القوم منهم"، قال: فقال لي بشير بن غالب أخو بشر بن غالب: أشهد أن الحسين بن علي عليهما السلام عد على أخي ست عدات أو قال ست عددات على اختلاف الرواية.
وللحديث بقية إن شاء المولى. . . <
الباحث في شؤون الإرهاب
Serag aleddn 2009 @ yahoo. com