كروان عبد الهادي الشرجبي
ذات مساء اتصلت بي إحدى صديقاتي وبينما كنا نتبادل أطراف الحديث تطرقنا إلى مواضيع المقالات وقالت لي لماذا لا تكتبين عن غضب الآباء على أبناهم وما هي عواقبه؟ سألتها بفضول لماذا هذا الموضوع بالذات فكانت أجابتها أن جارة لها تعاني مشكلة كبيرة بسبب خلاف حاد نشب بين زوجا وأبنها وأن جارتها قلقة أشد القلق بسبب دعاء زوجها المستمر على أبنها، كما أنها لا تعرف في نفس الوقت أن يصلح الحال بينهما...؟!
فسألتها أن تحاول بكل جهدها إنهاء الموقف باسرع ما يمكن لأن دعوة الوالد على ولده مستجابة ولأن هذا الأبن العاق الذي لا يراقب الله في والده سوف يناله حتما سوء الجزاء.
بعدها تابعت جلستي من تلك الليلة وأنا أفكر في هذا الشاب الطائش الذي لا يخشى سوء المصير بسبب أغضابه لوالده وسرعان ما فكرت أن بعض الشباب قد لا يعرفون خطورة هذا الغضب لأنهم ربما لم يقرأو عنه وبالتالي لا يدركون عواقبه لذا.. رأيت أن أطرح هذا الموضوع بالذات الآن لحلول عيد الأسرة وعيد الأم".
ومن أجل معرفة ماذا يحل بمن دعا عليه والده إليكم هذه الحكاية. يروى أن شاباً كان منهمكاً في ارتكاب المعاصي، غارقاً حتى أذنيه في الملذات والمغريات ضارباً عرض الحائط بنصائح والده الذي كان يعظه ويذكره بسوء عمله ولكن...كلما زاد الوالد في النصح كلما أزداد الود في عناده إلى أن حدث ذات ليلة أن عاد الولد إلى البيت متأخراً وهو في حالة غير طبيعية من جراء السهر وما تناوله من محرمات، فاحتد الموقف بين الأب وأبنه حتى انتهى بتطاول الشاب على والده وضربه.
في تلك اللحظة أقسم الأب بأن يدعو على ولده ما دام حياً وقال في حرقة منشداً وهو ممسكاً بستار الكعبة المشرفة
أني أتيتك يا من لا يخيب من يدعوه مبتهلاً بالواحد الصمد
هذا منزل لا يرتد فيه من سأل فخذ بحقي يا رحمن من الولد
وشل منه بحول منك جانبه يا من تقدس ولم يولد ولم يلد
فما كاد ينتهي الأب المظلوم من دعائه حتى شل الله سبحانه نصف ولده الأيمن.
هذه قصة حقيقية حصلت في المملكة العربية السعودية واردت أن أنشرها حتى يتعظ الشباب ويأخذونها.<
KARAWAN2001@HOTMAIL.COM